زمن الانحراف عن التعليم الصحيح: دعوة بولسية تبقى راهنة
- Alfred Baroud الفرد بارود

- Sep 12
- 1 min read


3 لأَنَّهُ سَيَكُونُ وَقْتٌ لاَ يَحْتَمِلُونَ فِيهِ التَّعْلِيمَ الصَّحِيحَ، بَلْ حَسَبَ شَهَوَاتِهِمُ الْخَاصَّةِ يَجْمَعُونَ لَهُمْ مُعَلِّمِينَ مُسْتَحِكَّةً مَسَامِعُهُمْ، 4 فَيَصْرِفُونَ مَسَامِعَهُمْ عَنِ الْحَقِّ، وَيَنْحَرِفُونَ إِلَى الْخُرَافَاتِ. 5 وَأَمَّا أَنْتَ فَاصْحُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. احْتَمِلِ الْمَشَقَّاتِ. اعْمَلْ عَمَلَ الْمُبَشِّرِ. تَمِّمْ خِدْمَتَكَ.
مارونايت نيوز - يقول الرسول بولس لتلميذه تيموثاوس: «لأَنَّهُ سَيَكُونُ وَقْتٌ لاَ يَحْتَمِلُونَ فِيهِ التَّعْلِيمَ الصَّحِيحَ، بَلْ حَسَبَ شَهَوَاتِهِمُ الْخَاصَّةِ يَجْمَعُونَ لَهُمْ مُعَلِّمِينَ مُسْتَحِكَّةً مَسَامِعُهُمْ، فَيَصْرِفُونَ مَسَامِعَهُمْ عَنِ الْحَقِّ، وَيَنْحَرِفُونَ إِلَى الْخُرَافَاتِ. وَأَمَّا أَنْتَ فَاصْحُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. احْتَمِلِ الْمَشَقَّاتِ. اعْمَلْ عَمَلَ الْمُبَشِّرِ. تَمِّمْ خِدْمَتَكَ.»
يرسم بولس صورة لزمن فيه الناس يرفضون الحقيقة، ويبحثون عن كلام يريح ضمائرهم بدل أن يواجه خطاياهم. في هذا الإطار، يفسّر القديس يوحنا الذهبي الفم أنّ الخطر لا يكمن في المعلّمين الكذبة وحدهم، بل في المستمعين الذين يرغبون في تعليم يناسب أهواءهم، فيجعلون لأنفسهم معلّمين على قياس شهواتهم. ويضيف القديس أغسطينوس أنّ الانحراف عن الحق ليس جهلاً بريئاً، بل خياراً مقصوداً للهروب من كلمة الله التي تدعو إلى التوبة. أمّا القديس باسيليوس الكبير فيشدّد على السهر الروحي، لأنّ الانزلاق إلى الخرافات يبدأ بتهاون بسيط ويتحوّل تدريجياً إلى انحراف كامل.
أمام هذا الواقع، يطلب بولس من تيموثاوس أن يبقى صاحياً، صابراً على المشقّات، وأن يقوم بعمل المبشّر من دون تراجع حتى إتمام خدمته. فالكنيسة لا تُقاس بعدد الذين يصفقون لها، بل بأمانتها للحق الإلهي.
واليوم، لا يزال هذا النداء حياً. ففي زمن تتضاعف فيه الأصوات وتكثر فيه التفسيرات المريحة، تظلّ كلمة بولس نداءً لكل مؤمن، كي لا ينحرف وراء الخرافات، بل يتمسّك بالحق مهما كان ثقيلاً. إنّ السهر الروحي والاحتمال في سبيل الإنجيل هما الضمانة لرسالة لا تنطفئ، ورسالة تبقى أمينة ليس لرغبات البشر، بل لمشيئة الله.











Comments