حيرام ابي الملك الصوري الفنان و المُبدع في الهندسة المعمارية ، بحيث كانت صور من أجمل مدن البحر الكبير ، فهي سيدة البحار، فاختار الملك سليمان شخصية ملك صور ليبني له الهيكل ،
فبحسب الاسفار التاريخية في العهد القديم ، رفض الرب أن يبني الملك و النبي داود هيكل الله،كوّن داود خاض حروباً كثيرة و يداه مملؤة دماً ، لكن الرب إختار سليمان ابن داود أمه بتشبع.
فلقد أعدّ الملك داود الصخور و المواد الأساسية و كل الآنية لبناء الهيكل، إنما الحاجة لرجل يافع حكيم مليء بالقوة و الإيمان متكلاً على نعمة الرب ، فكان سليمان،
فمن قبل كانت العبادة تتم في (خيمة الإجتماع) و كان بيت الرب مصنوعاً من الخشب و بيت الشعر،
و هنا انتقل بني آسرائيل من حالة البداوة و الشعب الزراعي إلى المستوى الملوكي كباقي الأمم لكن ما يميّزهم أن السيد الرب هو ملك الملوك و كل قائدٍ لهم هو مسيح الرب،
المهم أن حيرام ابي هو من أعدّ خشب الأرز من موطن الأرز لبناء هيكل الله، و أرسل حيرام ابي المهندسون و المعماريون الأحرار لبناء الهيكل لا مثيل له في كل أبنية الهياكل الوثنية في الشرق الأدنى، و كان الشرط ألا يسمع صوت تقصيب الصخور في المكان المقدس ، بل تُقصّب الحجارة خارج المحلّة و لكل حجر رقم معروف مكانه مسبقاً،
و خشب الأرز من لبنان هو الأساس و الدعائم و الجماليات في هيكل الله القدوس، بيد فنان لبناني صوري،
يمتاز السكان الأصليون لموطن الأرز بالفن و الجمال و الحضارة المعمارية المتقدمة ، فلم يكن أجمل من مدينة سيدة البحار،صور، لتكون الدعم و الحماية و الجمال، و ليس أجمل من خشب الأرز من عمق جبل لبنان ليُكمِّل جماليات العبادة.
جبل لبنان كان حاضراً في الليتورجية العبرية و الصلوات المرفوعة من قبل عظماء الأحبار إلى أن تجسّد ابن الله و تمشى في أروقة سليمان في الهيكل المبني بأيادي لبنانية،
عرف سليمان الحكيم بحكمته و ميّز الخير من الشر و من يستحق أن يُشاركه في مجد حكمه، فلم يستعين سليمان بالرعاع العبيد بل إختار بناؤون أحرار فنانون يُتقِنون عملهم،
فكان قوله الشهير بإحدى أسفاره: " كل ما تريد أن تفعله إفعله من كل قلبك"، و هذه ميزة سكان موطن الأرز ، يعملون بكل قلوبهم و يصبغون الحجر و التراب و الخشب بدمائهم الأرجواني كقيمة مضافة لكل ما بأيديهم،
سليمان حاضرٌ في أسفاره و كلمة الرّب ثابتة، و أبناء حيرام ابي هم الأوائل في الشرق لتأسيس شرقٍ جميل حضاري فتي بالمقارنة مع القارات الهرمة، لاسيما أن المجمع اللبناني الماروني سنة ١٩٣٧ هو من وضع أسس هيكل الأنسان الحر في الشرق الأدنى على ضوء العهد الجديد لبناء كل شيء جديد على صورة الابن الرب يسوع المسيح الأعظم من كل شيء في العالم ،
من عمق جبل لبنان.
Comments