top of page

ثقافة الموارنة – هوية بالصلاة



مارونايت نيوز - الهوية المارونية ليست بطاقة تعريف، بل حياة تُعاش وتُصلّى. هي نبض إيمان متوارث، لا يربط الموارنة ببعضهم البعض فقط، بل يربطهم بالسماء، بلغتها، وبالأرض، بأعيادها، وبالرجاء، بأصوات تراتيلها.

اللغة السريانية، لغة المسيح، ليست مجرد تراث عند الموارنة. هي لغة الصلاة والذبيحة الإلهية، والروح التي توحّدهم حيثما وجدوا، من وادي قنوبين إلى أقاصي المهجر. في كل قداس، يرنّ في قلوبهم صدى أجدادهم، وتُفتح لهم نوافذ السماء بحرفٍ مقدّس لم تقدر عليه عصور الانحلال ولا هجمات العولمة.



أما التراتيل والزياحات، فليست طقوسًا نُمارسها وحسب، بل مدارس نشأنا فيها على الرجاء والعنفوان والكرامة. الزياحة في الأسبوع المقدّس، وترنيمة "ها قد غلب الأسد" ليست مجرّد كلمات... بل إعلان قيامة في وجه الموت.



العيد في البيت الماروني ليس مناسبة فلكلورية. إنه لقاء بين الأرض والسماء. من عيد مار مارون في 9 شباط، حيث تُقرَع أجراس الانتماء، إلى عيد تجلي الرب، حيث نؤمن أن النور أقوى من الظلمة. كل قديس له مكان في الذاكرة الجماعية، وكل بيت يخبئ شمعة أو أيقونة، وكل جبل يشهد أن الصلاة فيه بنت حضارة.

ثقافة الموارنة ليست ماضٍ نرويه، بل حاضر نعيشه وغد نبنيه. ومهما تغيّرت الأزمنة، تبقى هويتنا... هوية بالصلاة.

الفرد باررود

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page