مذكرة رقم 2/2019 لقاء بكركي 16/1/2019
" كراهة الرّبْ شفتا كذب ، أمــا العاملــــــــــــــون بالصدق فــــرضـــــاه " سفر الأمثال 12 الآية 22 صاحب الغبطة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الكُلــــــــــــــــــــي الطوبــــــــــــــــــــــــى ؛ سيادة المطران سمير مظلوم السّامـــــــــــــــــــــي الإحتـــــــــــــــــــــــــــــــــرام ؛ لمناسبة أنعقاد اللقاء في بكركي مع النوّاب الموارنة والوزراء نوّجه لحضرتكما مذكرتنا هذه آملين قرائتها بتمعّن ، فــــــــــــــــــــــي المقدمـــــــــــــــــــــــــــــة : في ظل حالة الإحباط التي يعيشها المسيحيون خاصةً واللبنانيون عامةً ، آنَ الوقتْ لإحداث تغيير جذري على الساحة السياسية ، وإنقلابًا شاملاً على الأمـــــــــــر الواقع لتحـــرير المسيحيين ولبنان عبر نهضة لبنانية وطنيّة مستقلة غير تقليدية . وفي هذا الإطار إنّ إصلاح المسيحيين خاصةً واللبنانيين عامةً لن يتُّمْ إلا عن طريق تغيير شامل لمفهوم العمل السياسي الزبائني ، وخلق تيارات سياسية جديدة لأنها مصدر السلطات الحقيقية ، لأنّ القيادات الحالية لـمْ تَعُـد تُلَّبـــي طموحات الشعب المسيحي خاصةً واللبناني عامةً ، الذين باتـــوا يفتقدون لمنصّة حقيقية وهي تنظيم مشاركتهم في الشان العام غبطة أبينا السيّد البطريرك : كل الحركات المسيحية التي سعتْ إلى دمج وتذويب هويتنا الثقافية والتاريخية المتمايزة عن هويات شعوب المنطقة باءت بالفشل ؛ كما أنّ كل المحاولات للحفاظ على مركزية القرار في الدولة أتتْ على حساب المسيحيين حصرًا لــــــــــــــــــــــــــــذلك علينا العمل على إيجاد آلية تمايز صمن الوحدة، الوحدة الوطينة ولكن ليس على حساب الإمتياز والتمايز المجتمعي والحضاري والديني الذي يُغني الوطنية . آنَ آوان البحث عن تناغم يضمن اللامركزية ويعزِّزْ التمايز على كافة المستويات ، ويؤسِّسْ لمستقبل واحـــد لنا بأن يكون لدينا حرية تقرير المصير عبر شرعة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة . لا بُـدّ من تصميم منصّة جديدة عصرية للعمل السياسي المسيحي واللبناني المنّظم في لبنان ، ووضعها في تصرّف الجميع ، تـــوّحِدْ وتنظـــم طاقات القوة التغييرية المتعدِّدة ، وتمثِّلْ الأكثرية الصامتة تحت هدف واحـــد . وتكون هذه المجموعة التغييرية جهة قادرة على مواجهة محادل الأحزاب الحاكمة . من هنا تبـــدأ المنفعة في الدعوة إلى أيْ لقاء لحــل المعضلات القائمة : في دعـــــــــــــــوة الفاشلين السياسيين مع تأييدنا المطلق لأي لقاء يُعقد في الصرح البطريركي وهذا ما طالبناه في كل إجتماعاتنا مع سيادة أبينا المطران سمير مظلوم السّامي الإحترام مُكلّفين من سعادة أمين عام المجلس الوطني لثورة الأرز وأعضاء المكتب السياسي ، نحن نعتبر أنّ الخلافات السياسية بين الزعماء المسيحيين ستحول بين بعضهم البعض والتناقضات في المواقف دون الإتفاق على نتيجة سيَخْرُجْ منها اللقاء المزعم إنعقاده. كذلك ثمّة خلاف جوهري على مكان إنعقاده وهذا ما لمسناه من خلال وسائل الإعلام التابعة لهؤلاء القادة ، وهل ثمة ضرروة لتكون موّسعة أم مصغّرة ؟! وهل من الضروري والمُجدي الإنتظار من اللقاء أي ثمرة سياسية لإنقاذ الوضع المسيحي ؟!! في ظل الأجـــــــــــــــــــــواء المحلية والإقليمة والدولية المتوّترة ستختلط المواقف وسيعمل كل المدعويين على إلقاء التهم على بعضهم البعض وسيتنّكرون للواقع السياسي القائم ، فيما سيدعوا البعض إلى إحتواء المسألة وتجنُّب المزيد من الفضائح ومع غياب القرار الحر لهؤلاء القادة سيُماطلون كما جرت العادة في الإجتماعات السابقة . وهذا يعني عمليًا أنّ اللقاء لن يُأتي ثماره كما تشتهي بكركي وغالبية الرأي العام . لــــــــــــــــــــذلك لا بُــــــــــــــــــــــدّ من إعادة النظر في دعوة الفاشلين ، بل توسيع الدعوات لتشمل قيادات جديدة وإلاّ .... في واقع المسيحيين : لا بُـــد من الإعتراف ملاحظة أنّ الإهتمام الداخلي بمصير مسيحيي لبنان يتراجع تراجعًا كبيرًا في لبنان ، ولأسباب شتّى يجب مناقشتها بتمعّنْ وأولها تقع الملامة على القادة السياسيين الفاسدين ، وثانيًا تقع الملامة على الكنيسة التي تكتفي للأسف بعظات الأحد أو المناسبات ، ولا تعمل مع الغيارى من القادة المسيحيين الذين تلتقيهم دوريًا على إيجاد الحلول الناجعة لمعضلة المسيحيين . والمؤسف ولسنوات خلت دافع بعض القادة المسيحيين عن مبدأ المعاملة بالمثل في مسألة حقوق الأقليات الدينية فطالبوا بعض القادة المُسلمين بإشتراط المعاملة العادلة بالمثل ، وخَسِروا بذلك بعض الإدارات في الدولة ، ولم يحصُد هؤلاء القادة إلاّ الفشل والخيبة ، فضلاً عن سقوطهم في النسبوية ، ونزوعهم إلى موازاة ما لا تصُّحْ الموازاة فيه . أما الوهم الأكبر لدى هؤلاء القادة فيتمثل بالظن أنّ للمسيحيين مصلحة في تحالف الأقليات بوجه الأكثرية ، ممّا يُخالف كل تطّلع لتجاوز ثنائية الأغلبية والأقلية ، إلاّ أنّ وضع المسيحيين في فالق بين الأقليات الطائفية والأكثرية أمعن في تفتيت المجتمع المسيحي اللبناني وضرب مصالحه وعرّضه لأخطار أكبر وستزيد من معطوبيّتهم ، وسيصبحون للأسف وقودًا في الصراع وضحية تعويضية سهلة المنال ، ويحرمهم ذلك من قدرة ولو محدودة تؤهلهم للعب الدور الريادي في لبنان ، لا بل أضحوا مُلحقين بين السُنيّة السياسية والشيعية السياسية ... المسيحيون اليوم يُمتحنون في إنتمائهم الطائفي ، وفي قدرتهم على إعادة بناء وحدتهم المتصدعة بين أبناء الوطن الواحد وسعيهم إلى قيام الدولة الواحدة ، دولة المساواة في المواطنة ، ويُعانون من تراجع فكري ( فكر أجرودي ) ، وكل ذلك يتم بالإستئثار والتسلّط أو للأسف بغلبة القوة على منطق الحق والتهديد والتخويف ، وتجديد الأحقاد وإختراع أحقاد جديدة ... ويشعر العديد من المسيحيين اليوم بظل المشكلات المعيشية المتراكمة ، وأزمة النظام السياسي والمجتمعي ، بإزدياد هامشيتهم وتراجع إمكانية مشاركتهم في صنع مصيرهم الشخصي والوطني . وفق تصورنا المتواضع ، يفترض منطق الحضور المسيحي قدرة على المخاطبة ، مخاطبة في العمق لقلب الشعب الذي ينتمي إليه المسيحون ، ويبدأ ذلك من المشاركة في آلامه مشاركة كاملة أي الصبر والشجاعة ، وعلى الكنيسة المارونية ألاّ تكون كنيسة ردود الفعل والخصوصيات التي تحافظ عليها في وجود لا يهدف إلاّ إلى البقاء ، بل كنيسة منتشرة تبحث عن كل المشاكل لتجد لها الحلول الناجعة عمليًا وفعليًا ، لا كما يحصل اليوم : توجيه دعوات يتيمة خجولة مشروطة وراضخة للأمر الواقع القائم الذي ينتهجه رجال السياسة المسيحيون . المطلوب اليوم : توجيه سؤال للقادة المدعوين لماذا تتقاعسون عن مطالبة الموارنة من الإنخراط في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية؟! يا حبذا لو تكون إيجاباتهم صادقة ، ويا حبذا لو تقولون لهم : الحقيقة مهما كانت صعبة . أيّها السّادة وفق منطقنا المسيحي والوطني يجب أنْ تعلموا ما يلي وبصيغة الغيّرية : يتطلب الإنخراط في الحياة الوطنية العامة ، والإحجام عن الرّدْ على التهميش بتهميش الذات عملية إرادية واعية من قبل بكركي والنخب المارونية المتمّردة على هؤلاء الساسة الكذابين ، ويقتضي الحث على تلك المشاركة حسب منطق الحضور ، المؤامة بين السعي وراء الصالح العام وصالح الجماعة الصغرى ؛ وعلينا التشديد على المشاركة في الحياة العامة اللبنانية من باب الحقوق وإنطلاقًا من واجباتها . نحو إسترتيجية لإدارة الأزمة المسيحية : أيُّها السّادة تمثل الأزمة الحالية عند المسيحيين إنهيار الهيكل البُنياني المألوف والذي يمنح ديمومة المسيحيين وتأصلهم في لبنان والشرق ، وهذه الأزمة تُهدِّدْ القيم الجوهرية التي إعتاد عليها كل مسيحي في الممارسة سواء أكانتْ دينية أو إجتماعية أو سياسية أو ... وكون هذه الأزمة غير إعتيادية وغير متوقعة وشديدة الخطورة والسرعة الإنحدارية ، وهذه الأزمة المستفحلة تُهدّدْ قدرة كل فرد مسيحي على البقاء . والأزمة الحالية لا تشمل التهديد البنيوي فقط إنما الفرصة للتغيير ، ممّا يجعلها مفهومًا معقدًا . من أجل الخروج من الأزمة الحالية ، ولإنجاح أي فرصة إستراتيجية لإدارة الأزمة لا بُـدّ من تحلّي فريق إدارة الأزمة وقيادته بخصاص متفرّدة في مقدمتها التفكير الإبداعي بوضع سيناريوهات لحـل الأزمة وإجادة فن الحوار والحماس والإلتزام ، كذلك لا بُـدّ من توفر مقاييس للأخلاقيات الشخصية والرغبة في الخروج من مأزق الأزمة ، والشجاعة والإستعداد للمجازفة مع الواقعية والحنكة ، إلى جانب الصبر والثبات بعد الإستعانة والتوّكل على السيّد المسيح والقدّيسين ، إضافةً إلى خصائص أخرى وللنجاح يجب إتباع الإستراتيجية التالية كيفية وضع إستراتيجية فاعلة لإدارة الأزمة بأبعادها المختلفة . تأطير مفاهيمي للأزمة يجمع الفرصة والتهديد وبكونها لحظة حاسمة ونقطة تحـــوّلْ نحو الأفضل . تقديم إستراتيجية الإستجابة للأزمة وإدراتها إعلاميًا ومع وضع اهم المرتكزات الإستراتيجية لإدارة الأزمة مستنبطة من القواعد المسيحية . أهمية إعادة الإعتبار وبسرعة للحضور المسيحي السياسي الفاعل ومصداقيته وإستعادة الثقة ، لا سيّما بعد الذي حدث مع هؤلاء السياسيين من فشل ذريع ، وذلك من أجل تقليل الشعور السلبي لدى المواطنين . الآليات السياسية لحــــــــــــــــــــل الأزمة المسيحية · كوننا حركة سياسية تجمع بين ضفتّيها مجموعة من الأحزاب المسيحية واللبنانية القائمة وفقًا لنص قانون الأحزاب والجمعيات وملحقاته المعمول به في لبنان ؛ · كوننا حركة سياسية أغلبية أعضائها متخصصون في العلوم السياسية والمالية والإقتصادية وغيرها من الإختصاصات ؛ · كوننا حركة سياسية تخضع لمبادىء العلم السياسي والذي يتخصص في رسم السياسات العامة ؛ · تأتي أهمية مذكرتنا في كون مضمونها يسعى إلى تحليل وتشخيص ظاهرة الأزمة الحالية وكيفيات التعامل معها ، وذلك بالتعرّف على ماهيتها ومظاهرها وأساسها وأثارها ؛ نسعى من خلال مذكرتنا إلى تحقيق هدف أساسي يتمثل في بيان الآليات السياسية لإدارة الأزمة عندنا كمسيحيين ، هذا بالإضافة إلى أهداف تكميلية وفرعية يمكن حصرها فيما يلي بالعناصر التالية : التشخيص الدقيق لعملية الأزمات التي نمّر بها ( الشغور الوظيفي في الإدارات العامة المدنية والعسكرية ) ( الأداء النيابي الماروني خاصةً والمسيحي عامةً ) ... مع إستعراض وتقييم الآليات السياسية المختلفة . تحديد آليات النظام الواجب إعتماده للخروج من هذا المأزق لتحقيق الإستقرار السياسي والإجتماعي والأمني عند المسيحيين ، بالإضافة إلى الوقوف على تحديد آليات آفاق التنمية للمسيحيين ورهاناتها المستقبلية بالطرق السياسية السليمة والموضوعية . من خلال مذكرتنا نعتزم تحقيق الأهداف التالية : فتح المجال أمام الغيارى من الموارنة خاصةً والمسيحيين عامةً لإعادة حضورهم إلى مؤسسات الدولة المدنية التشريعة التنفيذية الأمنية من أجلِ إستقرار الوطن ومؤسساته الشرعية وإعادة الدور الريادي الطليعي لا الملحق للمسيحيين ، والإزدهار والنمو للوطن وللمجتمع وإعادة الهيئة والإعتبار للدولة والإحترام الكامل لسيادة القانون . تدعيم شرعية الدولة بصفتها التي تسُّن القوانين وتلتزم بإحترامها وذلك بتعزيز دور المجلس النيابي ودور سلطة مجلس الوزراء عن طريق إدخال أشخاص مسيحية كفوءة . والعمل على إرساء دولة العدالة ركيزتها القانون ، وإنّ شرعية المؤسسات والسلطات المعنية تتجذر من خلال الممارسة الديمقراطية التي تمثل الشرط الأساسي لأي إصلاح . وفي ظل التحديات التي نواجهها كموارنة خاصةً ومسيحيين عامة التي يفرضها الوضع السياسي الحالي وهشاشة الوضع العام تتوجب قيم التضامن المسيحي بين المسيحيين وتتاكد قيم العدالة والتوزيع العادل للوظائف ، ومحاربة الفساد والإقطاع ، وإحترام القانون ، وكل ذلك من أجل إعادة الدور الريادي المسيحي الذي يحرص على مشاركة فاعلة في كل إدارات الدولة . - وننهي بآية من الكتاب المقدّس – " فلا نفشلْ في عملِ الخير لأننا سَنَحْصُدْ في وقته إنْ كُنّا لا نَكِّلْ " ( غل 6 – 9 ) بكل إحترام طوني نيسي ( الأمين العام ) بسام ضو ( مساعد الأمين العام للشؤون السياسية ) شربل بو مارون ( مساعد الأمين العام للشؤون المالية) المجلس الوطني لثورة الأرز الجبهة اللبنانية لبنان
0 Comments
Leave a Reply. |
Archives
April 2021
|