مارونايت - أثبت فلس الأرملة أنه أقوى وسيلة دفاع في وجه الفقر والجوع وفقدان السيولة وأقوى من المجاعة التي بدأت تطل برأسها على لبنان. مبادرة من محلات في الحازمية تعبر عن تضامن الأخ مع أخيه الانسان. هذه المبادرة بدأت في الانتشار أيضاً في مناطق أخرى. ما حصل من حالات انتحار وما أصبح علني عن كثير من العائلة التي لم تعد تملك ثمن ثلاث وجبات طعام في اليوم. كما أخبار الأولاد الذين يذهبون الى المدارس دون أكل... بادر أصحاب دكاكين في الحازمية الى التضامن مع أبناء بلدتهم وفتح المجال أمام من لا يملك المال أن يتبضع مجاناً. في المقابل يقوم الميسورين من تلقاء أنفسهم بترك مبلغ يفوق فاتورة شراءهم حتى يعوضون عن صاحب المحل ليستمر، فيكونوا بالتالي ساهموا مع اخوتهم بوضع الأكل على طاولة من أشخاص لا يعرفونهم
0 Comments
مارونايت - "لمَّا قَامَ يُوسُف مِنَ النَّومِ، فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاكُ الرَّبّ" (متى24:1
1. يلتقي يوسف مع خطّيبته مريم في الطَّاعة لإرادة الله. فعندما بشَّر الملاك جرائيل مريم بالأمومة لابن الله بقوَّة الرُّوح القدس، أطاعت وأجابت: "أنا أمة الرَّبّ. فليكن لي بحسب قولك" (لو38:1). كذلك يوسف، لمَّا أوحى له الملاك في الحلم سرَّ حبل مريم ودورَه ومسؤوليَّتَه، أطاع "وفعل كما أمره ملاك الرَّبّ" (متى 24:1). 2. يُسعِدُنا أن نحتفل معًا بهذه اللّيتورجيَّا الإلهيَّة التي نُحيي فيها ليتورجيًا البيان ليوسف وهو بمثابة البشارة له على مثال البشارة لمريم والبشارة لزكريَّا. وكلُّها تكشف تصميم الله الخلاصيّ وتعاونه مع الثَّلاثة لتحقيقه وَفقًا لِدَورِ كلّ واحدٍ وواحدةٍ منهم ودعوته. فيتَّضح لنا أنَّ الله يتعاون مع الانسان من أجل تحقيق تصميمه الإلهيّ عبر مسار التَّاريخ البشريّ. فلا بدّ من أن يلتمس كلُّ واحدٍ من الله فهمَ دوره واكتشافَ دعوته في الحالة التي هو فيها، والمسؤوليَّة الموكولة إليه في الكنيسة والمجتمع والدَّولة. هذا الأمر يستوجب الإصغاء إلى الله بالصَّلاة وقراءة الكتب المقدَّسة واستلهام الرُّوح القدس. فتأتي الأعمال والمشاريع كلُّها تصبُّ في الخير العامّ الذي منه خير جميع المواطنين وخير كلّ مواطن. 3. عندما يتدخَّل الله في حياتنا يُبدِّل نظرتنا ومشاريعنا ومواقفنا إلى ما هو الأفضل بالنِّسبة إلينا وإلى الجماعة. يوسف ومريم كانا مخطوبَين، وقبل انتقال مريم إلى بيت يوسف كزوجته وفقًا للشَّريعة، تدخَّلَ الله وجعلَ زواجهما الشَّرعيَّ بتوليًّا بحيث تحبل مريم بقوَّة الرُّوح القدس بإبن الله الذي سيكون مخلِّصَ العالم وفادي الإنسان. ولمَّا لم يفهم يوسف سرَّ حَبَل مريم، ولم يجد مكانَه فيه، وقرَّرَ تطليق مريم سرًّا، تدخَّلَ الله وكشَفَ له مقاصدَه في مريم، ودورَه كأبٍ شرعيٍّ ليسوع يتولَّى حراسته وإعالته مع أمِّه. بطاعة مريم ويوسف تمَّ أعظمُ مشروعٍ خلاصيٍّ للعالم كلِّه، لا يُقاس بمشروع زواجهما البشريّ المقرَّر. 4. فلو وقف كلُّ مسؤولٍ سياسيٍّ عندنا أمام الله والتمسَ نورَه لِفَهمِ دوره في تصميمه الخلاصيّ، لكان تصرَّفّ ويتصرَّف خلافًا للنَّمط الذي يسير عليه. لو استلهم السِّياسيُّون إرادة الله بالصَّلاة والتمسوا أنواره الهادية، لما وصل لبنان إلى هذه الحالة البائسة باقتصاده وماليَّته وشللِ مؤسَّساته، ولما تمَّ تجويع الشَّعب وتحقيرُه ورميُ أكثر من ثلثه تحت مستوى الفقر، وحوالي نصفه في حالة البطالة، ولما أقفلَتْ مؤسَّسات وسُرِّح موظَّفون وتفاقمت الأزمة الإجتماعيَّة. ولو أصغى السِّياسيُّون إلى صوت الله في ضمائرهم، لما استباحوا مال الدَّولة وتقاسموه حصصًا عبر الحصص الوزاريَّة وفقًا لتكتُّلاتهم النِّيابيَّة؛ ولما أصمُّوا آذانهم عن مطالب الشَّعب في المظاهرات والاضرابات المتتالية؛ ولما كانت الانتفاضة والحراك المدنيّ والثَّورة الإيجابيَّة التي جمعت الشَّعب اللُّبنانيّ في وحدةٍ متماسكة ومتحرِّرةٍ من وطأة الانتماءات الطَّائفيَّة والمذهبيَّة والحزبيَّة، والتي شكَّلت قوَّة لا يقوى عليها أحد، ولا يحقُّ للمسؤولين السِّياسيّين إهمالَها أو تجاوُزَها أو الاستهزاءَ بقدرتها؛ وفي المقابل لا يحقُّ للمسؤولين السِّياسيِّين البقاء في نقطة الصّفر بالنِّسبة إلى تشكيل الحكومة والنُّهوض بالبلاد من عجزها الماليّ وشللها الاقتصاديّ وشبه إفلاسها، بعد ستِّين يومًا من ثورة الانتفاضة، وبعد دعوة قمَّة دول الخليج في الرّياض (الثلاثاء 16 ك1) واجتماع مجموعة الدّعم الدَّوليَّة في باريس (الأربعاء 17 ك1). 5. فيا أيُّها المسؤولون السِّياسيُّون، تذكَّروا أن نبل العمل السِّياسيّ مستمَدٌّ لا من مقامكم، بل من الشَّعب، عندما توفِّرون له الخير والعدل والانصاف، لأنَّ هذه هي إرادةُ الله، ولأنَّ الشَّعب هو مصدر سلطتكم. فحذارِ أن تُهملوه أو تستصغروه. فلبنان دولةٌ ديمقراطيَّةٌ لا ديكتاتوريَّةٌ. ولا يحقُّ لأحدٍ أن يُملي عليها إرادته مستقويًا. كفى كيديَّةً في العمل السِّياسيّ، وتلاعبًا بمصير دولةٍ آخذةٍ بالانهيار، وشعبٍ ترمونه في الذُّلّ، وأنتم تتبادلون الأدوار من أجل التَّعثُّر والتَّعطيل، من دون أيَّة مسؤوليَّةٍ وطنيَّةٍ، وكأنَّ البلاد والعبادَ ألعوبةٌ بين أيديكم. لبنان ليس مُلككم بل مُلك شعبه. 6. البيان الإلهيُّ ليوسف يكشف لنا أنَّ الله يواكب خطوات كلِّ إنسانٍ لحظةً بلحظة، لكونه معاونه في صنع تاريخ البشر على ضوء تصميم الخلاص. عند ساعات القلق والحيرة والاضطراب، نتعلَّم من يوسف أن نعود إلى الله بالصَّلاة والالتماس لكي نصغي في أعماق قلوبنا وضمائرنا الى ما يكشفه لنا، فنلتزم به. هذا هو الآن الوقت المصيريّ المناسب ليعود فيه المسؤولون السياسيُّون عندنا إلى لله لاستلهامه والاصغاء إلى إرادته. إنَّ أزمة الحكومة لا تُحَلُّ بالتَّحجُّر في المواقف، ووضع العصي في الدَّواليب، بل بالتَّجرُّد والتَّواضع، وبالتَّقدُّم المسؤول بخطوات بين هذا وذاك من الفرقاء، واضعين نصب أعينهم فقط مسؤوليَّة النُّهوض بالوطن المشترك وإنمائه وإسعاد شعبه، ومتحرِّرين من كلِّ ارتباطٍ خارجيٍّ ومن جعل الذَّات وسيلةً للغير من أجل هذا الاستقواء. ولكنَّ التَّاريخ عاّمنا ويُعلِّمنا أنَّ الدُّول تصنع مصالحها على حساب من كانوا وسيلةً لها في تدمير بلادهم. فلا ترموا الانتفاضة الشَّعبيَّة بتهمة الارتباط بالخارج أو الاستقواء به. فهذا ليس من عادة شبابنا المنتفضين ولا من ثقافتهم. فلا تتَّهموهم بما أنتم تفعلون وتعوَّدتم عليه من أجل مصالحكم. 7. على ضوء هذا الحدث الإنجيليّ، نُصلِّي اليوم لكي ينفتح كلُّ واحدٍ وواحدةٍ منَّا، وكلُّ مسؤولٍ في الكنيسة والمجتمع والدَّولة، على تصميم الله في حياته وحالته ومسؤوليَّته، ولكي يعود إليه بالصَّلاة مستلهمًا نعمة الإدراك لإرادته. فتصبح حياتنا وأعمالنا الصَّالحة والبنَّاءة نشيد مجدٍ وتسبيحٍ للثَّالوث القدُّوس، الآب والابن والرّوح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين. مارونايت نيوز - – إستقبل غبطة البطريرك الكاردينال ماربشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم الخميس 12 كانون الأول 2019، رئيس الحكومة السابق تمام سلام يرافقه الوزراء السابقون رشيد درباس، سجعان قزي ومحمد المشنوق.
بعد الزيارة كانت كلمة لرئيس الحكومة السابق تمام سلام، قال فيها: “زيارتي اليوم هي للحصول على بركة البطريرك الراعي وهو مرجعيّة وطنية، لها مواقف ودور قيادي في هذه المرحلة نشتدّ جميعاً به ونسترشد بالكثير مما يعطينا إيّاه من أفكار وآراء، لنتساعد جميعاً في هذه المرحلة لتجاوز الصعاب الكبيرة التي يمرّ بها لبنان واللبنانيين. إن الوضع صعب ومأزوم ومعقّد، ويتطلب الترفع والتواضع والتضحية من أجل إيجاد حلول نتمسّك بها جميعاً ونلتفّ من حولها لإنقاذ لبنان الحبيب.” وأضاف سلام :” من جهتي أدعو وبسرعة لأن يتمّ تشكيل حكومة، وهو ليس مطلب فقط من أصدقاء لبنان يوم أمس، ولكنه مطلب كل مواطن لبناني يريد أن يطمئن أن هناك دولة لبنانية ترعي احتياجاته، فالمطلوب أن يكون هناك سلطة تنفيذيّة تنهض في مواجهة ما وصلنا إليه من تراجع وتدهور يكاد ينذرنا بأخطار كبيرة، وعلينا أن نكون صريحين في قول هذا الموقف لأن مسؤولون تجاه أبنائنا ووطننا، فإن الانهيار الاقتصادي والمالي الذي دخلنا في نفقه لا يمكن الخروج منه ببعض الاجراءات من هنا ومن هناك، بل بإجراءات جذرية إذا ما حصلت ستُجنّب لبنان الانزلاق الى الأسوأ. فنحن لا نختلف عن دول كثيرة مرّت بظروف مشابهة ونالت نصيبها من الأذى ومن الضرر الذي أخذها سنوات طويلة للخروج منه، فمن هنا ندعو الجميع وفي مقدّمتهم المسؤولين للتوصّل الى أرضيّة مشتركة للتفاهم حول تشكيل حكومة وبأسرع وقت ممكن.” وأردف سلام :” لا بدّ لي من أن أوجّه تحيّة للبنانيين خارج الطوائف والمذاهب التي كنا نعهدها في الماضي، الذين صرخوا عالياً في كل أرجاء الوطن من أجل حقوقهم وكرامتهم وعزّة وطنهم لبنان، تحيّة لهم مهما صنّفوهم، حراك أم انتفاضة أم ثورة، فهم ضمير لبنان، وكان وما زال للبطريرك الراعي دور كبير في احتضان هؤلاء الشباب.” وختم سلام:” أتوجه لإخواننا المسيحيين وللبنانيّين عموماً بالتهنئة بالأعياد المجيدة، ولو أنها مُرّة في هذه الظروف، ولكن نحن مؤمنون والمؤمن لا ييأس”. وكان غبطته قد استقبل أيضاً المستشار الثقافي في السفارة الإيرانية في لبنان عباس خاميار، الذي إعتبر بعد اللقاء أن زيارة غبطة البطريرك الراعي في فترة الأعياد المجيدة، كانت مناسبة لتبادل الشؤون الثقافية ودور الدين والثقافة في مجتمعاتنا، والتحدث عن التعايش السلمي والوحدة الوطنية ودور الأديان في هذا الإطار. كما طرحت مع غبطته أوضاع المسيحيين في إيران والحوار الاسلامي المسيحي الذي تتبناه الجمهورية الإيرانيّة. وشكر خاميار البطريرك الراعي على الاستقبال ودعاه الى زيارة إيران والمراكز المسيحية والكنائس التي تعود الى أكثر من ألف عام. مارونايت نيوز - يجتمع كل شهر خريجوا مدرسة الفرير مون لاسال في كنيسة شفيع المدرسة القديس يوحنا المعمدان دو لاسال في عين سعادة ليتشاركوا القداس عن نيّة لبنان وعن نيّة جميع الخريجين وعن النوايا الخاصة التي يطلبها الزملاء. قام بالمبادرة مجموعة من دفعة 1989 على رأسهم الزميل جورج جميّل. كما وأنهم يجتمعون مرّة في الأسبوع لتلاوة صلاة المسبحة الورديّة. يتشارك الأخ سامي حاتم في هذه المبادرة التي تأتي لتتوج سنين الدراسة في هذه المدرسة العريقة، حيث اكتسب تلاميذها الى جانب العلم، الحياة المسيحية والتعمق في الانجيل وكلمة الرب. كما تشاركوا الحياة الأخوية المميّزة ببركة الرب ، وبشفاعة القديس يوحنا المعمدان دو لاسال. يشعر جميع أبناء وبنات هذه المدرسة، ان قوة تشدهم لبعض ولمدرستهم. وها هم يتابعون مسيرة النور بالممارسة الايمانية وعبر تعميق معرفتهم بيسوع المسيح
مارونايت نيوز - بكركي، الأحد 8 كانون الأوَّل 2019
"إِسْمُهُ يُوحَنَّا" (لو 63:1) 1. عندما وَلَدت إليصاباتُ ابنها، وجاؤوا بعد ثمانية أيَّام ليختِنوه بحسب الشَّريعة، وكان أبوه زكريَّا ما زال أبكم، أشاروا إليه ماذا يريد أن يسميَّه، فكتبَ على لوحٍ: "إسمه يوحنّا" (لو63:1). وهو الإسم الذي أوحاه له الملاك، وهو بالعبريَّة "يهوه حنان" أي "الله رحوم". وقد شاء الله إعلان رحمته بشخص يوحنَّا الذي يسبق كالفجر طلوع شمس المسيح، رحمة الله المتجسِّدة. فكان للرَّحمة الإلهيَّة إسمٌ في التَّاريخ البشريّ هو يسوع المسيح. 2. يتزامن تذكارُ مولدِ يوحنَّا في زمن الميلاد، هذا العام، مع عيد سيّدة الحَبَل بلا دنَس. إنَّه عيد أمِّنا مريم العذراء التي "في اللَّحظة الأولى من الحَبَل بها في حشا أمِّها حنِّه زوجة يواكيم، بنعمةٍ وإنعامٍ خاصَّين من الله الكلِّيِّ القدرة، واستباقًا لاستحقاقات من سيتجسَّد منها بالرُّوح القدس، يسوع المسيح مخلِّص العالم، وهو ابن الله منذ الأزل، حُفِظَت بريئةً من دنَس الخطيئة الأصليَّة، التي يولد فيها كلُّ إنسانٍ، والموروثة من خطيئة أبوَينا الأوَّلَين (راجع كتاب التَّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيَّة، 491). هذه العقيدة الإيمانيَّة أعلنَها الطُّوباويّ البابا بيوس التَّاسع في 8 كانون الأوَل 1854. وأيَّدَتها السيّدة العذراء في ظهوراتها للصَّبيَّة برناديت في لورد بعد أربع سنوات، أي سنة 1858. فلمَّا سألَتها برناديت: "ما إسمكِ؟" أجابَت: "أنا الحَبَل بلا دنَس". فإحياءً لهذه العقيدة أنشأ المكرَّم البطريرك الياس الحويِّك مع القصادة الرَّسوليَّة آنذاك مزار سيِّدة لبنان سنة 1904 إحتفالاً بيوبيلها الذَهبيّ. 3. إليها نلتجئ بصلاة المسبحة مع جميع المؤمنين كلَّ مساء، في لبنان وخارجه، عبر وسائل التَّواصل. والآن في هذه الذَّبيحة الإلهيَّة، وعند المساء بصلاة المسبحة، نصلّي ملتمسين نجاح الاستشارات النِّيابيَّة المحدَّدة غدًا الاثنين. فتؤدّيها الكُتَل النّيابيَّة بروح المسؤوليَّة الوطنيَّة والدُّستور، مدركين المخاطر التي تتهدَّد وطننا، وواضعين خير الدَّولة بكيانها وشعبها ومؤسَّساتها الدُّستوريَّة فوق كلّ اعتبار. ونلتمس من الله نجاح تكليف رئيسٍ للحكومة الجديدة، وتشكيلها بأسرع ما يمكن وَفقًا لانتظارات الشَّعب اللُّبنانيّ التي يُعبِّر عنها في الحراك المدنيّ منذ اثنين وخمسين يومًا، وفي الصُّحُف وسائر وسائل الاتِّصال الاجتماعيّ. فنردِّد أيضًا وأيضًا للمسؤولين السِّياسيِّين: "لا تزدروا بالحراك المدنيّ وثورة الشَّباب التي تُريد بناء لبنان الحضاريَّ الجديد لا هدمَه. لا يوجد قوَّةٌ أقوى من الشَّعب! فلا تُهمِلوه ولا تُخيِّبوا آماله، لئلاَّ يعود إلى قطع الطُّرُقات، فتكونون أنتم لا هو المسؤولين عن خراب لبنان أمام المجتمع الدَّوليّ. ثورة الشَّعب كالمطر الجارف الذي شهدناه في الأسبوع المنصرم. فلا تقفوا بوجهه من أجل خيركم وسلامة لبنان. الحراك المدنيّ يطلب حكومةً نظيفةً لم يتلوَّث وزراؤها بالفساد وسرقة مال الدَّولة؛ حكومةً قادرةً على تحقيق النُّهوض الاقتصاديّ والماليّ والمعيشيّ؛ حكومةً تعيد إلى خزينة الدَّولة مالها المنهوب الذي هو مال الشَّعب الذي يؤدِّي الضَّرائب والرُّسوم؛ حكومةً توقف التَّدخُّل السِّياسيّ في الإدارة والقضاء. 4. "إسمه يوحنّا" (لو 63:1). يذكِّرُنا هذا الاسم أنَّ الله رحومٌ بطبيعته. فرحمتُه تنبع من أحشائه، لأنَّه خلقَنا وافتدانا بابنه الوحيد، ووضعَنا في سفينة الكنيسة التي جعلَها أداة الخلاص الشَّامل، ففيها إستودَعَ كلمتَه الهادية في الإنجيل والكُتُب المقدَّسة، ونعمةَ أسراره الخلاصيَّة، وهبةَ الرُّوح القدس الذي يُحقِّق فينا ثمار الفداء، ويَهدينا إلى طريق الحقيقة والمحبَّة. لقد خلَقَنا الله على صورته، لكي نكون شهودًا لرحمته. وقد طوَّبَ الرَّبُ يسوع ممارسي الرَّحمة قائلاً: "طوبى للرُّحَماء فإنَّهم يُرحَمون" (متى 7:5). إنَّنا نُحَيّي كلَّ الذين بالخَفَاء أو بالعَلَن يَعيشون هذه الرَّحمةَ تجاه كلِّ محتاجٍ. نُحَيّي الأشخاص والجماعات والمؤسَّسات المدنيَّة والكنسيَّة وكلَّ الذين يقومون بمبادرات محبَّة وتضامنٍ مع الفقراء والعائلات المعوزة في جميع المناطق اللُّبنانيَّة. إنَّها ردَّة الفعل الرَّاقية والرَّحومة على مأساة الذين بكلّ أسَفٍ وأسى، وضعوا حدًّا لحياتهم لأسبابٍ مادّيَّةٍ، مثل المأسوف عليهم: ناجي الفليطي في عرسال، وداني أبي حيدر في النبعة، وأنطونيو طنُّوس في عكَّار؛ وآخرين حاولوا الانتحار. فنظَّموا مبادرات محبَّة تجاه عائلاتهم وأمثالها. وهذه ذروة الثَّقافة اللُّبنانيَّة ولُبُّ ثورة الشَّباب والشَّعب الرَّاقية والبنَّاءة عندنا. فلا يمكن إهمالها والحطَّ من قيمتها. 5. الرَّحمة هي حاجة عصرنا بوجه عقليَّةٍ تسعى إلى القضاء على فكرة الرَّحمة. فمن واجب الكنيسة المناداة بالرَّحمة الإلهيَّة، المعلنة في المسيح المصلوب والقائم من الموت، من أجل انتصار المحبَّة على كلّ شرٍّ، والرَّحمة على كلّ ظلمٍ، والحقيقة على الكذب، والمغفرة على الإساءة. إنَّ الكنيسة، بمؤسَّساتها، مدعوَّةٌ اليوم، كما في الأمس بل أكثر، لتشهد للرَّحمة تجاه المحتاجين الذين فيهم تتواصل آلام المسيح مادّيًّا وروحيًّا ومعنويًّا. أمَّا الحاجة الأساسيَّة التي تُعنى بها مؤسَّسات الكنيسة التَّربويَّة والاستشفائيَّة والاجتماعيَّة، فهي تنمية الشَّخص البشريّ روحيًّا وعلميًّا وصحّيًّا، ليتمكَّن من تحقيق ذاته ومقدَّراته، ولكي يكون مؤهَّلاً لتلبية نداء الله له ولدعوته الخاصَّة في المجتمع والكنيسة. فالله يُحقِّق تاريخ الخلاص بالتَّعاون مع كلّ إنسان. وأكثر ما تُعنى به الكنيسة كأُّمٍّ حماية القاصرين من التَّحرُّش الجنسيّ والاتِّجار بهم. إنَّ ما سمعناه بالأمس ولأوَّل مرَّة من تحرُّشٍ وتعنيفٍ في جمعيَّة "رسالة حياة" صاحبة الوصاية على الأحداث واللّقط، لم نكن شخصيًّا على علمٍ به. ولذا أنشأنا على الفور لجنة تحقيقٍ في حقيقة هذه الأمور، كما توجب القوانين الكنسيَّة. لكنَّنا نطالب بالاحترام المتبادل لصلاحيَّات كلٍّ من القضاء العدليّ والقضاء الكنسيّ. 6. هذا ما نفهمه من قول الشَّعب عن يوحنَّا: "ما عسى هذا الطِّفل أن يكون؟" ومن إضافة لوقا الإنجيليّ: "وكانت يد الرَّبّ معه" (لو 66:1). تبلورت رسالة يوحنَّا المعمدان وقام بها خير قيام. فهو أوَّل من أعلن اقتراب الملكوت بشخص المسيح، ودعا لدخوله بالتَّوبة (راجع متى3: 1-2). إنَّ يد الرَّبّ مع كلّ إنسان لصنع الخير والبناء والتَّرقِّي. فهو لا يريد أن تجعل الحالة الإقتصاديَّة والمعيشيَّة من شعب لبنان جماعة فقراء في أكثر من ثلثهم، وأربعين في المئة عاطلين عن العمل، بالإضافة إلى 160.000 موظَّفًا صُرفوا من عملهم بسبب الأزمة الماليَّة والاقتصاديَّة الراهنة. نصلّي كي يُتاح لكلّ إنسان أن تكون يدُ الرَّبّ معه، فتتحقَّق مقاصد الله، ويجد الإنسان كرامته، ويتمجَّد الله الواحد والثَّالوث، الآب والابن والرّوح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين. مارونايت نيوز - عقدت اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام اجتماعها الدوري اليوم برئاسة رئيسها سيادة المطران بولس مطر ومشاركة رئيس اللجنة المنتخب سيادة المطران انطوان نبيل العنداري وحضور مديري المؤسسات الاعلامية الكنسية وأعضاء اللجنة الاسقفية البيان الاتي:
تأسف اللجنة الاسقفية شديد الاسف لان تصل المبالغات في حب أي زعيم الى حد تأليهه ووضعه على يمين الآلهة والقديسين، واحتراماً للمقامات الرئاسية وللمرجعيات أياً كانت تتمنى عدم المسّ بالعزّة الالهيّة وسر الثالوث الأقدس وعدم الخلط بين الدّين والسياسة، وتأمل من المراجع المعنية كبح جماح المناصرين ووقف حماستهم التي تصل الى حد التجديف مما يشكّل إساءة الى الرسالات السماوية. |
Archives
April 2023
|