top of page

لماذا لم تستدعِ كارثة إقصاء المغتربين المسيحيين دفاعًا مسلّحًا... كما استدعى 13 نيسان؟

مارونايت نيوز - لبنان - اغتراب - لماذا لم يهتزّ ضميرنا الجماعي حين أُقصي المغتربون — وهم رئة لبنان وذاكرته الحيّة — عن حقهم في التصويت في وطنهم الأم؟ أليس هذا الإقصاء تهديدًا وجوديًا صريحًا للمسيحيين في لبنان؟ لماذا لم يستدعِ هذا الخطر ردّ فعل بحجم ردّ الفعل على 13 نيسان 1975؟ مظاهرة ضخمة مثلاً؟ ولماذا تسلّل هذا الظلم العميق من دون طلقة، ولا حتى كلمة تليق بحجمه؟

هل فقد المسيحي إيمانه بلبنان؟ هل خسر ثقته بنفسه قبل أن يخسرها بمسؤوليه؟ أم أنّ بعض هؤلاء المسؤولين وجدوا في لعبة الديموقراطية والمؤسسات مجرّد مخدّة من ريش النعام يحلمون عليها بوطن ليس له علاقة بواقعنا، ولا يمتّ إلى هذا الزمن بأيّ صلة؟ هل باع البعض أرضه وعرضه، وتيوضس حدّ السُكر السياسي والمالي، فلم يعد يفرّق بين الخيانة والدهاء، بين الرسالة والسلطة؟

ما الذي تغيّر؟ ما الفرق بين اليوم وسنوات المفاصل: 1975، 1973، 1969، 1958، 1936، 1860، 1840، وصولاً إلى زمن الفراعنة؟الجوهر هو هو، لا القيم تغيّرت، بل من ائتُمن عليها! من ادّعى تمثيلها ورفع لواءها، ثم باعها على عتبات المؤتمرات وصفقات المرحلة.

فلنحذر!ليس الخطر في ما يُحاك علنًا، بل في من يبيع في الخفاء، ويُقبّل الناس في الجبين باسم القيم، ثم يجرّ مَن خدعتهم الأوهام إلى عولمة فارغة... بينما جوهرها — في العمق — ضدّ المسيح.

هكذا يُفقد الوطن معناً، وهكذا تتحوّل الكارثة إلى مشهد صامت…لكنّ الحقّ لا يموت. فقط احذروا من الذين قبضوا ثمن خيانة التاريخ، وباعوا الغد بسعر تراب.

المحامي الفرد بارود

الصورة: ali-zbeeb-A7f-FGGzGQQ-unsplash

Yorumlar

5 üzerinden 0 yıldız
Henüz hiç puanlama yok

Puanlama ekleyin
bottom of page