تتمحور أفكار الباحثين السياسيين حول هوية الدولة ومجتمعها وبُنيتها السياسية وشعبها ، وهي بالإجمال إحدى الخصوصيات الثقافية لأي مجتمع منّظم الذي يجعل من الدولة الإطار السليم للتعايش فيما بين المكونات السياسية القائمة على أرض هذا الإقليم والتي تتمتّع قانونيًا بكل الحصانات التي تضمنّها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ولا سيّما في الفقرة /21/ منه والتي تنص :
هدفنا بدء مسار تستعيد فيه الدولة مسؤوليتها المعنويّة عن الحالة القانونية الدستورية السياسية الأمنية ، وأمامنا نحن الشرفاء مسيرات طويلة علينا أن نقطعها بكل إصرار لإستعادة وتعزيز مكاسب ديمقراطية من خلال مشاركة بعضنا البعض للوصول إلى الوحدة في دولة واحدة مستقلة ذات سيادة تامة وناجزة تحميها قواها الشرعية الرسمية والديمقراطية البرلمانية كمؤسسة للحريات ، والرفاهية الإقتصادية . ومن المُسلّم به إنّ إستعادة الدولة زمام محورية الحياة السياسية الديمقراطية هي الخطوة الأصيلة لحفظ الوحدة الوطنيّة التي هشّمها تجّار السياسة اليوم . فالدولة التي نريدها إطار أرقى من ميليشيا تتحكم همجيًا بمؤسساتها وفي حفظ الأمن وسلامة أراضي الدولة وسلامة مؤسساتها وسلامة شعبها ... إننا وبكل إصرار نرفض ميليشيا تقيم علاقات مؤسساتية مع قوى الخارج ، فشرط قيام الدولة الحرّة يُخفي علاقات الحماية المصطنعة بين هذه الميليشيا وراعيها . وبات من المُسلّم أنّ هذا الراعي لهذه الميليشيا يُساهم في تعزيز الإنشقاق بين اللبنانيين ويعطّل العمل الديمقراطي ويهدِّد السلم والأمن الدوليين ويرتدي هذا المعيار أهمية خاصة في هذه المرحلة الراهنة التي تقطع فيها أجواء معاداة أغلب القوى العالمية وهي بمثابة ورقة إبتزاز بيد إيران بواسطة ميليشيا حزب الله ، وهذا أمر نرفضه ولن نقبل به إطلاقًا لأنه يُهدِّدْ الأمن القومي ، لذا علينا أن نعمل على وأد هذه الفتنة المتنقلّة من منطقة إلى منطقة وكادت تُشعل مؤخرًا أحداثًا بين مناطق متجاورة والمؤسف أنهم حاولوا توريط بعض المؤسسات الرسمية في هذا الجرم الخطير ؛ وللبحث صلة في هذا الإطار ... لبنان وطن نهائي وليس أرضًا سائبة أو للمقايضة أو للرهن ، المنطق الميليشيوي مرفوض وسيُصبح من دون وظيفة بعد أن كانت مهمته مصادرة الساحة اللبنانية رهينة لتبادل الرسائل على المستويات الداخلية والإقليمية والدولية .لذلك نعمل لولادة نظام لبناني قابل للتطور مع زوال كل الميليشيات وبلوغ الإستقلال الحقيقي للبنان الوطن النهائي المحافظ عليه بدماء أبنائه .
0 Comments
Leave a Reply. |
صفحة الخطاب الحرّ على موقع مارونايت نيوز، تنشر مقالات لأصحاب رأي، وهي لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو مواقفه. وتبقى حريّة التعبير هي الأساس، والمناقشة الفكرية البعيدة عن الغرائز هي المبتغى
Archives
April 2023
|