مارونايت - بالعودة الى العهد القديم تستوقفنا محطات كثيرة متنوعة ، لمعاملات الله لشعبه ، بتحويل الضربات و الكوارث و الفتن و الحروب الى بركات و خيرات للشعوب المؤمنة و التي تهاب الله. ومن اهمها قصة توبة و صوم أهل نينوى. و شعبنا في لبنان لم يدرك حتى تاريخه و لم يشعر بقوة الضربات المتتالية ليبحث عن رحمة الرب. بل يتلهى بمصدر ومسبب الضربة،ناسيا ان عمل النعمة المجانية الآتي من فوق هو مفتاح الحل لكل الكوارث التي حلت وتحل بنا. فالمؤشرات تشير الى عدم استفادتنا من ضربات الرحمة لانعدام روح التمييز وجعل الفردانية مسيطرة في كل رؤيانا و تحويل الانظار الى الفرد المتسلط مغيبين مفاعيل الرجاء لعمل الله القدير في مستقبلنا الحاضر،و غير آبهين بانذارات السماء لا بل مشابهين في ردات فعلنا فلسفة العصا و الجزرة. الحل صرخة من الاعماق بدون وساطة ارضية لوسيط العهد الجديد ربنا يسوع المسيح. الخوري شارل كساب
0 Comments
مارونايت - وإذ بامرأة كنعانيّة من تلك النواحي، خرجت تصرخ وتقول:"ارحمني، يا ربّ، يا ابن داود! إن ابنتي فيها شيطان يعذّبها جدّا". (مت ١٥: ٢٢). المرأة الكنعانيّة، متحرّرة من شريعة الحرف، ومنفتحة على شريعة الروح... سمعت بيسوع من بعيد، وعلمت أنه يقوم بأعمال قديرة فشل آلهتها بفعل أي منها... عندما عرفت إنه في جوار بلدتها، خرجت من ذاتها ومن بيتها، ومن ارضها، ودينها، وتقاليدها... واتّجهت عارية من كل هذا الميراث البالي، لتدخل في علاقة إيمان مع يسوع من باب الإيمان الضيّق. بدات تصرخ: إن صرختها كشفت إيمانها بيسوع، وكشفت عن رغبتها بأن يحرّر ابنتها من تأثير الشيطان، لتتمكنا معًا من دخول الملكوت. يا ابن داود ارحمني: من لا يعلّمه الروح لا يعلّمه أحد. الروح كشف لها سرّ المسيح. وأنه الإله الكلّي الرحمة والمحبّة. والذي ملكوته برّ وسلام وحياة... ابنت بها شيطان: الشيطان يضرب قلب الإنسان، يفصله عن ذاته، وعن الله، وعن محيطه الإنساني، يجعله في حالة الموت قبل أن يموت. وحده يسوع، قادر أن يحرّر الابنة من الشيطان، ويغمر قلبها وقلب أمّها بالرحمة والسّلام... المجد والحمد والتسبيح والشكران، لك أيها المسيح ابن داود، لأنك خرجت من الآب باتجاهنا نحن البشر، لتعلمنا الخروج من ذاتنا لنلاقيك ولو خطوة نعبّر بها عن عطشنا إليك. المجد لك، لأنك بخروجك من الآب غمرتنا برحمته ومحبته، وانرت ضمائرنا بنور كلمته، وحرّرتنا من كل تأثير للشرير، وجعلتنا ندخل ملكوتك من باب التواضع الضيّق، الذي لا يدخل منه سوا المؤمنين الصادقين. الحمد والمجد والشكر لك. هل نا مستعد لاخرج من ذاتي لاستقبل الربّ بإيمان المرأة الكنعانية وتواضعها. صلاة القلب... يا ربّ يسوع، زدني ايمان واعن ضعف إيماني... يا ربّ يسوع، هبني الجرأة والشجاعة، لاخرج من ذاتي، لاستقبلك بإيمان حيّ... يا ربّ يسوع، يا ابن الله الحيّ ارحمني وخلّصني... يا ربّ يسوع، حرّرني من كل ما يعيق توجهي إليك لادخل ملكوتك من باب الإيمان الضيّق... نيّة اليوم: نصلّي، لكي يغمر الربّ قلوبنا بالإيمان، المرفق بالتواضع. الأحد الثاني عشر للعنصرة
٢٥ آب ٢٠١٩. أحد مبارك الخوري يوحنا مراد مارونايت - تعرضت العائلات المسيحية في الشرق لشتى انواع الاضطهادات والضغوطات في زمن المماليك والعثمانيين، كما حدثت تغيرات ديموغرافية وتشتيت للعائلات و شرذمتها في بقاع جبل لبنان والمهجر. ويتابع ابليس استراتجيته على الضرب والتنكيل بما تبقى من "البقية الباقية". وبعد هدنة اسكات المدفع بدأ القصف على مسيحيي لبنان بادخال فلسفة جديدة للعيش بضرب التعليم الكنسي في المدارس ونشر اللاهوت المتحرر في للجامعات، بهدف تحرير العائلات من صلابتها الايمانية الانطاكية واستبدالها بمشاريع وهمية تضرب عرض الحائط وحدة العائلة المسيحية اللبنانية. أولم يكفينا الآف الاطنان من النار والحديد على مناطق التواجد المسيحي! اليوم نتخبط بالداخل بسلب قرارنا الحرّ وتسليم المسار والمصير لاجندات خارجية . الاشكالية المطروحة اليوم: ما هو مدى قوة صمود العائلة المسيحية في لبنان بظل هذه الظروف القاهرة. الخوري شارل كساب
مارونايت - قال الربّ يسوع لتلاميذه: "ليكن أكبركم خادمًا لكم. فمن يرفع نفسه ينخفض، ومن يخفض نفسه يرتفع". (مت ٢٣: ١١- ١٢) ابناء روح العالم لا يوجد فيهم كبار، بل متكبّرين. المتكبّر يؤلّه نفسه، يظن أنه أرقى مقامًا، وكرامة من الآخرين، يتصرّف بتعالي مع غيره، يبني ذاته على المظاهر، يكبر بلقبه، وعلمه، ورفعت مقامه، ووسع جيبه... يعلّم مبادئ وأخلاقيات، ويبقى أبعد الناس عن تطبيقها. يتظاهر بالدين، والتديّن، ويبقى بعيدًا عن حقيقة الإيمان. أما أبناء الله، المختمرين بالروح القدس، هم على مثال سيّدهم يسوع المسيح، كبار في إيمانهم، تواضعهم، وخدمتهم للفقراء، ومحبتهم للغرباء، وتضحيتهم... يحسبون القابهم، ومناصبهم، وعلومهم، وأموالهم... نفاية ليربحوا المسيح، ويربحوا الناس لملكوته... المجد والحمد والتسبيح والشكران، لك أيها المسيح الوديع والمتواضع. لأنك اخليت ذاتك، وتشبهت بي، وأتيت لتحرّرني من قيود التكبّر والانانيّة، لتتبناني لأبيك ابنا، ولك اخًا وشريكًا وصديق. المجد لك، لأنك تريدني أن أكون كبيرًا معك ومثلك، في المحبّة والرحمة والخدمة، والقداسة... الحمد والمجد والشكر لك... أي روح يقودني، روح العالم، أم الروح القدس؟
اي نهج انتهج، نهج المتكبرين أم نهج الكبار. صلاة القلب... يا ربّ يسوع، حرّرني بروحك، من كل انانيّة وكبرياء... يا ربّ يسوع، اجعلني كبيرًا مثلك، في الإيمان والرجاء والمحبة، والخدمة والتواضع، والقداسة... يا ربّ يسوع، أيها الكبير والخادم، اجعل كِبَري مثل كِبَرك، وخدمتي مثل خدمتك. يا ربّ يسوع، قوني بنعمتك، لاعمل ما أقول، وأقول ما أعمل... نيّة اليوم: نصلّي، من أجل أن تصغر انانيتنا، ويصغر كبرياؤنا. وتكبر فينا محبّة المسيح وتواضعه، وخدمته. يوم سعيد ومبارك الخوري يوحنا مراد مارونايت - الالام والضيقات تخلق فينا ثقل مجد أبدي. سبق ان أعلمنا بأيام انحطاط
واضطهادات متنوعة كباقة من الورود السوداء، فان انساننا الخارجي يفنى يوما فيوما اما انساننا الداخلي فيتجدد على صورة الابن يسوع المسيح. فمع كل تطبيق لمشيئة الله ننال طوبى من اللدن السماوي يضاف الى رصيدنا الباقي غير الزائل. نتحول بالضيقات الى شراكة وتواصل لا تعتريه أية خليقة، نحيا المجد غير المحدود في عزلتنا وانقطاعنا عن التمتع الوقتي بشهوات هذا العالم الفاني. ربّي في ضيقاتنا جمّلنا، لنخترق الابرع جمالا في صمتنا النسكي، ليخترقنا هو ذاته مرتدا علينا من صلب جوهر جماله. بنور وجهك يا رب نسلك ونرجو انخطافنا الى ما بعد المحسوس لنجد لديك، وحدك الفرج والامل والنور الجمالي اللامدرك. احبك يسوع الخوري شارل كساب |