مارونايت - افتتح غبطة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الجمعة 2 آب 2019، في قاعة المؤتمرات في الصرح البطريركي في بكركي، اعمال منتدى بكركي الاجتماعي الإقتصادي الثاني المنعقد من 2 لغاية 4 آب الحالي، بحضور لفيف من المطارنة من لبنان ومن دول الإنتشار، نائب رئيس المؤسسة البطريركية المارونية العالمية للإنماء الشامل الدكتور سليم صفير، رئيس مجلس القضاء الأعلى الرئيس الأول لمحاكم التمييز القاضي جان فهد، النائب السابق نعمة الله ابي نصر، الوزير السابق جاك صراف، رئيس المؤسسة المارونية للإنتشار شارل الحاج، نقيب المحررين جوزيف القصيفي، مديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان، وحشد من رجال الأعمال اللبنانيين من لبنان ومن عدد من الدول اضافة الى فعاليات اجتماعية واقتصادية. استهل اللقاء بتلاوة صلاة رفعها البطريرك الراعي على نية المشاركين في المؤتمر لكي "يبارك الرب اعمالهم لخير لبنان والإنسان فيه." ثم كانت كلمة للدكتور سليم صفير قال فيها:" "لبنان امام تحد جديد سياسيا اقتصاديا واجتماعيا، والاهم انه بوحدتنا نستطيع ان نحول هذه التحديات الى فرصة جديدة من النهوض والازدهار. للسنة الثانية على التوالي، تفتح بكركي قلبها لتستضيف مجموعات كبيرة من اللبنانيين مقيمين ومن بلدان الانتشار، لبوا دعوة المؤسسة للحضور للبنان، والمشاركة مع اخوانهم اللبنانيين، بإطار المنتدى الاقتصادي - الاجتماعي العالمي الثاني تحت عنوان: "معا نجذر حضور شبابنا". وهذا المنتدى هو من ضمن مسعى جبار لـ"WPF"، لخلق هيئة تنفيذية تشاركية بين القوى المسيحية عموما والمارونية خصوصا، والتزاما برسالتنا، بدعم كنيستنا، الممثلة ببكركي، وسيد هذا الصرح وهو رئيس مؤسستنا، البطريرك الراعي الذي تكرم وبارك خطوتنا، ودعم توجهنا". أضاف صفير: "مؤتمرنا هذه السنة يأتي بإطار برنامج طموح، قررته المؤسسة واندفعت فيه، العام الماضي ليكون عامل تواصل بين لبنان وابنائه المنتشرين بكل العالم. الوطن له كثير علينا كلنا، مقيمين ومنتشرين، فمن ارضه انطلقنا. المؤسسة البطريركية المارونية العالمية اخذت على عاتقها مهمة جبارة غايتها توفير فرص عمل لشبابنا، ليكون قادرا على ان يستمر بأرضه ويؤسس لحياة جديدة بلبنان. لهذه الغاية اشتغلنا على مستويين، عام وخاص. اولا، بالنسبة للتوظيف في القطاع العام، اشتركنا مع جامعة سيدة اللويزة بتأسيس مركز تدريب وتحضير متخصص بتأهيل الشباب لمباريات مجلس الخدمة المدنية للتوظيف. ثانيا بالنسبة للقطاع الخاص نعمل على عدة مستويات، بداية سنستعرض المشاريع الجديدة اقامة برنامج التبادل الشبابي بين لبنان وشبابه المنتشر. واول خطوة كانت مع جامعة Sydney of University Western بحيث زارت مجموعة طلابية، لبنان لفترة شهر، لتعميق التبادل وسنعرض عليكم وثائقي عن هذا العمل خلال المؤتمر، ونأمل توسيع اطار هذا البرنامج الى شبابنا المنتشر بكل انحاء العالم. توفير مساعدات مالية لتجهيزات طبية في بعض مناطق الاطراف، ومساعدات مالية لزيادة انتاجية بعض مؤسساتنا الرهبانية من اجبان وألبان ومخللات وتوفير فرص عمل في الاطراف. الاتفاق مع وزارة التربية على تخصيص اطلاق برنامج "ماهر"، من خلال تخصيص مختبرات "الصنايع"، لتوفير التدريب المهني والتقني لشبابنا لتسهيل حصولهم على وظيفة. توفير دعم مادي لترميم احد أديرتنا الاثرية، ودعم مالي آخر الى احدى مؤسسات التوظيف العام. بالاضافة الى المشاريع التي ابتدأنا بها في السنوات الماضية والتي تطورت ونما نشاطها، نذكر منها: مكتب التوظيف في المؤسسة على اتصال مباشر مع المؤسسات الخاصة لتأمين حاجات معينة لموظفين من ضمن "داتا" خاصة بنا. معهد التدريب التمريضي" الذي انشأناه مع مستشفى "اوتيل ديو" يؤمن وظيفة مساعد ممرض بالمستشفى من بين المتقدمين على دوراتنا. دورات تأهيل الشباب على الكمبيوتر وتطوير اللغات لتحسين كفاءاتهم وفرصهم لنيل الوظيفة، يتم بالتعاون مع الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا AUST" ." وتابع صفير: "من هنا، ندعوكم لنتعاون معا من خلال اسهامكم معنا بحفظ تراثنا وحضورنا ومستقبل اولادنا واستمرار وطننا. والمسؤولية تتطلب تضافر جهودنا كلنا، مقيمين ومنتشرين، خصوصا ان العام 2020 يصادف ذكرى مئوية "لبنان الكبير"، والكل يعرف دور البطريركية المارونية من خلال البطريرك العظيم الياس الحويك في انشاء دولة لبنان الكبير.لبنان هو الامانة التي تسلمناها من اهلنا. ويجب ان نحافظ عليها لنسلمها لاولادنا. وكما أن البطريرك الراعي مؤتمن على وطنه ورعيته واسلافه العظام، نحن الى جانب بكركي لنحافظ على هذا البلد الذي تحمل الكثير من الضغوط ولكنه لا يزال ثابتا لأن هناك ناس يعملون ويتعبون ويضحون". وأضاف صفير:" لا اخفي عنكم ان اليوم لبنان امام تحد جديد سياسيا اقتصاديا واجتماعيا، لكن الاهم ان بوحدتنا نستطيع ان نحول هذه التحديات لفرصة جديدة من النهوض والازدهار، فركائز الاقتصاد موجودة والطاقات البشرية تجعل من لبنان مكانا فريدا في العالم وكل مرة تمتع لبنان بالحد الادنى من الاستقرار الامني والسياسي استطاع الاقتصاد ان يحقق نموا وبسرعة كبيرة. المطلوب اليوم، ان نتوقف عن الاحتجاجات غير المجدية والمواقف السلبية والانطلاق بمسيرة تحول ايجابي وبناء من خلال تشجيع مبادرات لخلق فرص عمل جديدة لشبيبتنا، تجدد الامل بنفوسهم وتشجعهم للبقاء بلبنان". وقال صفير: "عندنا وطن جميل، يدا بيد نحافظ عليه فليكن شعارنا الايمان والوحدة والانتاج الفكري والعلمي، ولنحافظ عليه سويا ونؤمن لأولادنا مستقبلا افضل.وقبل ان اختم كلمتي، اتوجه بعاطفة شكر من كل قلبي لكل الذين شاركونا في هذا المنتدى وخصوصا الذين جاءوا من بعيد. واشكر ايضا كل الذين تعبوا وضحوا من اجل انجاح هذا المنتدى وخاصة فريق العمل في السكرتاريا وعلى رأسهم الامين العام والمرشد الروحي سيادة المطران انطوان شربل طربيه راعي ابرشية استراليا المارونية. واجدد الشكر لصاحب الغبطة لحضوره ورعايته لهذا المنتدى. ومن دونك سيدنا لما كنا هنا. احبائي، في هذين اليومين المقبلين ستتعرفون اكثر على كل الطاقات البشرية اللبنانية انا اكيد أننا نستطيع معها ان نحدث فرقا". بعدها تم عرض وثائقي تضمن ايجازا لأعمال المنتدى الأول الذي انعقد في الصرح البطريركي في بكركي العام الماضي. ثم القى غبطة البطريرك كلمة قال فيها:" يسعدني أن أرحب بكم جميعا في منتدى بكركي الاجتماعي الإقتصادي الثاني، الذي تنظمه "المؤسسة البطريركية العالمية للإنماء الشامل". فأحيي نائب الرئيس الدكتور سليم صفير، رئيس مجلس إدارة ومدير عام بنك أوف بيروت، ورئيس جمعية المصارف اللبنانية المنتخَب حديثًا. فأجدد له بإسمكم وبإسمي أخلص التهاني والتمنيات بالنجاح الكامل في هذه المسؤولية الجديدة. وأشكره على كلمة الافتتاح اللطيفة. كما أحيي أعضاء مجلس أمناء هذه المؤسسة البطريركية، شاكرًا إياهم على ما يبذلون من جهودٍ ويقدمون من تضحيات، ويسخون به من مال، بغية تمويل مشاريع إنمائية لخدمة شبيبتنا والمؤسسات". ضاف غبطته: "يطيب لي أن أوجه تحية ترحيب بكم وتقدير، أيها الآتون من لبنان وبلدان الانتشار، ملبين الدعوة بفرحٍ للمشاركة في هذا المنتدى، متفاعلين مع موضوعه العام: "معا نشدد جذور شبيبتنا". لاسيما وأنتم تلحظون بكل أسف أن الجماعة السياسية المسؤولة في دولتنا لا تعير شبابنا أي انتباه، وكأنها غير معنية بمستقبلهم، بل تقفل أبواب آفاق انتظاراتهم وتطلعاتهم، وتفتح لهم واسعا باب الهجرة، إذ 40% منهم عاطلون عن العمل. ونتساءل هل يدرك المسؤولون السياسيون أن أمة من دون شباب مثقف ومبدع لا مستقبل واعدا لها؟". وتابع غبطته: "أنتم هنا اليوم وغدا لكي نفكر معا ونعمل معا ونخطط معا من أجل تثبيت أجيالنا الطالعة في وطننا الأم الذي نحن على مشارف بداية المئوية الأولى لإعلانه دولة مستقلة ذات سيادة محددة الحدود: دولة التعددية الثقافية والدينية والسياسية ضمن وحدة وطنية، دولة ديمقراطية تعترف بجميع الحريات المدنية العامة وتقر بشرعة حقوق الإنسان، دولة العيش المشترك يشارك فيها المسيحيون والمسلمون في الحكم والإدارة بالمناصفة والتوازن، عملا بنص وروح الدستور والميثاق الوطني لعام 1943، المثبت بوثيقة الوفاق الوطني في مؤتمر الطائف سنة 1989. كل هذه الأمور تميز لبنان عن كل بلدان الشرق الأوسط، وتجعله نموذجا وصاحب رسالة". أضاف غبطته: "غير أن هذه الهوية اللبنانية مهددة اليوم بسبب الواقع السياسي الجديد المتأزم الذي ينتهك الدستور والميثاق، ويدخل أعرافا وممارسات تبدل شيئا فشيئا وجه لبنان السياسي والاجتماعي. وهي مهددة بسبب الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة التي تقحم اللبنانيين ولاسيما المسيحيين منهم على الهجرة، وبخاصة خيرة شبابنا المتخرجين من الجامعات، فيما يتثبت فيه مليونا نازح ولاجئ من سوريين وفلسطينيين، بسياسة دولية هدامة". وختم غبطته: "أيها المنتدون الأحباء، إن المؤتمر الاجتماعي - الاقتصادي الثاني الذي يجمعنا في هذا الصرح البطريركي، يضعنا أمام جميع هذه التحديات. فأشكر لكم مشاركتكم فيه، مع تقديري لدخولكم في عمق أبعاده. مع أطيب التمنيات والشكر لإصغائكم". بعدها كان عرض لدراسة نفذها خبير الإحصاء ربيع الهبر عن الواقع الديمغرافي للمسيحيين في لبنان عرض فيها لتوزيع المسيحيين في الأقضية اللبنانية كافة ولنسب الولادات واوضاع العائلات والتعليم وفرص العمل عندهم في القطاعين العام والخاص، لافتا الى "ضرورة دعم قطاع التعليم المهني وتوجيه التلامذة بهذا الإتجاه لكي يتلقفوا فرص العمل ما ان تتوفر منصات النفط في لبنان." وبدورهما قدم كل من المغتربين اللبنانيين طوني جعجع وشارلي ابراهيم شهادتهما عن نجاح تجربتهما في استثمارين في لبنان الول يعنى بانشاء مزرعة للمواشي في سهل عكار قدمت فرص عمل لعدد من ابناء المنطقة وساهمت في توفير المنتجات المحلية وفق معايير فائقة الجودة والإستثمار الثاني في مجال الإلكترونيات والتقنية الرقمية في لبنان. وشدد كل من جعجع وابراهيم على "ضرورة بث روح الحماسة في نفوس الشباب اللبناني وحثه على العمل في ارضه والتشبث بها، مؤكدين "ان هناك فرص عمل وامكانيات كثيرة لإستثمارات ناجحة في لبنان في كافة القطاعات ولكن المطلوب ارادة قوية وايمان قوي بهذه الارض." المصدر بكركي
0 Comments
Leave a Reply. |
Archives
April 2023
|