مارونايت - بكركي - "وقف يسوع في الوسط وأراهم يديه وجنبه" (يو20:20) 1. كما فعل الرّبّ يسوع في مساء أحد قيامته، فعل في الأحد الذي تلاه: "فوقف وسط التّلاميذ، والأبواب موصدة، وأراهم علامات صلبه وموته". ولمّا رآه توما، الذي لم يصدّق بشرى قيامته، لقوّة صدمة الصّلب عليه، هتف: "ربّي وإلهي". إنّه هتاف الجماعة المؤمنة التي تلتئم في كلّ أحد حول ذبيحة القدّاس، معربةً عن إيمانها بالمسيح الرّبّ والإله الحاضر تحت شكلَي الخبز والخمر، ذبيحةَ فداء، ووليمةً روحيّة تُقدِّم خبزًا سماويًّا للأرواح. 2. يسعدنا أن نحتفل معًا بهذه اللّيتورجيّا الإلهيّة في هذا الأحد الذي يلي أحد القيامة، ويسمّى "الأحد الجديد"، لأنّه بداية حياة جديدة فينا تنبع من سرّ موت المسيح وقيامته، على ما شهد يوحنّا الرّسول في سفر الرّؤيا، قائلًا: "بالمسيح كلّ شيء صار جديدًا" (رؤ6:21). كانت العادة القديمة أن تُمنح المعموديّة للموعوظين الذين تهيّأوا لقبولها في هذا الأحد، فيلبسون الرّداء الأبيض، رمز ثوب النّعمة والحياة الجديدة. ونحتفل في هذا اليوم بعيد الرّحمة الإلهيّة الذي شاءه الرّبّ يسوع، وكشفه للرّاهبة البولونيّة القدّيسة فوستينا في ظهورَين سنة 1931 و 1933. وحدّده القدّيس البابا يوحنّا بولس الثّاني للإحتفال به في الأحد الجديد، عندما أعلن قداسة الرّاهبة فوستينا في 30 نيسان 2000. أمّا ظهور الرّبّ يسوع فكان بملء قامته، مع شعاعَين أبيض وأحمر ينبعان من قلبه، من مكان الحربة التي طعنه بها أحد الجنود وهو ميت على الصّليب، إذ جرى منه ماء ودماء (يو34:19). فدلّ الشّعاع الأبيض إلى ماء المعموديّة، والأحمر إلى دمّ القربان. وفي هذا الظّهور يبارك يسوع بيده اليمنى، فيما بالسرى يدلّ إلى قلبه. وطلب من الرّاهبة أن ترسم لوحة هذا الظّهور وتكتب في أسفلها: "يا يسوع إنّي أثق بك"، وتنشر عبادتها في العالم كلّه. إنّ ذبيحة القدّاس هي تجلّي الرّحمة الإلهيّة بامتياز. 3. فيطيب لي أن أرحّب بكم جميعًا وبخاصّة بجامعة آل كرم الكرام، رئيسًا وهيئة ادارية وأعضاء، وبالوفد القادم من بولونيا في زيارة تقوية. أني أجدّد للجميع التّهاني والّتمنّيات بالفصح المجيد. ومعًا نرفع الصّلاة إلى الله، ملتمسين من رحمته اللّامتناهية، أن يخرج وطننا لبنان من معاناته الاقتصاديّة والماليّة والمعيشيّة، والمنطقة المشرقيّة من حالة الحروب والنّزاعات، ويعيد جميع النّازحين واللّاجئين إلى أوطانهم، حفاظًا على هويّتهم وثقافتهم وحضارتهم، فلا يظلّون عبئًا ثقيلًا على لبنان وسواه من البلدان المستضيفة. 4. "وقف يسوع في الوسط وأراهم يديه وجنبه" (يو20:20). بقيامته من الموت أصبح الرّبّ يسوع حاضرًا دائمًا في الكنيسة، ووسط الجماعة الملتئمة بإسمه، ولاسيّما عند الاحتفال بذبيحة الإفخارستيّا. هو حاضر في الوسط بكلامه الذي يُتلى على الجماعة؛ وبذبيحته غير الدّمويّة بواسطة الخبز والخمر، المحوَّلَين إلى جسده ودمه؛ وبوليمة جسده ودمه للحياة الجديدة. نستطيع القول أنّ هذا التّرائي للتّلاميذ هو قدّاس المسيح لأنّه حاضرٌ فيه بكلامه، وبعلامات ذبيحته الدّمويّة لفدائنا في يديه وصدره، وبعطيّة سلامه لجماعة التّلاميذ، وبهبة الإيمان لتوما: "كن مؤمنًا، لا غير مؤمن". فما إن رأى توما علامات الصّلب في جسد يسوع، حتّى آمن بألوهته، وهتف: "ربّي وإلهي" (يو28:20). في هذا الحدث، جعل الرّبّ يسوع قدّاس الأحد ينبوع سلام وإيمان للجماعة المشتركة فيه: "طوبى للذين لم يروني وآمنوا" (يو29:20). 5. إنّ قدّاس المسيح، بكلّ ثماره، هو إيّاه قدّاس الكنيسة، الذي هو في آن تذكار لذبيحة يسوع على الصّليب لفداء الجنس البشريّ وتحقيقلها الآن وهنا بفعل الرّوح القدس، ومشاركة في وليمة جسده ودمه. لم يبقَ الحدث الخلاصيّ، بموت المسيح وقيامته، محصورًا ضمن حدود الماضي، بل يتواصل في جميع الأزمنة، ويشارك في أبديّة الله. 6. ذبيحة القدّاس هي مدرسة الحياة التي تعلّم الحبّ المعطاء، والتّفاني في الخدمة، وتربّي عليها وعلى سائر الفضائل الرّوحيّة والأخلاقيّة والإنسانيّة. كلّنا، في العائلة والمجتمع والكنيسة والدّولة، بحاجة إلى المشاركة في قدّاس الأحد، والقدّاس اليوميّ إذا أمكن، لكي تمتلئ قلوبنا محبّة، وتولد فينا الحميّة للخدمة والعطاء من دون مقابل. المشاركة في قدّاس الأحد بإيمان ووعي تولّد فينا روح المسؤوليّة في إتمام واجب الحالة بكلّ وجوهها. أعني واجب الأزواج والوالدين، والأساقفة والكهنة والمكرَّسين، وأصحاب السّلطة المدنيّة، سياسيّةً كانت أم إداريّة أم قضائيّة أم عسكريّة. 7. لا بدّ في هذا السّياق من دعوة الحكومة والمجلس النيابيّ للإسراع في إقرار الموازنة مع الإجراءات اللّازمة التي تختصّ بضبط أبواب هدر المال العام، ولملمة أموال الدّولة من المرافق والمرافئ والجمارك والضّرائب والرّسوم والاشتراكات والأملاك البحريّة، والتّقشّف في الإنفاق والأسفار، والحدّ من التّهرّب الضّريبيّ بتحسين تنظيم الضّريبة والجباية من كلّ المناطق ومن الجميع. ربّما تفكّر الحكومة، في إطار التّقشّف، بعدم دعم المدارس المجّانيّة وبالتّالي ربما إلغائها. هذا التّفكير والإجراء المحتمَل غير مقبولَين. فكيف تعالج الدّولة شؤون اليتامى وذوي الاحتياجات والحالات الخاصّة، من دون رعاية متخصّصة تؤمّنها هذه المدارس التي تقوم مقام الدّولة في خدمة هؤلاء ومحبّتهم؟ ويقولون أنّ بعضًا من هذه المدارس وهميّ. فيجب، والحالة هذه، على الدّولة أن تتقصّى الأمر وتفعل أو تبطل التّعاقد مع المدارس الوهميّة او تقفلها. نحن ككنيسة من جهتنا، لا نغطّي أيّة مخالفة، إذا ما وجدت. فلا ينسينّ أحدٌ أنّ ثقافة شعبنا تُقاس بدرجة اهتمامه بذوي الحالات والاحتياجات الخاصّة. وفيما يختصّ بالقطاع التّربويّ يجب فصل التّشريع في القطاع الخاص عن التّشريع في القطاع العام، وإلاّ يجب على الدّولة أن تتحمّل ما تشرّعه في القطاع الخاص، ذلك أنّ التّشريع يستدعي التّمويل. وفيما ندعو إلى التّقشّف والحدّ من هدر المال العام، إنّا ندعو في الوقت عينه إلى الإستثمار في مجالات التّعليم والرّعاية الصّحيّة والبنى التّحتيّة. وينبغي أن يكون الشّغل الشّاغل للحكومة العمل الجدّيّ على تخفيض عجز الموازنة لعام 2019، وللمجلس النّيابيّ تحديث القوانين من أجل تسريع معاملات الاستثمار ومنع الرّشوات عليها. 8. زمن الفصح يدعونا جميعًا للعبور إلى الجديد في الحياة والتّفكير والعمل؛ وعيد الرّحمة الإلهيّة يدعونا للإمتلاء من المشاعر الإنسانيّة والحنان والإحساس مع الآخر في حاجته. نصلّي كي يمنحنا الله هاتين النّعمتين، فنجعل بهما كلّ شيء جديدًا، لتعمّ فرحة العيد جميع النّاس. ونرفع معًا نشيد التّسبيح والشّكر للثّالوث القدّوس، الآب والابن والرّوح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين. المسيح قام! حقًّا قام! المصدر بكركي
0 Comments
مارونايت - تخطى الشهيد محدودية المادة و الجسد، ولبس الثوب الأبيض المعد للأبرار والقديسين، وها هو ينشد أنشودة الظفر، للأسد المنتصر الخارج من سبط يهوذا، انشودة ال "هللويا" وأيضا يطالب الرب من تحت مذبحه المقدس في السماء، الى متى لا تنتقم يا رب لدمائنا ودماء اخوتنا الذين على الأرض!؟
لنا الثقة بصرخة الشهيد عندما اسلم الروح و لنا الثقة بصرخته في حضرة القدوس، أصوات الشهداء المسيحيين الأبرار، رعب مدوي في قلوب أعداء الرب يسوع المسيح القائم من الموت، وها نحن المسيحيين على هذه البسيطة شهود أمناء لقيامة الرب يسوع من بين الأموات، وملتزمون بدم شهدائنا ليوم الدين، وان سكتنا الصخور تصرخ بالحق، صراخنا بوجه كل عدو ومنتقم و بوجه كل فاسد وتاجر وسمسار نفوس، بوجه الضمائر "المكلكلة " التي ساهمت في بيع كرامة المسيحي الشرقي لأتباع ابليس بابخس الاثمان، صرخة شهداؤنا توازي قوة قيامة الرب، بالزلزلة، من بين الاموات، فنحن قياميون أبناء يوحنا مارون، الهنا ملك المجد الرب العزيز الجبار، الجبار في القتال، رب الجنود هو الهنا، شهداؤنا أنتم فخرنا وجنود الرب في الكنيسة التي تشهد للأله الحق الثالوث القدوس، و لضحد كل تعليم شيطاني ودوس ابليس تحت أقدامنا سريعا، شهداؤنا نتحد بكم في كل ذييحة الهية بالقداس، الى نراكم وجها لوجه حول عرش الحمل المنتصر، شهداؤنا انتم فخر الكنيسة وعزتها، أنتم الحجارة الكريمة التي تزين ثوب رئيس أحبارنا العظيم، شهداؤنا أنتم الأحياء أبدا الذين لم تذوقوا الموت الثاني، بل انتقلتم الى محضر الرب مع ال 24 شيخا تسجدون مسبيحين تسبيحة الثلاثية: قدوس قدوس قدوس رب الجنود الممجد الخالق الذي به كان كل شيء، القدير اسمه، أيها الرب يسوع المسيح إزرع في نفوس مؤمنيك المجاهرة بالأيمان الاقدس الحق ليبشروا بالخبر السار لبني البشر أجمعين حتى الاستشهاد. الخوري شارل كساب في ذكرى استشهاد أبناء رعية مار الياس ضهر المغارة، المجد والخلود لرفاقنا الشهداء الأبرار. 28 نيسان 2019 مارونايت - كتب سيادة المطران سيدنا غريغوري منصور راعي ابرشية مار مارون في بروكلن، جملة قوية مليئة بالمعاني المسيحية حيث كتب:"يستطيع الرب أن يدخل من خلال الأبواب المغلقة لكنه لا يستطيع الدخول الى القلوب المغلقة". مارونايت
مارونايت نيوز - عيد مار مرقس البشير عظة الاب شارل كساب. "اذهبوا للعالم أجمع و بشروا بالأنجيل". كنيسة مار يوحنا المعمدان الاشرفية الخميس 25 نيسان 2019 أنتنّ تطلبن يسوع المصلوب، لقد قام!" (مر6:16) فخامة الرّئيس
يسعدني أن أرحّب بكم وبالسيّدة اللّبنانيّة الأولى عقيلتكم، محاطين بهذا الجمهور من الشّخصيّات: وزراء ونوّابًا ورؤساء بلديّات ومخاتير وقادة عسكريّين ورجال إدارة وقضاء ومؤمنين ومؤمنات. وقد أتيتم، جريًا على العادة الحميدة، للاحتفال بعيد قيامة ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح من الموت. إنّ موت المسيح مصلوبًا لفداء خطايا البشر وخطايانا، وقيامته ممجّدًا لتقديس العالم وتقديسنا (راجع روم25:4)، هما حدثان تاريخيّان متكاملان ومتلازمان بدّلا وجه التّاريخ. هذا هو الخبر المفرح الذي نقله الشّاب الجالس في القبر الفارغ إلى النّسوة، وعبرهنّ إلى البشريّة جمعاء: "أنتنّ تطلبن يسوع المصلوب، لقد قام!" (مر6:16). فيطيب لي أن أعرب لكم، فخامة الرّئيس، عن أطيب التّهاني والتّمنّيات بالعيد راجين أن يكون فيض نعمٍ وخيرٍ ونجاحٍ عليكم وعلى أسرتكم، وعلى جميع الحاضرين والمشاهدين والسّامعين، عبر وسائل الإعلام والتّواصل الاجتماعيّ. كما نرجوه عيد قيامة لوطننا من أزماته الاقتصاديّة والماليّة والمعيشيّة، وعيد سلام واستقرار في بلدان الشّرق الأوسط ولاسيّما في فلسطين والعراق وسوريا، وعيد رجوع جميع النّازحين واللّاجئين إلى أوطانهم وأراضيهم، لحفظ هويّتهم وثقافتهم وحضارتهم، وللتّخفيف عن كاهل لبنان من عبئهم الإقتصاديّ والإنمائيّ ويد عمالتهم. الموت والقيامة هما فصح الرّبّ، عيد الأعياد، وإحتفال الاحتفالات. فكما تكسف الشّمس النّجوم، كذلك يكسف هذا العيد جميع الأعياد. لقد مات المسيح فداءً عنّا، لكي نتشبّه به بموتنا عن الخطيئة والشّرّ اللّذين غسلهما بدمه؛ وقام من الموت ليشركنا في حياته الإلهيّة، وصعد إلى السّماء ليرفعنا إليها (القدّيس غريغوريوس النّزينزي). بالقيامة أصبحنا قياميّين، وبنعمتها انفتحت السّماوات بوجه جميع البشر. فكانت الدّعوة المتجدّدة في المزمور 117: "هذا هو اليوم الذي صنعه الرّبّ. فلنبتهج ونتهلّل به" (مز24:117). "يومٌ صنعه الرّبّ" لكي يبتهج كلّ إنسان: المعافى شاكرًا، والمريضُ شريكًا في آلام الفداء؛ الغنيُّ عارفًا للجميل، والفقير شبيهًا بالإله الذي صار فقيرًا ليغنينا بقيم الملكوت؛ الفرحانُ حاملاً الفرح للقلوب الكسيرة، والحزينُ فاتحًا قلبه للعزاء الإلهيّ. المسيح الإله أخذ جسدنا البشريّ لكي يموت مثلنا، وقام لكي يقيمنا مثله. هذا هو جوهر الإيمان المسيحيّ: "أنّ المسيح قام من بين الأموات، وهو بكر القائمين من رقاد الموت" (1كور20:15). " يومٌ صنعه الرّبّ"، لأنّه جعل لنا الفصح عبورًا إلى حياة جديدة بنعمة قيامته، على ما أكّد بولس الرّسول: "نحن نعلم أنّ الإنسان القديم فينا صُلب مع المسيح حتّى يزول سلطان الخطيئة في جسدنا فلا نبقى عبيدًا للخطيئة" (روم6:6). عندما نسمع كلمة خطيئة ربّما نحصرها بمعناها الرّوحيّ الذي هو إساءة إلى الله بمخالفة وصاياه ورسومه. ولكنّ الخطيئة هي أيضًا إساءة إلى أيّ إنسان مادّيًا أو معنويًّا، حسّيًّا أو روحيًّا، ظلمًا أو إعتداءً أو إنتهاكًا لكرامته، فتأخذ إسم خطيئة إجتماعيّة؛ والخطيئة هي إنزالُ الضّرر بالشّعب وإفقارُه وتجويعه وحرمانه من حقوقه الأساسيّة، وإهمالُ تأمين الخير العام، والتّسبّبُ بالنّزوح الدّاخليّ وهجرة الوطن، وسلبُ المال العام وهدره، وتقويض الدّولة ومؤسّساتها، وتسمّى خطيئة سياسيّة. من هذه الخطايا الرّوحيّة والاجتماعيّة والسّياسيّة يريد الرّبّ يسوع أن يحرّرنا، لكي نحقّق فصحنا وننعم "باليوم الذي صنعه الرّبّ، ونبتهج ونتهلّل به" (مز24:117). فخامة الرّئيس، لقد وضعتم شعارًا لعهدكم "مكافحة الفساد" و "قيام دولة القانون والمؤسّسات"، وفي نيّتكم أن يكون عهدًا مفصليًّا بين لبنان مضى ولبنان يشرق من جديد لأجيالنا الطّالعة. فلا بدّ من البدء بمكافحة "الفساد السّياسيّ" الظّاهر في سوء الأداء، وإهمال موجبات المسؤوليّة عن الشّأن العام، والغنى غير المشروع بشتّى الطّرق، واستغلال الدّين والمذهب لخلق دويلات طائفيّة في هذه أو تلك من الوزارات والإدارات العامّة وأجهزة الأمن، وتكوين مساحات نفوذ فوق القانون والعدالة وسلطة الدّولة. ومن الضّرورة إعادة بناء الوحدة الدّاخليّة وتعزيز الولاء للوطن قبل أيّ ولاء آخر، وتحقيق اللّامركزيّة الإداريّة الموسّعة، وسنّ قوانين بنيويّة لإصلاح الدّولة المركزيّة. وبما أنّ "العدل أساس الملك"، فإنّا نؤيّد كلّ ما قلتموه منذ خمسة أيّام في احتفال نقابة المحامين، بشأن تحرير القضاء من تدخّل أيّة مرجعيّة سياسيّة أو حزبيّة أو مذهبيّة، ومن التّعدّي على صلاحيّاته من أيّ جهاز أمنيّ. كما يجب تنقية الجسم القضائيّ من الدّاخل، منعًا لأيّ شبهة، وتطبيقًا لقاعدة الثّواب والعقاب. نحن مع فخامتكم نريد للقضاء أن يكون فعلاً سلطة دستوريّة مستقلّة. وكون عصب الدّولة اقتصادها وماليّتها، فإنّا إذ نهنّئكم والحكومة على إنجاز خطّة الكهرباء، بعد سنوات من الإنتظار أنهكت خزينة الدّولة وجيوب المكلَّفين، نأمل تنفيذ هذه الخطّة بما يلزم من الإسراع والشّفافيّة. فهي بداية الإصلاحات المطلوبة من مؤتمر "سيدر". وفيما نثني على الجهد الهادف إلى إقرار الموازنة، التي كنّا ننتظرها خلال الأسبوع الفائت، لا بدّ من التّذكير بوجوب إقرار قطع الحساب لتستقيم ماليّة الدّولة. أمّا درجة الخطورة التي بلغها الاقتصاد وواقع المال العام والدَّين المتنامي، فتستوجب من السّلطة السّياسيّة اتّخاذ تدابير مجدية، بدلاً من تقاذف المسؤوليّات. وأولى هذه التّدابير الواجبة إقفال أبواب هدر المال وسلبه، وضبط الإنفاق والإستدانة، والحدّ من الفساد والمحاصصة، ولملمة مال الدّولة من مختلف مصادره، وجمع ما يتوجّب على المواطنين من ضرائب ورسوم، في جميع المناطق ومن الجميع. أمّا عمليّة التّقشّف فيجب تحديد مساحاتها مع الحرص على ألاّ تكون على حساب ذوي الدّخل المحدود والطّبقات الفقيرة، لئلاّ تزيد من نسبة الفقراء عندنا فوق ما هي عليه، وتتسبّب بقيام ثورة الجياع، لا سمح الله! وفي خضمّ الصّراع الدّوليّ والإقليميّ والمخاطر التي تحيط بمنطقتنا الشّرق أوسطيّة، نشدّد معكم على ضرورة النّأي بالنّفس، والتّمسّكباتّفاق بعبدا، وتوحيد الموقف اللّبنانيّ، وعدم الإنزلاق في أيّة محاور، من أجل حماية لبنان وتجاوزه المخاطر الرّاهنة. فخامة الرّئيس، نحن نؤمن معكم أنّ القيامة أقوى من الموت، وأنّ قيامة لبنان ممكنة بقوّة إيماننا بالمسيح القائم الذي ينتظر منّا أن نقوم نحن أوّلاً من عتيقنا إلى حياةٍ جديدة ورؤية جديدة وإرادة جديدة. بهذا الإيمان أنتم تقودون، فخامة رئيس البلاد، مسيرة قيامة لبنان مع معاونيكم المسؤولين ذوي الإرادات الحسنة. فالمسيح قام! حقًا قام! المصدر بكركي مارونايت نيوز - لبنان - تشاهدون أمور كثيرة تتغير في لبنان الا الايمان المسيحي الصلب لا يتغير. الراهب والأب الحنون سيمون عساف ابن السبعون عام ونيف، يقرع بيديه أجراس سبت النور. تقاليد لا تموت وأجيال تتعلم وتستلم المشعل مليء بالزيت يشتعل بنار لا تنطفئ. نار الحب والايمان بيسوع المسيح ابن الله الوحيد القائم من بين الأموات، المنتصر على الشرير. الفرد بارود مارونايت نيوز - بكركي معلّم، أن أبصر- مر 51:10
لمّا سمع طيما الأعمى، الجالس على قارعة الطّريق يستعطي، أنّ يسوع يمرّ من هناك، راح يناديه لا باسمه الاجتماعيّ، "يسوع النّاصري"، بل بإسمه الإيمانيّ، مردّدًا بأعلى صوته: "يا يسوع ابن داود، إرحمني " (مر 47:10) هذه الصّرخة الايمانيّة لم تعنِ للجمع المرافق ليسوع سوى الازعاج، أمّا بالنّسبة إلى يسوع فقد سقطت في قلبه، إذ أدرك أنّ هذا الأعمى العينين كان المبصر الحقيقي بنور الإيمان. فيسوع النّاصري بالنّسبة إليه هو "المسيح ابن داود" المنتظَر، الحامل رحمة الله للبشر. فلمّا سأله يسوع: "ماذا تريد أن أصنع لك؟" وكان الجمع يتوقّع أنّه سيطلب منه صدقة، أجاب: "يا معلّم، أن أبصر". فقال له يسوع: "أبصِرْ! إيمانك خلّصك" (مر10: 51-52). يسعدنا أن نحتفل معًا بهذه اللّيتورجيّا الإلهيّة، ونحن في الأحد الأخير من زمن الصّوم، السّابق لأحد الشّعانين وأسبوع الآلام المقدّس. وفيه تذكار شفاء الأعمى. وقد شاء الرّبّ يسوع بهذه الآية إعطاءنا العلامة الحسيّة بأنّه "نور العالم"، كما قال عن نفسه يومًا (يو12:8). وأضاف: "من يتبعني لا يمشي في الظّلام، بل يكون له نور الحياة" (المرجع نفسه). آمن الأعمى بيسوع النّور، فالتمس منه النّور لعينيه المنطفئتين منذا الولادة. فكان له بحسب إيمانه. إنّني أرحّب بكم جميعًا، ونصلّي معًا ملتمسين من الرّبّ يسوع أن يشعل في نفوسنا نور الإيمان، لكي نكون مبصرين حقيقيّين بنور المحبّة في قلوبنا، والحقيقة في عقولنا، والخير في إراداتنا، وحريّة أبناء الله في خياراتنا وقراراتنا. نحيّي بيننا عائلة المرحومة جانيت فارس الكلّاب أرملة المرحوم نايف حنّا الراعي وأنسباءها، وقد ودّعناها معهم منذ أسبوعين. نصلّي لراحة نفسها في الملكوت السّماويّ وتعزية أسرتها. كما نحيي وفد “Open Heaven” من مختاف انحاء العالم مع الابوين الفرنسيسكانيين Colomba و Micheal. انها جمعية صلاة وتلعيم وشفاء. يزورون لبنان في زيارة تقوية. لقد أظهر الرّبّ يسوع في هذه الآية الإنجيليّة أنّ طيما، أعمى العينين، كان المبصر الحقيقيّ في داخل نفسه، إذ كان يشاهد بنور الإيمان جمال رحمة الله المتجلّية في المسيح ابن داود. ففتح يسوع عينيه ليرى جمال خلق الله. وأظهر أيضًا أنّ ذاك الجمع المرافق كان الأعمى الحقيقيّ في داخل نفسه. وهذا هو العمى القاتل! العمى الدّاخليّ، وهو مأساة الذين يفقدون الإيمان ومعنى وجودهم والحياة، ويبتعدون عن الله وعن نور كلامه فيتخبّطون في ظلمات خطاياهم تجاه الله والناس، وأميالهم ومصالحهم وانحرافاتهم. وهو مأساة الذين يبتعدون عن الكنيسة وتعليمها الذي استودعها إيّاه الرّبّ يسوع بقوله: "من سمع منكم، سمع منّي! ومن رفضكم رفضني! ومن رفضني، رفض الذي أرسلني!" (لو16:10). وهو مأساة الأزواج الذين، بفقدان بصيرتهم الداخليّة، يفقدون معنى سرّ الزواج المقدّس، وعهد الحبّ الزوجيّ، والأمانة والاحترام المتبادل، ومسؤوليّة نقل الحياة البشريّة وتربيتها كمعاونين لله الخالق، فينكثون بالوعد – العهد المقطوع أمام الله والكنيسة والمجتمع، سعيًا وراء أهوائهم. إنّ المسؤولين السّياسيّين المصابين بالعمى الدّاخليّ يتسبّبون بمأساة الشّعب، عندما يتعامون داخليًا وخارجيًا عن حاجات هذا الشّعب المتفاقمة، ولا يرون سوى مصالحهم وحساباتهم، من دون أن تعنيهم الأزمات الاقتصاديّة والماليّة والاجتماعيّة، أو من دون بذل الجهود اللّازمة لمعالجتها. سنة كاملة مرّت بالأمس على مؤتمر باريس المعروف بـ CEDRE أي "المؤتمر الاقتصاديّ من أجل الانماء والاصلاحات والمشاريع"، الذي أقرّت فيه الجماعة الدّوليّة تأمين أكثر من 11 مليار دولار أميركيّ، بين قروض وهبات، لمساعدة لبنان على تمويل مشاريع تهدف إلى إصلاحات عصريّة في موازناته وهيكليّاته وقطاعاته، وفي طليعتها موازنة 2019، التي لم تر النّور بعد، والكهرباء التي نرجو إقرار خطّتها أخيرًا في جلسة الغد لمجلس الوزراء. هذا الإهمال والتّقاعس والتّأخير إنّما ينال من سمعة لبنان ومصداقيّته وشفافيّته تجاه الاسرة الدولية. وتبقى في أساس هذه الإصلاحات مكافحة الفساد المستشري شرط أن يبدأ من القمّة نحو القاعدة، وإيقاف هدر المال العام من كلّ أبوابه. أجل، هذه هي أبعاد آية شفاء طيما الأعمى، المرتكزة على بصيرته الداخليّة الايمانيّة. لقد أدرك هذا الأعمى أنّ يسوع، الذي هو نور العالم، قادر أن يعطي النّور لعينيه المنطفئتين. وتؤكّد هذه الآية أنّ يسوع نورنا. هو نورنا بشخصه الذي يكشف لنا سرّ الإنسان بإنسانيّته، وسرّ الله بألوهيّته هو نورنا بكلامه الذي ينير العقل والإرادة والقلب والضمير، ويجعلنا خلقًا جديدًا هو نورنا بأفعاله وآياته التي تعلّمنا حقائق سامية إنّ نور المسيح ضرورويّ لحياتنا كضرورة نور الشّمس للعين والنّظر. يقول الطّوباوي أبونا يعقوب حدّاد الكبّوشيّ: "الإيمان هبة من الله، يشبه نجم المجوس، ويقودنا مثلهم إلى يسوع. فلو حاد المجوس عن الطريق السّائر فيه النّجم الدّليل، لضاعوا وما وصلوا إلى الطفل يسوع". وينيرنا المسيح بنور مواهب روحه القدّوس السبع: بمواهب الحكمة والفهم والعلم، ينير إيماننا وعقلنا وبموهبتَي المشورة والشّجاعة، ينير رجاءنا وإرادتنا وبموهبتَي التّقوى ومخافة الله، ينير محبّتنا وقلوبنا إنّنا نلتمس هذا النور، ونحن نصلّي: "أيّها النور السّماوي، إملأ باطن قلوب مؤمنيك"، لكي نشفى من عمى القلب والبصيرة، ومن عمى الخطيئة والشّرّ، ومن عمى المصالح والمكاسب الصّغيرة على حساب الخير العام، ومن عمى الإهمال للواجب ولنداء المسؤوليّة. فإذا تحرّرنا من هذا العمى القاتل، وهدانا نور إيماننا إلى الله والانسان، نستطيع أن نسبّح ونعظّم من صميم القلب الثالوث القدّوس، الآب والابن والرّوح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين. المصدر: بكركي |