top of page

إنتفض يا شعبي، إنتفض بقلم بسام ضو


إنها دعوة من مناضلين شرفاء لإنتفاضة عاقلة تُعبِّرْ عن غضب شعب ، غضبُ الشعب الثائر في وجه طبقة سياسية فاشلة وشعب يحلم بالتغيير الآتي لا كما حصل سابقًا . الغضب الثوري سيُحررنا من كل هذه الطبقة وهذا الغضب الممنهج والسليم المبني على منظومة سياسية واضحة المعالم والأهداف هو بداية رحلة نأمل ألاّ تطول وعلى أمل أن تنقلنا من الواقع المرير إلى مستقبل أفضل يكون نواة لبناء وطن الأنسان الخلوق لبنان السيّد الحر المستقل. الواقعية السياسية الحضارية هي منظومة نظرية في العلاقات السياسية والواقعية كما يتم وصفها وفقًا لعلم السياسة هي مجموعة من الأفكار التي تدور حول مقترحات مركزية تتمحور حول سياسة واقعية متجرّدة هدفها التغيير الجذري والبنّاء المبني على ركائز أساسية قوامها الصدق والنزاهة والغيّرية والعطاء الصادق . علينا الحذر من السياسيين اللبنانيين الفاشلين والمتحذلقين الذين يبرّرون كل يوم سلوكياتهم السياسية الخاطئة بأنها تندرج في سياق الواقعية السياسية ويُظهرون أنفسهم بأنهم الأكثر عقلانية وعلمًا وفهمًا وكل من يُعارضهم غير واقعي ولا عقلاني ، بل وصل بهم الأمر للتنكُّر للتاريخ اللبناني المقاوم وللقيادات الوطنية الشريفة وتحميلها وزر ما آلت إليه الأمور حاليًا . هذه الطبقة السياسية الفاشلة التي إمتهنت سياسة الإستعلاء على الشعب والإستيلاء على حقوقه ومقدرّات دولته بات من الخطأ الفادح أو ما يُصلح تسميته خطيئة الزنى إنْ تُرِكَتْ قابضة على مقدرات الحكم دون ضغط من هذا الشعب الأبيّ المناضل الشريف . أنْ تقترن الواقعية السياسية بسياسات وقادة يؤمنون بالقوة وحسابات موازينها وبإعلاء شأن مصلحة إيران وغيرها من الدول الطامحة بجغرافيتنا السياسية لا يعني أنّ مجمل نظرية الواقعية السياسية سليمة ، لأنّ الخلل في التوظيف الفّج لها من خلال اللجوء إلى القوة المفرطة والإستهانة بالقيم الإنسانية ... وهذا نهج يجب أن يكون مُدان على مستوى الداخل وعلى مستوى العلاقات الدولية ، والخلل الأكبر عندما يتم توظيف الواقعية السياسية أو الإدعاء بها من سياسيين لتبرير عجزهم وفشلهم وإنه ليس في الإمكان خير ممّا يكُن





المنظومة السياسية التي تُحرِّرْ الوطن هي واجب ، المناضلون الشرفاء مسؤولون عن الوضع اللبناني وبكل تفاصيله الدقيقة ، ولا يُمكن لطبقة المناضلين أنّ يدّعوا أنهم لا يمكلون الوسائل التي من خلالها يمكنهم تحقيق الحرية للدولة ولمؤسساتها الشرعية سواء أكانت مدنية أو عسكرية ، إلاّ إذا كان هؤلاء متخاذلون ، إننا ندرك أنه لدينا مقدار لا بأس به من الحرية التي تؤهلنا للتحرك نحو منظومة سياسية محددة الأهداف والتوقيت يسمح لنا بالتغيير ، والمهم أن يكون لدينا النيّة السليمة لمباشرة العمل النضالي بكل تفاصيله وكما أقرّته شرعة حقوق الإنسان ... لا يحق لأي سياسي أنْ يدّعي أنه مالك السلطة وله الحق في تجييرها لأيٍ كان ، السلطة مُلك الشعب وله الحق في التصرف بها عملاً بمقدمة الدستور الفقرة / د / والتي تنص " الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يُمارسها عبر المؤسسات الدستورية " ... المناضلون الشرفاء لا تنقصهم الشجاعة حتى يُبادروا إلى عملية تغيير جذرية وجوهرية في بُنية النظام السياسي اللبناني والعزيمة متوفرة لدى النخب شرط ألاّ تستحيل يأسًا ، نعلم أنّ فقدان الثقة بالدولة وبالحكام نوّاب ووزراء ورؤساء أحزاب أمر بديهي ولكن هذا الأمر لا يجب أن يستمّرْ علينا تجديد العمل السياسي عملاً بالمادة الثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي تنص " لكل فرد الحق في الحياة والحرية وأمن على شخصه " كما تنص المادة السادسة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على أنّ " الحق في الحياة مُلازم لكل إنسان وعلى القانون أن يحمي هذا الحق ، ولا يجوز حرمان أحد من حياته تعسفًا " كما نذكر أنّ المادة السادسة تعلن " حقًا لا يجوز تفسيره " وتنص المادة الرابعة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على عدم جواز تضييق الحق في التحرر من القتل التعسفي أي أنّ هذا الحق لا يمكن تعطيله حتى في حالات الطوارىء . جوّعونا ، الأدوية مفقودة ، ظروف العمل غير متوفرة ، المالية العامة في حالة إنحدار تام ، الفقر على الأبواب ، شعبنا مهاجر الأوضاع الإجتماعية معدومة ، الأشغال متوقفة ، كل مستلزمات الحياة غير متوفرة ماذا بعد ؟؟!! أفقدونا كرامتنا في سراديب واقع سياسي كاذب حقود مستعلي ومتآمر ومرتهن ، نظام سياسي حالي معروف بإرتهانه للخارج تحكمه طبقة سياسية فاشلة تحمل السلاح خلافًا لقانون الدفاع الوطني وخلافًا لِما تمّ الإتفاق عليه في وثيقة الوفاق الوطني ، نعم نحن ملزمون تغيير هذا الواقع والتغيير بات حاجة مُلحّة ، الحاجة تتطلب إنتفاضة صادقة مبنية على منظومة سياسية تعمل لمستقبل أفضل ولوطن محرر من هيمنة السلاح ومن إغتصاب الديمقراطية ومن نكْ المؤسسات الرسمية وفض بكارتها على حساب الزعران ... إنّ ما يحصل اليوم في لبنان من مظاهر الإرهاب والعنف السياسي والكراهية بين من هم مسؤولين سياسيين إنما هي مظاهر خارجة عن السياق الإنساني والحضاري والأخلاقي ، ويجب على المناضلين الشرفاء التصّدي لها من خلال إنتفاضة الشعب الأبيّ ولم يَعُدْ كافيًا إختصار ردود الفعل على تصرفات السياسيين ببيانات شجب وإستنكار نسمعها كل فترة بل هنالك حاجة ماسة لإطلاق إنتفاضة هادفة لمعالجة الخلل وهذه الآفة التي تهدف عمليًا إلى تدمير المجتمع اللبناني ونسف القيم اللبنانية والنيل من الجمهورية اللبنانية وتدمير كل مؤسسات الدولة . نعم لإنتفاضة شعب تتحلّى بالشجاعة والحكمة والإستقامة والرصانة.

0 comments
bottom of page