top of page

توقفوا عن إهانة الشهداء! بقلم الفرد بارود



نسمع بشكل دائم عبارات عن شهدائنا على لسان الكثيرين يكررون مثلاً "ضيعان الشهدا ماتوا على الفاضي" أو ما شابه في الفكرة! لكن هل ينتبه من يردد هذه التعابير ماذا يكون يفعل؟ وما يعني هذا الكلام؟

شهدائنا ماتوا كرمال قضية أكبر من شعورك الخاص الآني لما يعكسه واقعك الذي تشارك أنت بنفسك في صنعه يومياً. شهدائنا ماتوا أولاً دفاعاً عن إيمانهم بالله ومن ثم ايمانهم بالدفاع عن وطنهم والمحافظة على استقلاله عبر الدفاع عنك وعن غيرك! فالاستخفاف بقيمة شهادة شهدائنا لا تعني سوى الاسخفاف بقيمتنا والتخلي عن قضيتنا!

من صلب الايمان هو تقديس شهادة شهدائنا والا لن نكون في حالة انسجام مع ايماننا "إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضًا معه" (رسالة رومية 8: 17)... "لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهًا بموته" (فى3: 10) المعونة الإلهية التي وعد الله بها جميع الذين يضطهدون من أجل اسمه. (أنجيل لوقا 21: 12-19) التطلع بإيمان إلى المجد العظيم الذي ينتظرهم، وأن المسيح له المجد سيمسح كل دمعة من عيونهم (سفر رؤيا يوحنا 21: 4) "إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتى بثمر كثير. " (إنجيل يوحنا 12: 24). آمين.

على سبيل الميثال لا الحصر!

عند استمرارنا في تسخيف شهادتهم، نكون بالتالي معلنين عدم ايماننا في كلام الرب بالكامل لكن نجتزئ كما يناسبنا فنكون وقعنا في الهرطقة بتجزئة كلمة الله فتصبح غيرواحدة وغير كاملة، فنكون خرجنا عن الايمان.

وعند استمرارنا! نعلن لأعداننا استسلامنا المسبق لأننا لم نعد نؤمن بقضيتنا وأصبحت حياتنا أغلى من الحق! "مَنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا، وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا." (مت 10: 39) "مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْنًا أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي،" (مت 10: 37).

وعند استمرارنا! نعلم أولادنا بأن الحياة بالعبودية ومن دون كرامة أفضل من الموت من أجل الكرامة والحريّة. فهل ستسلمون أولادكم للهلاك؟

وعند استمرارنا! نقول أننا لا نستحق تضحيتهم.

لكن هؤلاء الشهداء كانوا بالأصل أقلية مؤمنة تدافع عن أكثرية ما زالت تختبر ايمانها. وهذا حقها! ماتوا حتى نستمر في اختبار الايمان ليتقرب كل واحد فينا من الرب للتعرف عليه والعمل بمشيئته. ولنتذكر أن الكتاب المقدس يزين بيوتنا إنما بالطبع لن ندع قلوبنا تنتظر.

وعند استمرارنا! ندنس ذكرى شهداء الكنيسة المارونية من بطاركة ومن رهبان ومن كهنة ومن علمانيين. هل نسي البعض عيد الشهداء ال350 الذي نعيده في 31 تموز وعيد الشهداء المسابكيين في 10 تموز؟

لمجد الله استشهدوا فخلينا نعيش لمجدو.

الفرد بارود

bottom of page