top of page

المارونية في مواجهة الأمم والعالم بقلم الفرد بارود



يعتبر لبنان آخر حصن مسيحي في العالم. هو الوحيد الذي يحدد فيه الدستور أن رئيسه مسيحي. لم يعد سراً على أحد أن جميع الدول التي كانت تعتبر مسيحية أصبحت ملحدة، لأن معظم شعبها أصبح ملحداً ويتم التضييق في على النشاطات التي تعتبرها الحكومات مخالفة لمبادئها. لن نبالغ اذا أصبحنا على بعد خطوة من منع نشر الكتاب المقدس في هذه الدول.

يبقى لبنان البلد الوحيد حول العالم الذي يحمي الايمان لجميع أبنائه.

نزيف الهجرة الذي إن أصاب أحد فهو أصاب المسيحيين بالتحديد لأن إخراجهم من لبنان يضعف آخر بلد يمارس فيه الايمان بحريّة تامة لدرجة التكامل مع الأنظمة والقوانين. فالمسيحي سيذوب بالنظام الغربي الالحادي الى حدّ معاداة المسيحية والكتاب المقدس "وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلكِنَّ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ." (مر 13: 13).

ثورة تشرين كانت نقطة انطلاق تدمير الدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية وصولاً الى فرض نظام جديد تختفي فيه القيم المسيحية. هذه الثورة المفتعلة والتي تشاركت في صنعها أيادي من عدة أطراف في الداخل تواطؤً أو جهلاً، وطرف واحد من الخارج وهو المدبر.

عرفناها من نتائجها وما أفرزت من نواب وبماذا طالبوا منذ لحظة وصولهم والى هذه اللحظة من تراخي أخلاقي مؤكدين عملهم على إدخال الأجندة الجندرية الى لبنان. كما أيضاً نرى شخصيات يطوّفونها على وجه الماء ويقنعوننا عبر الوسائل الاعلامية المأجورة بأنها عظيمة، لكنها ستأتي لتنفيذ أجندة المال الاكتروني المبرمج والذي يمكن للسلطة أن تسيطر على كل شيء في حياة الناس بما فيها ماذا يمكننا أن نشتري مثلاً وإلغائ العملة، "وَأَنْ لاَ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَشْتَرِيَ أَوْ يَبِيعَ، إِّلاَّ مَنْ لَهُ السِّمَةُ أَوِ اسْمُ الْوَحْشِ أَوْ عَدَدُ اسْمِهِ." (رؤ 13: 17).

فالمسيحية في لبنان والقيم المسيحية ما تزال محمية في نصوص القانون والدستور، لكن الى متى؟ سألت سابقاً إذا كان نائباً أو أكثر انتخب من حصة المسيحيين، هل يحق له الترويج والعمل على قوانين تخالف الايمان المسيحي؟ هل هكذا نائب انتخب من حصتنا ويخالف ايماننا يمكنه الاستمرار دستورياً في تمثيلنا أو يجب نزع صفة النائب أو الوزير أو الرئيس عنه؟ أنا مع نزع هذه الصفة عنه لأن ترشحه عن المسيحيين يعني التزامه أولاً وقبل كل شيء بأمرين اثنين غير منفصلين وهما الولاء الحصري والمطلق للبنان ودستوره وايمانه المسيحي الواضح.

فكل نائب يغرد خارج هذه القيم يعتبر شاغلاً لمنصبه من غير مسوغ قانوني ودستوري. يرجى مراجعة المادة 217 من قانون الجرائم والعقوبات، في التحريض على ارتكاب جرم. والمادتين 473 و474 في خصوص تحقير الله والمس بالشعور الديني. والمادة 508 التى تحرض على الفحشاء تنطبق على كل من يحرض على أجندة الجندرة. أما المادة 523 تنطبق كلياً على النواب الذين يحرضون على أعمال يصنفها القانون فحشاء ومخلة بالآداب ومخالفة للطبيعة، يرجى مراجعة المواد 531 و532 و533 و534 من نفس القانون. فكيف لنواب انتخبوا على حساب حصتنا أن يخالفوا الايمان ويخالفوا القوانين؟

أما الكتاب المقدس فهو واضح في الامور التي يخالفونها وبالتالي الهجوم الممنهج على انتماء الدولة اللبنانية لله فقط. مثلاً الآيات التالية:

"وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ." (1 كو 11: 9).

"أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ؟ لاَ تَضِلُّوا: لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ (فالمأبونين catamite هم الرجال الذين يتشبَّهون بالنساء effeminate (المخنثين - الذين يتم استعمالهم كالأنثى)، أما مضاجعو الذكور فهم المثليون جنسيًّا homosexuals) (المرجع: موقع مار تقلا) وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ،" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 6 : 9).

"لِذلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى أَهْوَاءِ الْهَوَانِ، لأَنَّ إِنَاثَهُمُ اسْتَبْدَلْنَ الاسْتِعْمَالَ الطَّبِيعِيَّ بِالَّذِي عَلَى خِلاَفِ الطَّبِيعَةِ، وَكَذلِكَ الذُّكُورُ أَيْضًا تَارِكِينَ اسْتِعْمَالَ الأُنْثَى الطَّبِيعِيَّ، اشْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، فَاعِلِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُورًا بِذُكُورٍ، وَنَائِلِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلاَلِهِمِ الْمُحِقَّ." (رو 1: 26-27).

اذاً اليوم أكثر من أي وقت مضى المسيحي اللبناني يجب عليه أن يعرف قيمته في الزمن وموقعه في هذه الحرب العظمى التي كلمنا عنها ربنا في الكتاب المقدس. لنفهم ونعرف أن مسرح هذه الحرب هو داخل كل واحد فينا، ماذا سيختار ومن سيختار! هل سيختار الله وكلمته في الكتاب المقدس أو سيختار الشيطان الذي قال لحواء وآدم: "فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا!"(تك 3: 4). و "بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ»."(تك 3: 5).


هل سنعرف ما هي التجارب الكبرى؟ الجواب أيضاً من الكتاب المقدس في إنجيل متى الاصحاح الرابع: 1 ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. 2 فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا. 3 فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا». 4 فَأَجَابَ وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ». 5 ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ، 6 وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 7 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ». 8 ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، 9 وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». 10 حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».


واجبنا السياسي هو أن نقيس كل كلمة في السياسة على الكتاب المقدس حتى نقبلها أو نرفضها لحد المواجهة. كما أننا بذلك نقيس نفسنا وأعمالنا وأفكارنا على الكتاب المقدس.

نريد رئيس للجمهورية ومجلس وزراء ومجلس نواب يضعون الله في في روح الوطن المقدس.

لا ينسى احد أن أعمال الواحد الشخصية نابعة من حريّة خياره فيكون هو وحده مسؤولاً أمام الله يوم الدينونة.

أنهي كلامي بهذه الآية للتمييز بين العام والخاص لأننا رأينا في ما سلف الواجب المسيحي العام أما في الخاص يقول الكتاب المقدس :"«لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا،"(مت 7: 1) مما يعني أننا يجب أن نحب جميع الناس ولا نحكم على أحد لأن الله لا يحتاجنا للحكم ولتنفيذ الحكم فهو قدير على ذلك لكن دعوة الرب واضحة بأن لا نحكم على بعضنا، بل أن نبشر وننشر كلمة الانجيل المحيية.


الفرد بارود

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page