مارونايت - تكثر منذ انعقاد مؤتمر الشحادة باريس 4 الكلام عن التوطين خصوصاً أن الاتحاد الاوروبي يسعى الى ذلك بعد تجربته السيئة مع اللاجئين... فتتجه الأنظار دائماً الى البلدان الضعيفة مثل لبنان الذي أنهكته الصراعات الطائفية منذ تأسيسه وحتى قبل ذلك. فيطالعنا يومياً مقالة من هون وتصريح من هونيك في موضوع التوطين على قاعدة التحليلات المستقبلية. هذا كله مدروس في علم البروباغاندا حيث يُسَخَف موضوع في هذه الأهمية ليصبح موضوعاً عادياً بعد فترة، فيضعه المعنيون في الميزان: من جهة الأزمة الاقتصادية والفقر والمشاكل الاجتماعية والمشاكل السياسية... مقابل حلّ لكل هذه المشاكل مقابل التوطين. أو مثلاً"بسيطة ما هنّي أصلاً عايشين معنا..." لكن انا كماروني ولبناني والاثنان متساويان، أعتبر أن مشكلتنا تبدأ عند حصول هكذا أمر لأننا عندها سنعد أيام بقائنا في لبنان. فبعد التغيير الديموغرافي الخطير الذي اقره الهراوي والحريري في تسعينيات القرن المنصرم سيكون توطين الفلسطينيين في لبنان بمثابة ضربة قاضية للوجود السياسي الحرّ للمسيحيين في لبنان وبالتالي زوال الوجود المسيحي من المشرق كلياً. كانت عملية تسخيف اللجوء الفلسطيني في لبنان من الناحية العددية عبر تقارير مزيفة نشرتها الاونوروا عن عدد الفلسطينيين في لبنان حيث تم التداول برقم غير حقيقي للتقليل من العدد أولاً وللتحضير منذ سنوات للعقل المسيحي ليقبل بالتوطين. المقاومة الشعبية والحزبية التي حصلت في سنة 1975 ما كانت ضرورية لو اننا سنقبل في النهاية! لكنها حصلت ونحن نحمل أمانة قدسية هذه المقاومة. لذلك نسأل ما هو الذي تغيير في ايماننا حتى ما كان مرفوضاً في ال75 سنقبل به اليوم؟
نعلم أن محاولة تركيع المسيحي في لبنان حالة مستمرّة ومتطاولة عبر الزمن... حيث أن كل ما يحصل للبناننا الحبيب اليوم ومنذ ال43 هو عمل منهجي خطط له أعداء للبنان والمسيحيين والمسيح. ينفذه ضعفاء النفوس وصغار المقام، أناس لا يؤمنون بشيء! لنكون أمام واقع لا يمكننا التغاضي عنه وهو أننا اليوم لا نملك قوة عسكرية وان الدويلات داخل الجمهورية اللبنانية تفاقمت الى درجة واضحة لا جدل حولها، مما قد يعني أن فرض التوطين علينا بالف حجة وحجة من الذين باعوا الوطن والقضية والذين سيطلقون أفكاراً وحججاً شعبوية يسلك فيها أتباعهم دون تردد، مقابل ما أوردناه في الأسطر الأولى لهذا المقال. منذ هذه اللحظة يجب علينا وضع نصب اعيننا شيئان لا ثالث لهما: 1- عدم تعديل أي بند من بنود الدستور اللبناني لو مهما كان الظرف ومهما كان الضغط. أي أن الدستور يمنع التوطين يعني أن نوابنا الكرام يجب أن يمتنعوا عن البحث في هذا الموضوع أو حتى الكلام فيه. والعمل في المقابل على وجود حلّ سريع للاجئين كافة عبر فتح بوابة فاطمة وإعادتهم الى أرضهم. أو مثلاً نقل جميع مخياماتهم في الداخل الى مخيم واحد ملاصق للحدود مع فلسطين المحتلة. كذلك الأمر مع السوريين. 2 - في حال أقفلت جميع الأبواب وفي حال رفض قسم من اللبنانيين هذا الأمر ولأي سبب قاهر مثل الحرب، يمنعنا من تطبيق النقطة الاولى ! يصبح التوطين والفيديرالية في سلّة واحدة غير مجزأة لا في الزمان ولا في المكان أي أن التوطين والفيديرالية في وقت واحد. الى أخواني في الأحزاب المسيحية كافة! أدعوكم للعب دوركم السياسي الحقيقي عبر الضغط على القياديين في أحزابكم الالتزام في هذا الموضوع السياسي المصيري للمسيحيين في وطنهم الأم لبنان. لا تنسوا أن للحزبّي دوراً أساسياً وتأسيسياً لسياسة الحزب حيث أنها تبنى من القاعدة وصعوداً وليس العكس. هذه مقاومتنا في سنة 2019 وهي فعل ايمان صلب وقوي لا يتزعزع. لا تخافوا فنحن أقوياء بتاريخنا أقوياء في ايماننا أقوياء بالقانون والحق كما وأننا اقوياء بالدستور، لكن أقواهم هو الايمان وهو الذي يعملون على زعزعته فينا... لكنهم فشروا! الفرد بارود
1 Comment
Cherfan
5/27/2019 10:47:35 am
عزيزي ألفريد
Reply
Leave a Reply. |
Archives
April 2023
|