مارونايت - ترك أرضه وأخذ معه مفتاح منزله للذكرى. البعض ترك اهل له إما أحياء وإما أموات أو إخوة استشهدوا للدفاع عن الكيان اللبناني. أما الحنين لرفاق الطفولة وآخر الاحداث التي وحدها ترسخت في بصيرة المهاجر وكأن الزمن توقف عند تلك اللحظة بنظره فيما خص الوطن لبنان. أما الجرح الأكبر فهو الخوف على فقدان الهوية الوطنية والكنسية للأجيال التالية المولودة في الغربة والذوبان في مجتمعات غريبة عن ثقافتنا الشرقية. الجرح الكبير هو للمغترب المخضرم غير المندمج في بلده الجديد، كوجدان وتفاعل. بحيث ينخر الحنين في العظام لاسيما ان الوضع اللبناني في تراجع مخيف في كل الميادين. كما ان الجرح العميق للمغترب عندما يلاحظ عدم ادراج لبنان على الخارطة السياسية في الدول المتقدمة، باعتباره وطن محتل من ميليشيات الامر الواقع ومرتهن لسياسات اقليمية. أيضاً من جراحات المغترب استخفاف بعض السياسيين اللبنانيين بعقله واعتباره بقرة حلوب، لتحقيق مآرب واحلام شخصية بحتة. اصعب ما يؤلم المسيحي المغترب المخضرم، عدم التركيز على العمل الرسولي الكنسي في الاغتراب والاكتفاء بتمثيل كنسي لرعاية الاحوال الشخصية والاحتفالات التقليدية في الاعياد الكبرى، في ظل غياب عمل تبشيري للاجيال المولودة واجتذابها لاختبار المسيح. ان ما يعزي قلب المغترب اليوم هو وسائل الاتصال الاجتماعي الذي يربطه بالاهل والاصدقاء. على رجاء ان يشع نفق الاغتراب في آخره نور مجد القيامة. يا رب يسوع المسيح الهي، عبدك غريب الديّار، وينظر الى المدينة النازلة من فوق اورشليم السماوية، فأنت نورها يا سيّد وانت بابها وقائدها وهي مسكننا الاخير، لنحيا فيما بعد واحدا فيك لكي الكل في الكل، آمين
الخوري شارل كساب 15 حزيران 2019
0 Comments
Leave a Reply. |