نهجر لبنان… أم نهجّره فينا؟
- Alfred Baroud الفرد بارود
- Jun 19
- 1 min read

مارونايت نيوز - نهاجر… أو بالأصح، نُهجّر من لبناننا بسبب الاحتلالات المتعاقبة. احتلال يسلّم آخر، فقط الوجوه تتبدّل، لكن الخناق يشتد، واليوم تلو اليوم، يقلّ عدد الأحرار، ويتكاثر عدد المهجّرين والمهاجرين بحثًا عن كرامة عيش.
والأغرب، أن من يترك لبنان لا يترك مشاكله! بل يحملها كما هي إلى الاغتراب. كنت حزبيًا في لبنان، وحزبك لم يمنع تهجيرك. بل إن حزبك، مهما علا صوته، يعيش مساكنة كاملة مع المحتل، يشاركه أدواته، ويصفق لتمثيلياته الدستورية. فلماذا تحمله معك إلى المهجر؟ ما حاجتك إلى عبء إضافي؟
أما الأبشع، فهم رجال الدين الذين يغذّون هذه النزعة المرضية، فيكرّسون لها في العقول، ويمنحون من يمثلها حضورًا وكأننا لا نزال في زمن حرب السنتين وأيام الجبهة اللبنانية. يعقدون الاجتماعات، يزيّنون الصفوف الأمامية لهؤلاء في الكنائس والمناسبات الشكلية الفارغة. لا نفع لها سوى صرف وجاهة وشراء ولاء من أصحاب العقلية الميليشياوية، الذين لا يتوانون عن النباح دفاعًا.
غبطة البطريرك، لا مكان للنخب بين من تسمّونهم نخبًا! لا برنامج، لا رؤيا، لا إدارة. لا شيء يشبه العمل الكنسي الحقيقي، بل إدارة تشبه إدارة شركة، وهذا في كل مكان توجد فيه كنيسة محسوبة على الطائفة.
الغربة بدأت من لبنان… يوم أصبح المسؤول غريبًا عن تاريخنا، عن قيمنا، عن إيماننا.
المسيحية ليست مظهرًا اجتماعيًا، بل عمل مستمر، وبصمت.
علّنا لا نخسر اسمنا كموارنة في العالم، بعد هذا الجيل.
المحامي الفرد بارود
الصورة: mantas-hesthaven-_g1WdcKcV3w-unsplash
Comentarios