مارونايت نيوز - مع فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، يثار تساؤل مهم حول تأثير هذا التطور على لبنان، الذي يعاني من أزمات سياسية واقتصادية حادة. فقد جاءت تصريحات ترامب خلال حملته الانتخابية محملة برسائل قوية موجهة إلى الشعب اللبناني، مع وعود بإعادة السلام والاستقرار إلى البلاد. وفي ضوء سياسته الخارجية السابقة، يبدو أن هناك توجهًا نحو اعتماد نهج صارم تجاه الأطراف المؤثرة في الساحة اللبنانية، ولا سيما "حزب الله".
مواجهة النفوذ الإيراني و"حزب الله" من المتوقع أن تستمر إدارة ترامب في سياسة "الضغط الأقصى" على إيران، والتي انعكست في ولايته الأولى بفرض عقوبات مشددة على طهران وحلفائها في المنطقة. يشمل ذلك "حزب الله"، الذي يعد أحد أبرز اللاعبين في المشهد السياسي والعسكري اللبناني. لذا، قد تعمد الإدارة الجديدة إلى زيادة العقوبات الاقتصادية على الأفراد والكيانات المرتبطة بـ"حزب الله" بهدف تقويض قدراته المالية وتقليص نفوذه.
تعزيز دعم الجيش اللبناني ترامب لطالما أعلن دعمه للجيش اللبناني كقوة شرعية يجب تعزيزها لمواجهة التحديات الأمنية، بما في ذلك وجود الميليشيات المسلحة. ومع استمرار هذه التوجهات، من المتوقع أن تسعى إدارته إلى تقديم مزيد من المساعدات العسكرية والتقنية للجيش اللبناني، بهدف تقوية مؤسسات الدولة في مواجهة الجماعات المسلحة، وتطبيق قرارات دولية تدعو إلى نزع سلاح الميليشيات.
تأثير على العلاقات اللبنانية-الإسرائيلية في ظل السياسات الأمريكية المتشددة تجاه "حزب الله"، قد تزيد التوترات على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل. إدارة ترامب قد تدعم سياسات إسرائيلية أكثر حدة، مما قد يؤدي إلى تصعيد محتمل، خاصة إذا تم تعزيز التعاون الأمريكي-الإسرائيلي بشكل أكبر. ومع ذلك، فإن الإدارة قد تدفع أيضًا نحو تسوية دبلوماسية تؤدي إلى تحقيق الاستقرار على المدى البعيد.
انعكاسات على الاقتصاد اللبناني الضغوط الأمريكية على إيران وحلفائها قد تزيد من التحديات الاقتصادية في لبنان، الذي يعتمد جزئيًا على التحويلات المالية والتجارة مع بلدان إقليمية. لكن من ناحية أخرى، إذا نجحت الإدارة في تسوية النزاعات الإقليمية وتعزيز الاستقرار، فقد يؤدي ذلك إلى تحسين المناخ الاستثماري وفتح الباب أمام مساعدات دولية جديدة لدعم الاقتصاد اللبناني.
فرح الشعب وتجدد الآمال رغم القلق من السياسات الصارمة، فإن كثيرين في لبنان قد يستقبلون هذه التطورات بفرح وأمل، خاصة من يتطلعون إلى حياة كريمة ومستقبل أفضل. فالرؤية الجديدة التي قد تحملها إدارة ترامب في التعامل مع ملفات لبنان قد توفر فرصًا لتحقيق إصلاحات هيكلية وتخفيف المعاناة المستمرة.
بهذه القراءة، يتضح أن فوز ترامب يحمل فرصًا وتحديات للبنان، حيث ستتحدد النتائج بناءً على تفاعل الأطراف الداخلية مع هذه السياسة الأمريكية المستجدة، ومدى قدرة الشعب اللبناني على استثمارها لمستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.
Comments