استوقفني مشهد السفراء والمسؤولين في مرفأ بيروت في ذكرى انفجار 4 آب.
وقفةٌ، رافقتها بيانات لرؤساء دول وجمهوريات، يستذكرون فيها هذا النهار المشؤوم وهم يبكون ويتباكون مع اهالي الشهداء والضحايا.
في الواقع، شبعنا بكاء وتباكي. نحن لسنا بحاجة إلى هكذا مشاعرمستهلكة، ولا إلى عبارات رنانة او تعاطف مزيف يرقص فوق اوجاع امّة واشلاء وطن.
ان دموع امهاتنا وابائنا وشعبنا ما جفت بعد. اطفالنا تيتّموا، أخوتنا تشردوا، ومدينتنا تدمرت، ونحن لسنا بحاجة بعد اليوم، لا لوقفات تضامنية، ولا لصور تذكارية، ولا لبيانات دولية آنية - شعبوية.
نحن نريد العدالة فقط، ولهذا نطالب:
اولًا: بانتفاضة يقوم بها الجسم القضائي في وجه الطبقة الحاكمة وسياسييها، بغاية كشف حقيقة تفجير المرفأ وفساد المنظومة الحاكمة ورجالاتها.
ثانيًا: اذا تعذر تحقيق ما سبق، فيا سادة الدول، ويا قادة العالم، نطالبكم بلجنة تحقيق دولية مدعومة منكم، تضعون بين يديها كل الاثباتات وكلّ الصور التي التقطت على الارض ومن الفضاء، بالإضافة الى كلّ المعلومات والتحقيقات عمّن تسبّب بتفجير المرفأ وتدمير المدينة وزهق ارواح بريئة، مع العلم أنّ المرتكب والمتورّط والمنفّذ معروف، وهو نفسه من يعرقل التحقيق وسير العدالة والقضاء.
كما نطالبكم بالمبادرة الى توقيف كلّ من عرقل ويعرقل مسار التحقيقات، وسوقه الى المحاكمة خارج لبنان، وإنزال العقوبات به انتصارًا للحقيقة وللعدالة، ولكي تستريح أرواح الشهداء، ويرتاح واهلهم.
وإذا كنا اليوم نبكي، وإذا اردتم مشاركتنا بالبكاء، فلأنّنا نبكي على من بقي حيًا منّا، وعلى اشلاء هذا الوطن، ولأنّنا نتمسّك بسراب امل، ونقاوم ونقاتل من اجل ارضنا وحريّتنا وحقّنا، ومن اجل انسانية صمّت عنّا الاذان واغمضت الأعين عن قضية شعب ووطن يتفرجان وينتظران.
٤ آب جديد، لا سمح الله...
Comentarios