العلمنة فخّ المسيحيين... والطائفية خط الدفاع الأخير
- Alfred Baroud الفرد بارود
- Jun 13
- 2 min read

مارونايت نيوز - اليوم هو اليوم الذي فيه الفرصة التاريخية للمحافظة على حريتنا وهويتنا التي، وبطبيعة الأحوال، لن تستقيم بالعلمنة... هذه الكذبة اليسارية السخيفة.
العلمنة كحلّ للمعضلة اللبنانية ليست إلا فخًا صُمّم للمسيحيين، ووقع فيه بعضهم طواعية وهم يظنّون أنفسهم يقدّمون الحل. الطرف الآخر اليساري يدرك أنها ستؤدّي إلى سحب كل ما تبقّى للمسيحيين، لذلك يبتسم بصمت ويتركهم ينفذونها بأيديهم.
العلمنة مقابل الطائفية؟ السؤال الحقيقي: من يحمي المسيحيين أكثر؟
في قاموسي، العلمنة كذبة يسارية شيطانية، يهلّل لها السخفاء، وتفلسف حولها حثالة المفكرين الدونيين حول العالم. أولئك الذين يستعملون عقولهم لحفر المنزلقات للإنسان، ليجعلوه بلا هوية، بلا إيمان، بلا انتماء. تفكيرهم بلغ حدّ ضرب الكيان الطبيعي، تحويله، وتحويره، كل ذلك باسم "حقوق الإنسان" التي ليست حقًا، بل تعديًا وقحًا، تمامًا كالحروب التي تُشن باسم السلام، وكالعولمة التي تُطرح كأنها خلاص، بينما جوهرها تفكيك الشعوب وسحق الهويات. وما أدراكم ما العولمة! من يفهم الكتاب المقدّس يعرف ما هي العولمة! العنوان يلمع، لكن المضمون مدفون، والإعلام يغطي على الجريمة بالكلام المعلّب.
في لبنان، على المسيحيين أن يحزموا أمتعتهم ويتحضّروا للرحيل، إذا ما تم تحويل النظام إلى علماني. السؤال المشروع: لماذا شُيطنت الطائفية في كل مناسبة، ونُسبت إليها كل الأزمات؟ لماذا تُطرح دائمًا كأنها المشكلة وكأنها الخطيئة الأصلية؟
الراحل البطريرك نصرالله صفير قالها بوضوح: "يجب إلغاء الطائفية من النفوس قبل النصوص". لكن المتذاكين يصرّون على البدء من النصوص، ويقترحون إلغاءها من وظائف الفئة الأولى. هذا مرفوض جملة وتفصيلًا. من يقبل بالجزء، سيلتزم بالكل. تمامًا كمن يبرّر فضّ البكارة تدريجيًا!
الطائفية المكرّسة في الدستور هي الحامية الوحيدة لجميع المكوّنات اللبنانية. هي ضمانة التوازن. إذا كان المسيحي يُسلب موقعًا تلو الآخر في ظلّ الطائفية، فكيف سيكون الحال لو أُلغيت؟
لا لإلغاء الطائفية تحت أي ذريعة. لا باسم الحداثة، ولا باسم الدولة المدنية، ولا باسم التقدّم. الطائفية لا تعيق التطوّر، لأن الحداثة ليست نصًا دستوريًا، بل سلوك إنساني واجتماعي.
هذا الطرح طُرح سابقًا، وسيُطرح لاحقًا، وقد يُفرض علينا بالقوة من قبل اليسار العالمي، تحت تسميات الحداثة والعولمة، وربما كشرط للاستدانة أو إقصائنا عن النظام العالمي الجديد. نرفض ذلك بالكامل.
من الآن وصاعدًا، في حال فُرضت فكرة العلمنة وإلغاء الطائفية بالقوة، لن يكون أمام المسيحي سوى حلّ واحد: اللامركزية الفيدرالية.
أما اليوم، فالمساومة انتهت. لن نرضى بعد الآن بواقع الحال. نطالب باستعادة كامل صلاحيات رئيس الجمهورية، أو تكريس النظام الفيدرالي بلا مواربة. السكوت صار خيانة.
المحامي الفرد بارود
الصورة: scott-rodgerson-708onMVu9vI-unsplash
Comments