"كلّ ما خلقَهُ الله كان حسناً" كاملاً ، ففي تكوينه يتضمن عناصر الإستمرارية و البقاء و الصمود بكينونته بدون إنحلال أو تحوّل،
الله الخالق ضابط الكلّ بكلمة قدرته و الخليقة صنعُ يَديّه.
إن الخروج عن مسار النظام التأسيسي للخليقة لهو إختلال في طبيعة تكوين الجزئيات و تحويلها عن مسارها الموضوع لها لإيداء مهمتها.
الله خلق الإنسان على شَبهِهِ حُرّاً ، لتكون له الإرادة و القدرة على مشاركة الخالق في تسيير الخليقة وفقاً لما أُعِدَّ لها في الفكر الأزلي،
و بالعودة لقراءة سريعة للبشرية اليوم نجدها خارج نطاق المشيئة السامية، التي من أجلها خلقت.
فلم نعد أمام إنحرافات و سقطات فقط بل نحن كبشر نرتع في دائرة (الإختلال الجزئي) المؤدي إلى دمار الخليقة و تحويلها عن مسارها الأبدي.
لذلك نتيجة للإختلالات الجزئية،التي باتت اليوم فاضحة في وطننا لبنان و الإبتعاد عن المسار التأسيسي الذي فيه وجِدت الكينونة اللبنانية في رحم المارونية،المؤَسِسَة لدولة لبنان الكبير.
ولعدة إنحرافات متتالية من مُختلّين إختلالاً كاملاً و ليس جزئياً عن وجدان الأمة المارونية اللبنانية.
فالنتيجة وفقاً للمنطق و النظام هو تحوّل المسار اللبناني لمسارات بعيدة و تائهة عن الكرامة الإنسانية و الكيّانية المطلقة.
فالصراع اليوم على أرض الواقع اللبناني هو حضاري ثقافي فكري.
الحل للخلاص واضح،بالعودة للكتاب المقدس و صرخات الإنبياء في العهد القديم،لاسيما أشعيا، الدعوة إلى السير في السبل القديمة أي شريعة الخالق و الإلتزام بالمقدسات ،المسلّمات التأسيسية للكيانية الفردية و المجتمعية.
لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب.
أيها الإبن الحبيب ربنا يسوع ، الذي بك خُلِقَ كلّ شيء و لأجل مجد إسمك و اسم أبيك المبارك القدوس و لتحقيق مشيئتك السماوية بالروح القدس وسط شعبك.
أرفع إليك الصلاة لترميم النفوس المُختلّة جزئياً في مسارها و إعادتها إلى دائرة القصد الإلهي وفق قصدك الأزلي لتحقيق الخير في الخليقة و لرفعة اسمك المبارك،لك المجد من الآن و إلى الأبد.
آمين
الخوري شارل كساب
コメント