مارونايت - يسمع الانسان صوتاً بداخله يتكلم بكل الأمور والشجون، هذا الصوت هو صوت ذات الانسان الآتي منه والذي يحمله معه منذ كان في قلب الله خارج الأزمنة. هذا الصوت هو ذاكرة الحقيقة المطلقة التي نحملها فينا من حيث أتينا قبل أن نلبس الجسد ونحملها الى حيث أتينا عندما نشلح الجسد. صوت لا زغل فيه لأنه عرف الحقيقة المطلقة. هو صوت الذاكرة الدفينة فينا. هو نحن في لا وعينا في حربنا مع وعينا الذي يستقي الحقيقة من الجسد المحدود، أي من الجسد السجن. عندما لا نستمع الى صوت الذاكرة فينا نكون في حالة هجر مع ماضينا وطلاق مساوي للانتحار مع مستقبلنا. لماذا لا تسألون عن سبب صوت الحق الصارخ فيكم؟ ولماذا لا تستمعون اليه؟ ولماذا تكذبونه؟ ولماذا تبتكرون الحجج التي تقنعكم بقدر ادراك جسدكم وخدمة له؟ لكن رفضكم يزيد من قوة الصوت المتكرر فيكم. تقتنعون لأنكم تصدقون كذبة يبتكرها عقلكم الجسدي والتي تخدم محدوديته وجهله. لكن الصوت الذي يصرخ فكم لا يسكت. (لأنه يعرف الحقيقة ويعرف من يحبه). لكن في يوم سيسكت هذا الصوت! ولا يعود يسمعه صاحبه. تموت ذاكرتك مع الحقيقة المطلقة. يموت الله فيك! فاعرف انك في مصاف المنتحر مثل الاسخريوطي. سكوت صوت الذاكرة يؤكد الطلاق مع الحقيقة، ويؤكد انتصار مشروع الموت الأبدي عليك. بالخطيئة ولدنا، كلنا نحمل صوت الذاكرة التي عاشت (في الله) قبل الجسد. أما الشاطر فينا، هو الذي يبقي هذه الذاكرة حيّة ويستمع اليها ويعمل بكل قوته للاستجابة لها رغم ضعف الجسد ورغم سقطاته. فالذي يؤمن بصوت الذاكرة يؤمن أيضاً بأن الحقيقة ذاتها أتت وتجسدت وحملت ذاكرة الوعي أي أفعال البشر وغسلتها بدماء الحمل (ابن الله) وربطت ذاكرة ما قبل الجسد بذاكرة ما بعد الجسد دون سقطات ذاكرة الجسد. (أمرٌ سهلٌ لكل من آمن بأن المسيح هو الطريق والحقيقة والحياة التي لا يدركها الهلاك. وكل من يؤمن بأن دمه القدوس يغسل ذاكرة وذكر الخطيئة عند الانسان). صدقوا الصوت الذي يصرخ فيكم فهو حقيقي ولا يخطئ. فهو يصرخ في كل شيء تفعلونه وفي كل شيء تسمعونه وفي كل شيء تقولونه وفي كل شيء تشاهدونه وفي كل شيء تفكرون به. ثقوا به ولا تخافوا فهذا هو الوحي وهذا هو الالهام وهذه هي الوزنات. اتكلوا على هذا الصوت فهو مفتاح بصيرة الجسد. (البصيرة هي كل ما تدركونه خارج حدود حواس الجسد). صدقوه وحده فقط! وثقوا به وحده فقط. فهو، هو، الصوت ذاته المتكلم في كل واحد فينا، لأن مصدره واحد، والواحد هو الله، والحقيقة هي عند الله، ونحن فيه كنّا، وفي الحقيقة خلقنا، والى الحقيقة نعود. الفرد بارود
0 Comments
Leave a Reply. |
صفحة الخطاب الحرّ على موقع مارونايت نيوز، تنشر مقالات قراء وكتاب، وهي لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو مواقفه. وتبقى حريّة التعبير هي الأساس، والمناقشة الفكرية البعيدة عن الغرائز هي المبتغى
Archives
December 2020
|