مارونايت - نحن من دَعَم الضعيف قبل أن يصبح قوياً، وساند القوي حينما كانت مواجهاته وطنية نظيفة وبعيدة عن الانانية، ومن وقف مع المظلومين ضد الجاحدين ومع المخذولين ضد قتلة الاحلام الكبيرة. عَهْدُنا إنطلق من حُبِنا وقناعتنا بهذا الوطن ومن قول المسيح: "فَإِنْ كُنْتَ تُقَدِّمُ قُرْبَانَكَ عَلى الـمَذْبَح، وتَذَكَّرْتَ هُنَاكَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْك، فَدَعْ قُرْبَانَكَ هُنَاكَ أَمَامَ الـمَذْبَح، وَاذْهَبْ أَوَّلاً وصَالِحْ أَخَاك، وحينَئِذٍ عُدْ وقَدِّمْ قُرْبَانَك". هكذا مسيحُنا عَلَمَنا المحبة كي لا نقع في خطيئة الحقد، لكن بعضنا إمتهن الإستقواء ونكران الجميل والجشع والفوقية وكأنه سيحيا ابداً. فَحَلَل لنفسه إضطهاد الإخوة وجحود التضحيات وعِلْمِهِمْ وثقافتهم ليتنعم هذا البعض بنفوذ السلطة على حساب إنهيار الرعيةً والوطن. كيف لا وعباقرة الموارنة من الاكليروس، يُهَمَّشون طواعية خوفا من رفع شأن بيعَتِهم، بينما الطوائف الأخرى توْلي المقامات الكبرى علماء الدين المميزين، دون أي مراعاة لهواجس الطوائف الأخرى او حتى للمصالح الشخصية. فنرى الاسُود عند غيرنا تحتل المنابر والمواقع، في حين أن بؤس أيامنا، جعل من أسود الكنيسة المارونية مستبعدين، يخلدون للقراءة والأبحاث والتصَوُفْ والنئي عن رفع صوت الحق وشأن الكيان الهادف الى تعميق إيماننا وتجذرنا في هذه الأرض المقدسة. فبالله عليكم أجيبوني: كيف لمجتمعنا ألا يعاني وشعبنا يشهد بأم عينه، بأن ظهره يقصَم من الداخل، كلما حاول جليل من الإكليروس المثقف عندنا أن يكون عملاقاً لنصرة شعبه ودحر الإحباط عن مجتمعهفي حين تُمارس عليه ضغوط الاوامر الشاهانية باسم العُرف البالي؟
هل لنا أن ننسى مدى المظلومية والاجحاف الذين تعرض لهم المطران الياس نصار بمجرد أنه حاول إحقاق الحق لأبرشيته في الجبل، ففتحت عليه نار الإشاعات والغوغائية المغرضة، وضربت فكرة العودة المسيحية الكريمة والمستقلة إلى املاك ووجود هجرتهم الاحقاد، قبل أن يعود الاسد منتصراً شامخاً إلى عرينه جنب من أعطي له مجد لبنان في بكركي؟ هل فعلاً تعتقدون أننا غَفِلْنا عن عَدْلِ المونسيور مبارك عن الترشح لإنتخابات الجبل، وهو الذي لا كان ولا يزال يمثل العنفوان والصلابة المارونية عند كل مفترق وفي كل أزمة او معاناة أو عند أي تطاول على شؤون المسيحيين؟ هل نسيتم نبرتَه عندما حاول البعض التطاول على تاريخ الرئيس الشهيد بشير الجميل؟ أوتعتقدون أن مجتمعنا لم يتفاجأ بإستبعاد البروفوسور الدكتور الاب جورج حبيقة بشكل مفاجىء بعد أن أبهر، بثقافته وإنجازاته وسعة إطلاعه الأدبي واللاهوتي، جميع اللبنانيين دون إستثناء، عبر إطلالات اعلامية ومقابلات تلفزيونية محدودة ومميزة، فغدا رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه في كيان الكنيسة المارونية الحالية؟ هل كَمَّ صوت القذائف وتمادي الظلم صوت الأب الدكتور والشاعر سيمون عساف من أن يصدح الى اقاصي العالم؟ هل نجح حَظر توزيع كتبه من أن تُشعل أحرفها أحلام التحرير والدولة؟ هل أستطاعت الهجرة القسرية المهذبة، الى كندا، ولمدة عشرين عام أن تَصُمْ أذاننا عن سماع صدى كلماته الوطنية ضد ظلم الاحتلال وعملائه. هل إستطاع الجور أن يمنع إلتفاف قلوب الوطنيين الاحرار حول ثقافته وفِكرِهِ ووطنيته إينما كان واينما حل وفي أيِ زمان؟ يا فطاحل القيادة والانانية والتبعية، صوت الحق لا يخفت مهما عبث المغرضون، كما أن شعلة الحقيقة لن تنطفىء مهما تعسف اصحاب المشاريع الدنيوية. فالمسيح هو مثالنا الاول في التضحية، وهو الذي إفتدانا جميعاً على الصليب ليكون نوراً للمتعبين ومكسوري القلوب فَيُتَرْجَمْ إنتصاره على الموت والظلم والظالمين بالقيامة. ليعلم الناهمون للسلطة، أننا في الحرب من طينة المناضلين والمقاومين الذين لا يتركون رفاقهم الجرحى والمكسورين خلفهم، كما أننا لا نتخلى عنهم في السلم أيضا مهما خذلتهم الايام والمصالح الشخصية. فنحن واياهم حكاية وفاء. ذاكرتنا لاتنسى رفاق النضال، ويا اساطير الوطنية والدين والخرافات و...الفساد، اوقفوا قصم ظهر المسيحيين. فجلجلتنا أضحت طويلة وإن كان لا بد من القيامة يوماً، فهي لن تكون على يد من أمعن في صلب رموز قوة مجتمعه وكنيسته وشعبه. إن عباءة بعض رموز كنيستنا المارونية، ولو أبعدوا إلى اقاصي الجبال والارض، هي مقلع كرامة ومخابي عنفوان وعنوان الكفاح والوفاء لكل من ناضل ليبقى وجودنا ويبقى لبنان. جورج يونس
1 Comment
Georges Bardawil
9/1/2019 06:05:02 am
ليس بغريب فلم ننسى ظاهرة اخر الزمان اذ يصبح الصالح طالح والعكس فهل يعقل ان رجال ديننا كانوا جبناء او خونة ليصمتوا على الظلم الذي طال عائلة الشهيد الياس حبيقة ورفاقه حيث كيلة الاتهامات والتشفي من جماعت التي تعد نفسها بمنهوباتها وغرائزها مسؤولة عن الشعب ضاربة بعرض الحائط جرائمها من اغتيالات وحروب عبثية كلفت المسيحيين من تهجير وضحايا بالآلاف عدى عن عمليات الإعدام الجماعية وحتى اليوم لم بحاول احدكم ود الاعتبار لها حتى بعد تبيان نبلهم بالتغاضي عن الجراح تحاشيا لعودة العنف واستمرار نسب صلح الجبل الذي أتى نتيجة لنهجهم ولبس لتتويج المجرمين مرسلي المتحرشين بالشيوخ والذين هم اصل الفتنة .... لم يفت الأوان بنظري ومنتظرين ردة فعل إيجابية منكم تجاههم
Reply
Leave a Reply. |
صفحة الخطاب الحرّ على موقع مارونايت نيوز، تنشر مقالات لأصحاب رأي، وهي لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو مواقفه. وتبقى حريّة التعبير هي الأساس، والمناقشة الفكرية البعيدة عن الغرائز هي المبتغى
Archives
April 2023
|