واقــع مـارونــي مخــــزي
- د. بسام ضو
- Jun 3
- 2 min read
Updated: Jun 4

مارونليت نيوز - الموارنة أصبحوا جماعة مشتّتة، منقسمة على نفسها، تحكمها الجهلة وبائعو الضمير. لستُ في معرض التجريح، ولكن رأيتُ نفسي مُلزَمًا بمقاربة واقع الموارنة الحاضر، حيث لا رؤية لهم، ولا مستقبل ديني، سياسي، اجتماعي، أو حضاري في لبنان. وبات من الضروري معالجة النقاط المشكو منها.
الموارنة منقسمون على أنفسهم، وباتوا جماعة مهزومة، تحكمهم طبقة علمانية دينية فاشلة، مضى عليها الزمن، ومرتهنة، ولا يمكن أن تقوم من سباتها العميق، لأن الشرّ مستفحل في عقولها وأفعالها. بات الموارنة مجموعة منتحلي صفة "موارنة".
موارنة يعيشون على التناقضات، وعلى مبدأ التبعية والارتهان والهامشية. ففي كل صفحات التاريخ، لم تشهد "المارونية السياسية" هذا الكمّ من الاهتراء والكذب والرياء. بالأمس، كانت المارونية صاحبة فكرٍ ثاقب، ولها ساسة أبطال، ولهم الحسّ الوطني الدفاعي، وخط نهوضي في لبنان والمشرق. الموارنة بالأمس كان لهم وجودهم الفاعل في معقل حريتهم، ومنطلق إشعاعهم ضد أعدائهم، وها هم اليوم يتحاورون ويتفقون مع من يزوّر تاريخهم، ويهين كراماتهم، ويستبيح أراضيهم.
موارنة قادة رأي، علمانيين وروحيين، ناكري الجميل، وأطباعهم جشعة ومادية، ولهم أطماع غاشمة في السلطة، لا يتنازلون عنها لأنهم مُلزَمون بدكّ أواصر المارونية. جعلوا من سياساتهم لبنان فريسةً ينهشها كلّ غاصب. ويا ليتهم يُدركون صعوبة وجع الناس ومآسيهم... إنهم يعيشون على حساب الوطن والشعب، ويهرقون دماء الموارنة طيلة سنوات حكمهم.
إنّ مسيرتهم السياسية والدينية الحالية ما هي إلاّ تعبيرٌ فاضح عن جهل، وكيدية، وحقدٍ دفين، وسمسرة مواقف، وتجارة شعب.
قادة موارنة برمجوا مشاريعهم على دم مواطنيهم، مع أرباب الإرهاب وتجار السياسة الإقليميين. إنها الشراسة المنحطّة، وتخريب رهيب لتاريخ الأجداد، وطعنة في الصميم لدماء الشهداء. بسياساتهم، دنّسوا الأرض ودور العبادة، واستقبلوا حفرة القبور، وسمسروا وتاجروا سويًا. وها هم اليوم، بممارساتهم النتنة، يطلقون رصاصة الرحمة، والتشفّي، والارتواء.
قادة موارنة، في مجالسهم، يعتبرون أن حركة الهجرة طبيعية، ويعتبرون أن مسؤولي الانتشار أوفياء ويُحسنون الاستقبال. لا يا سادة! لقد أنتنت جنّة لبنان الرائعة، بمراكزها الدينية والدنيوية، من مساءة الأعمال والتصرفات التي تتجسّد وبالًا كريهًا وأقذارًا مشينة. لقد بدّلتم بخورنا التاريخي بروائح الصفقات والاستقبالات والتقوقع، والنفوس الخسيسة التي تستقبلونها في صروحكم، والتي تدوس عتباتنا المقدّسة، وتحوّلها إلى براكين شرور لتحرقنا، وتحرق حضورنا في لبنان والمشرق.
لقد ظهرت الأمور على حقيقتها، وبعد سابق تصميم خبيث، إثر انسحاب بعضكم من حلبة المواجهة تحت حجج واهية.
قادة موارنة، علمانيون ودينيون، بادئ ذي بدء، يعجزون عن تحديد الأهداف الحقيقية التي تقف وراء هذه المآسي التي نتعرض لها. سكوتهم، وخنوعهم، ومشاركتهم في المؤامرة... كلها أمور تساهم في انسداد الأفق. وعليكم أن تعلموا أن مسيرتكم هذه لن تدوم طويلًا. أياديكم الضالعة في الشر، العاملة بخباثة ووقاحة لإحراق حضارتنا وتاريخنا ووجودنا الآمن في وطن القديسين، لن يُسمح لها بالاستمرار.
السماح بالهيمنة علينا لن يدوم. واعلموا أنه، وإن حاولتم أن تُخفوا طرق التنفيذ التي سخّرتم نفوذها وسهّلتموها لتقديم مصالحكم، فلن يُسمح لها بالاستمرار.
أيها الجبناء، أينما كنتم، ومهما كانت مواقعكم... إنّ مشاركتكم في المؤامرة على المارونية السياسية، وعلى الحضور الماروني الحر في لبنان، اتّضحت معالمها الظالمة في إبادة حضورنا أرضًا وكيانًا.
وليكن معلومًا لديكم: ستتجسّد انتفاضة بطولية، ردّة فعل مارونية – مسيحية – لبنانية، بكلّ ما لديها من فكر وقوّة وعنفوان، على يد موارنة مسيحيين لبنانيين أشدّاء، في خوض انتفاضة غاندية لاستعادة الكرامة المارونية – المسيحية – اللبنانية المهدورة، مهما كلّف الثمن والتضحيات.
هكذا، أيها الكفّار، نُعلن عن قصدنا في التصدّي لكل عميل، وطامع، ومعتدٍ على تاريخنا، وحضارتنا، ووجودنا، بالصمود في وجهه حتى الانحدار والهزيمة والطرد من كلّ المراكز العلمانية والروحية، ذلك أننا نؤمن إيمانًا وطيدًا بربّنا، وبمارونيتنا، ولبنانيتنا، وحريتنا.
د. بسام ضو
Comments