الإيمان، الضمانة الأولى للكنيسة – المؤسسة، مهدد بالشكل الذي تولده المعرفة، لذلك كانت الكنيسة الرومانية، منذ البدء ضد المعرفة. فأبعدتها عن عقول المؤمنين المسلمين المستسلمين لئلا يصاب ايمانهم بالشكل، بالرفض، فتنهار المؤسسة الدينية، فكانت ترفض الحقيقة العلمية، باحراق غالبليه، لأنه كلما كَبُرَت المعرفة صَغُرَ الإيمان المطلق وبكِبَر الفعل صغُرَ الدين. أما اليهودية فلم تكن تخشى العلم ولا العقل ولا الشك، لأن ضمانتها، وما تزال في الامتيازات الالهية والحقوق المقدّسة التي اقتطعتها لابناء شعبها. فهي الدين الذي يحلل الكثير لقومه، ويفضله، باسم الله، على غيره من الأقوام. وهي الدين الذي لا يسعى إلى الانتشار ولا إلى التبشير. باختراع المطبعة، وهي ثورة حضاريّة انسانيّة، تطور الانسان والكون، فتصدت لها الكنيسة بالقوة وكانت غلطة انتحارية فسارعت اليهودية إلى تبني الثورة الطباعية وتوظيفها في اتجاهين. 1- محاربة الكنيسة الكاثوليكيّة بنشر العلم والفلسفة وهو سلاح تخشاه وبنشر كل فكر ثوري ومقاوم للنيل من وحدة الكنيسة وحلفائها في سلطات الحكم الزمني. 2- تطوير الصناعة الطباعية واستثمارها والسيطرة بها على العالم اجمع فكانت حضارة اليوم بعرّابها الأول الذكاء اليهودي وضحيّتها الدائمة الكاثوليكية المنافسة. فكان لبنان، نافذة فتحت على المعرفة لتكون بين الناس، وبين العقل والقلب، فلا هي غربية الهوى ولا هي شرقيته ولكنها مشرقية. لقد غرق اللبنانيّون في الظلمة، وذهب نوره، فاخذوا يذبحون بعضهم ويهجرون بعضهم. فاذا البيت الجميل الذي بنوه معًا يعصف به الريح من كل مكان، فانكسر شعبه من جريمة فتركه خرابًا! هذه هي حال لبنان في يومنا الحاضر. تتقاذفه الرياح العاتية من كل حدب وصوب شرقًا وغربًا، حتى أصبح كسفينة بدون قبطان. وآخر عاصفة هي انفجار بيروت الذي دمّر العاصمة انسانيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا وأصبحت ام الدنيا ملاذًا للوحوش والكواسر والجهلة. انفجار بيروت وبعد مرور ثلاثة أشهر على الكارثة لم تقدر السلطة على اكتشاف الحقيقة، بالرغم من تحويل العمل الاجرامي على المجلس العدلي وتعيين محقق عدلي، وكأن المسرحية، هزلية، بدأت ترسم مراحلها بأن تعونن الجريمة بالاهمال وبتلحيم الحديد. ولكن ولست افتقدت عمل المحقق العدلي، بل أن جميع الوسائل الاعلامية والسلطات الأمنية والقضائية تسعى بكل جهد لتوصيف هذا العمل الاجرامي "بالاهمال". ولكن لم نسمع حتى الآن من هو يملك "الأمونيوم المتفجر" من هو لكي يسمح له بالعمل طيلة ما يناهز الثماني سنوات دون حسيب ولا رقيب أو محاسبة؟
من فجّر فعلًا العنبر "12" بما يحتويه من بضاعة حتى الآن لا يجرؤ أحد على الإعلان عنها؟ فإن صاحب المواد في العنبر "12" ومن فجّره هم اعداء لبنان اذا نظرنا إلى الأحداث التي توالت بعد "الانفجار النكبة" من سكوت مطبق والاعلان فجاءة على مفاوضات لترسيم الحدود البحرية، وما يحدث في تطبيع بين الدول الخليجية العربية وغيرها ودولة اسرائيل الغاصبة، مما أدى إلى نسيان القضية العربية الأولى. لماذا لا تكشف السلطة اللبنانيّة بكل بكل أجهزتها عن كل تفاصيل الجريمة بحق الوطن؟ هل خوفًا من تطورات دراماتيكيّة، من حروب اقتصادية واقعية على لبنان؟ من يعوض الخسارة التي وقع اللبنانيون تحت ثقلها، الانسانيّة والاقتصادية والاجتماعية. أيها اللبنانيون، عليكم الثورة على هؤلاء الفريسيين الجدد، الذي رموكم في قعر جهنّم وهم يدركون تفاصيل هذه الجريمة التي تفوق نكبة فلسطين. اطلبوا اعلان الحقيقة على العالم كله، لأن الحقيقة وحدها تحرركم من قيود الاستبعاد وظلمة الجهل وأنتم في كهوف العبودية بالرغم من وجودكم في القرن الواحد والعشرين من تاريخ البشرية التي اتسمت بنور الحق والحقيقة والحرية.
0 Comments
Leave a Reply. |
صفحة الخطاب الحرّ على موقع مارونايت نيوز، تنشر مقالات لأصحاب رأي، وهي لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو مواقفه. وتبقى حريّة التعبير هي الأساس، والمناقشة الفكرية البعيدة عن الغرائز هي المبتغى
Archives
August 2022
|