أبانا القدّيس مارون: كموارنة أشِّداء أردنا الوطن لبنان وطنًا نهائيًا لنا وللأجيال القادمة،وهذا الخيار ورثناه عن أجدادنا وأبائنا وأمهاتنا وهو خيارٌ طوّعيًا يجمعنا مع باقي مكوّنات الشعب اللبناني . إنّ لبنان السيِّد الحر المستقِّل هو خيارنا مهما تكاثرت العواصف والمكائد ومهما تعاقب علينا رجال سياسة موارنة فاسدين . إنّ واقع الحال اليوم مؤسف للغاية وتختلف وجهات نظر منْ توّلوا السلطة فنراهم يُساومون يُسايرون يُبدِّلون ويتبّدلون ويتراخون ويبيعون ويشترون والموارنة في عهدهم إلى الخراب الحتمي .
أبانا القدّيس مارون: دينيا من واجب رجال الدين أن يقوموا بجهود كبيرة لا يمكن إغفالها في تعليم الدين والعبادات وكلنا أمل أن يتسع هذا الدور لمعالجة مشكلات الشعب الماروني خاصة واللبناني عامة في ظل متغيرات ومستجدات وكذلك توعية الشعوب بأهمية جودة المعاملات والإرتقاء بالعبادات والسلوكيات التي تساعد على التوافق الإجتماعي وقبول الآخر.في ظل ما يحصل وما يترّتب من أعباء وأزمات متلاحقة طاحنة إضطربت وتصارعت علاقات الناس ببعضهم إلى درجة ضياع روح الوّدْ والإلفة ومعاني الوفاء والتراحم. لذلك تظهر الحاجة جلية إلى درو الكنيسة في نشر سلوكيات المعاملات ونشر طرق علمية لا نصائح خطابية على ما يحصل اليوم في كنيستنا،وللأسف الدوامة تكبر ولا سبيل للخروج منها بسلام.إنّ الموارنة حاليا أصابهم الإنهيار إن لم نقل اليأس وتحوّلوا إلى إخوة أعداء يتربصون ببعضهم البعض وأصبحوا في حالة إنشقاق ولا قدرة على الكنيسة المارونية على ترتيب البيت الداخلي بل الإكتفاء بإجتماعات غير منتجة وغير مثمرة والمؤسف أنّ الأمور تتجه نحو المنحى الإنحداري السحيق.
أبانا القدّيس مارون:سياسيا يغيب القادة الموارنة عن مقاربة الأمور كما يجب،ويتهربون من تبني منظومة سليمة لضمان الفعالية في عمل رجال الدولة وإعتماد مقاربة إستباقية في تلبية حاجيات وإنتظارات الشعب الماروني . وعلينا أن ندرك أنّ الدور المحوري الذي يلعبه القادة الموارنة ضمن المنظومة المؤسساتية المارونية أصبح أكثر خنوعا وتعقيدا وإرتهانا.القادة المورانة بعيدون كل البعد عن إستثمار أدوارهم السياسية والإدارية والتشريعية للحيلولة دون توقف الدينامية المارونية اللبنانية،لا سيما على مستوى إتخاذ الإجراءات الضرورية لمواجهة كل العراقيل التي قد تتسبّب في وقوع تأخير أي إنجاز المشاريع السياسية – الأمنية – الإقتصادية – الصناعية – الزراعية وغيرها من المشاريع... إنّ القادة الموارنة غيّبوا أنفسهم عن مراكز القرار وباتوا ملحقين لدى الطوائف الأخرى في لبنان. إنّ القادة الموارنة لا يتبنون منظومة سياسية تقوم على المصداقية والفاعلية والتدبير الإستباقي والشفافية والإلتزام بالمسؤولية. إننا أمام قادة رأي خُصيان لا يُخصبون الزمان والمكان.
أبانا القديس مارون: الموارنة مجموعة ناس مقهورة أصابها اليأس والأسى ولا يجوز أن يبقى الشعب الماروني ضعيف الحال. وهل يجوز أن يبقى شعبنا الماروني جاهل وبقية تائهة وتؤمن بما يُملى عليها وترددها آليا وحتى بدون فهم،ويزداد سرورهم عندما يتواجد فيهم من يهتف بعبارة منمقة ليرد الجميع وراءه العبارة ذاتها.إنه لواقع مؤلم إنّ واقع الشعب الماروني هو واقع مأساوي، وهل يجوز السكوت عن ظلم حكام الموارنة للشعب الماروني وبشكل جائر ونحن اليوم نسمع بثروات مرعبة لأولئك الحكام.ألا يحق للشعب الماروني أن يحتّج على الجور اللاحق به بمظاهرات على الأقل؟ألا يحق للشعب الماروني أن ينفث عن كبوته؟ومن حق الشعب الماروني الذي تحول متسولا في ديار العالم أن يحتج ويتظاهر رفضا لمجتمع ماروني مهلهل وما زال في العربة الأخيرة من قطار التقدم والحضارة وفي كافة المجالات الإقتصادية والسياسية وفي مجال التقدم العلمي...
أبانا القدّيس مارون: أطلب منك أن تعذر كلماتي اليائسة وهل تسنّى لك الإطلاع على واقعنا إننا نحتاج يا أبانا إلى مئات السنين من إرادة جدية لإصلاح وبناء فكري وخاصة إلى فصل العاطفة عن المنطق،حتى نبدأ بتحقيق أحلامنا بالإضافة إلى أن عامل الزمن والأحداث يفجرا هذه الآمال بكل تحديث ... ولكن يا أبانا يزداد تشاؤمنا يوما عن يوم مع مزيد من المرارة والأسف وحقا صدق من قال "الموارنة حضارة في طريق الزوال". حبذا لو تطل علينا بعصاك المقدسة وروحيتك الطاهرة لننقذ سويا لبنان والموارنة.
Comments