top of page

لبنان كما كان يمكن أن يكون… لو لم يُنتخب بشارة الخوري

مارونايت نيوز - منذ لحظة انتخاب بشارة الخوري رئيسًا للجمهورية في 1943، دخل لبنان مسارًا لم يخرج منه حتى اليوم: مزيج من التسويات الرخوة، وتقاسم الدولة على أساس الطوائف بدل السيادة، والفساد بدل الشفافية، والخضوع لمنطق "العيش المشترك" بدل العيش الكريم.

لكن ماذا لو حصل العكس؟ماذا لو انتُخب إميل إده رئيسًا بدلًا من بشارة الخوري؟ كيف كان سيكون وجه لبنان؟



دولة لا تتنازل عن سيادتها

إميل إده، رغم كل ما قيل عنه، كان يؤمن بالدولة القوية، لا بالدولة التسووية.لم يكن ليقبل بميثاق مكتوب على عجل لإرضاء زعامات طائفية، بل كان سيُرسّخ مفهوم الهوية اللبنانية أولًا، بمعزل عن المشروع العربي أو التحالفات الإقليمية.ربما كان سيحتفظ بعلاقات متينة مع فرنسا، لكن من دون التفريط بالكيان، ولا إدخال لبنان في صراعات أكبر منه.



بيروقراطية بلا زبائنية

تحت حكم بشارة الخوري، بدأت الزبائنية السياسية تنمو كأخطبوط. التوظيف السياسي، توزيع المناصب على أساس الولاء لا الكفاءة، وفتح أبواب الدولة للمافيا الطائفية.أما إميل إده، المعروف بانضباطه القانوني، فكان سيضع أسس دولة حديثة، شفافة، غير خاضعة لمساومات الزعماء.ربما كنا سنشهد دولة تشبه سويسرا عن جدّ، لا مجرّد لقب أجوف كما تردده الشعارات.



لا حرب أهلية… ولا سلاح خارج الدولة

الذين هللوا لميثاق 1943، قالوا إنه أسّس للاستقرار. لكن الحقيقة أن كل تنازل فيه فتح الباب لمزيد من التنازلات.من ثورة 1958 إلى اتفاق القاهرة، ومن الحرب الأهلية إلى تسليم القرار السياسي لميليشيا دينية مسلحة، كل ذلك بدأ بخطوة أولى: تقاسم الدولة بدل بنائها.لو بقيت السلطة المركزية بيد رجل يرفض التنازل عن سيادة الدولة، ربما لما كان هناك سلاح غير شرعي، ولا دويلات داخل الدولة، ولا فدراليات الأمر الواقع.



الاقتصاد على أسس وطنية لا مصرفية

منذ عهد الخوري، سلك الاقتصاد اللبناني طريقًا مفرطًا في الليبرالية المالية، خاضعًا للمصارف أكثر من خضوعه للدولة.إميل إده، ابن المدرسة القانونية الفرنسية، كان ليرسي نظامًا اقتصاديًا متوازنًا بين القطاع العام والخاص، بين الاستثمارات والتنمية المحلية، وربما كانت المناطق المهمّشة اليوم أكثر عدالة وازدهارًا.




هوية واضحة… لا التباس وجودي

الميثاق الوطني فتح الباب أمام هوية ملتبسة: نحن عرب ولكن لا نندمج، مستقلون ولكن ننتمي، مسيحيون ولكن بلا حماية.لبنان إميل إده كان سيكون واضح الهوية: وطن له رسالته الخاصة، لا تابعًا، ولا ذائبًا في مشروع قومي أو ديني خارجي.

اليوم، ونحن نحصد نتائج ذلك "الانتصار التاريخي" عام 1943، ربما علينا أن نسأل أنفسنا:هل انتصرنا حقًا؟ أم خسرنا الدولة منذ لحظة تأسيسها؟

المحامي الفرد بارود


Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page