
مارونايت نيوز - لبنان - في مقابلة حصرية على قناة السياسة (El Siyasa) بتاريخ 25 شباط 2025، استضاف البرنامج الصحافي رياض طوق، حيث تناول ملف سلاح حزب الله، ومسار التغييرات السياسية في لبنان، وتأثير التحولات الإقليمية على الحزب، مشيرًا إلى أن مشروع السلاح بات في مراحله الأخيرة، وأن الدولة اللبنانية بدأت تستعيد سيادته شيئًا فشيئًا.
سلاح فقد دوره الإقليمي ولا مبرر لاستخدامه داخليًا
أكد طوق أن مشروع سلاح حزب الله لم يعد له أي وظيفة إقليمية، إذ لم يعد بالإمكان استخدامه لا على الجبهة الجنوبية مع إسرائيل، ولا على الحدود الشرقية مع سوريا، كما أن استخدامه داخليًا أصبح بحاجة إلى تبرير، وهو ما لم يعد متاحًا، خصوصًا وأن السلاح كان يُبرر سابقًا بأنه موجّه ضد إسرائيل، ولكن مع غياب المواجهات العسكرية المباشرة، لم يعد هناك سبب لاستمراره، مؤكدًا أن هذا السلاح سيتحول إلى خردة في نهاية المطاف.
اتفاقات حزب الله والتسويات السياسية
وتطرق طوق إلى أن حزب الله كان هو من طلب القرار 1701، وكان هو من أعاد المجتمع الدولي إلى لبنان لتنفيذه، وهو اليوم لا يستطيع التنصل من نتائجه، كما أن الحزب سلّم الأمر إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي قاد المفاوضات نحو اتفاق أقرب إلى الاستسلام، ووقّعته الحكومة اللبنانية التي كانت محسوبة على الحزب، وليس حكومة نواف سلام.
الدولة اللبنانية تبدأ بفرض سيادته
وأشار طوق إلى أن الدولة اللبنانية بدأت في التعامل مع سلاح حزب الله بشكل مختلف، إذ باتت تتخذ قرارات لم تكن ممكنة سابقًا، مثل إغلاق طريق المطار في وجه الفوضى الأمنية، حيث تصدّى الجيش اللبناني لإطلاق النار هناك، وهو ما كان مستحيلًا في الماضي، إذ كان الجيش يتعامل بحزم في مناطق مثل طرابلس وجونية وزحلة وأشرفية، لكنه لم يكن يجرؤ على فعل ذلك على طريق المطار، أما اليوم فقد تغيّر الوضع، وبدأ الجيش يتعامل مع كل المناطق على قدم المساواة.
الإصلاحات والمرحلة القادمة
وتحدث طوق عن أن لبنان يواجه تحديات كبيرة على المستوى السياسي والإداري، إذ تحتاج الحكومة إلى إعادة ترتيب المؤسسات، خصوصًا أن هناك 120 مركزًا إداريًا شاغرًا بحاجة إلى التعيين، فضلًا عن أن وزارة المالية كانت مركزًا أساسيًا للفساد في الحكومات السابقة، ما دفع نواف سلام إلى مراجعة أداء الوزارات ضمن خطة إصلاحية واسعة، كما أشار إلى أن الزيارات المرتقبة للمسؤولين اللبنانيين إلى السعودية قد تمثل بداية لانفراجة اقتصادية، خصوصًا أن رئيس الحكومة وقائد الجيش سيزوران المملكة قريبًا، في خطوة قد تكون مقدمة لدعم مالي يساعد لبنان في تجاوز أزمته.
حزب الله في مرحلة ضعف غير مسبوقة
وختم طوق حديثه بالإشارة إلى أن حزب الله لم يعد الطرف الأقوى في المعادلة السياسية، إذ بدأ نفوذه يتراجع على المستوى الشعبي والسياسي، كما أن البيئة الشيعية نفسها قد تشهد تغييرات جذرية في الانتخابات المقبلة، حيث سيظهر نواب مستقلون من خارج عباءة حزب الله وحركة أمل، ما يعكس حجم التحولات الداخلية التي يشهدها لبنان، كما أشار إلى أن الحزب بات يعيش في حالة إنكار للواقع الجديد، في وقت تتجه فيه الدولة إلى استعادة سلطتها، والشعب اللبناني إلى المطالبة بمؤسسات فاعلة وقادرة على اتخاذ القرارات دون الخضوع لأي قوى مسلحة غير شرعية.
خلاصة
أوضح طوق خلال المقابلة أن سلاح حزب الله لم يعد قادرًا على فرض سيطرته كما في السابق، والدولة اللبنانية بدأت تتعامل معه بطريقة أكثر صرامة، كما أن الحزب فقد دوره الإقليمي وأصبح عبئًا داخليًا أكثر من كونه ورقة قوة، ومع تزايد الضغوط السياسية والاقتصادية، قد يكون لبنان أمام مرحلة جديدة لا تشبه العقود الماضية، بل قد تحمل معها تغييرات حاسمة في المشهد السياسي اللبناني.
Kommentare