top of page

حان الوقت بقلم الأب شارل كساب


لم تفلح عصبة الأمم في حل النزاعات سلمياً فحلّت مكانها الأمم المتحدة.

و سبب القصور في ذلك الفاشية و النازية،

فسيطرت الأنانية و العصبيّة في إدارة الدول و زادت الأطماع و اندثر الأمن الداخلي و العام و الخارجي، تحولت الأجهزة العسكرية إلى أداة قمعية داخلية لتمرير مشروع الزعيم و شبكة عنكبوتية تقمع الحريّات و تلغي الإتنيات الغير متجانسة مع الحاكم،

و بالعودة إلى الحروب المتعددة من سنة ١٩٤٥ تاريخ إنشاء المنظمة البديلة الأمم المتحدة،بات من الضروري إلغاؤها لكونها هرمة، بحيث أن سبب سقوط عصبة الأمم هو إفتقارها لجهاز عسكري يفرض السلام و يحافظ على حقوق الشعوب، فبالرغم من القبعات الزرق، تعرض لبنان لمجازر متعددة و لإبادات ممنهجة للوجود الماروني في الشرق الأدنى، و نص إنشاء الأمم المتحدة يضمن حقوق الأقليات و الأتنيات و الدول الصغيرة،و الشعب الماروني يتعرض للألغاء و المجازر من القرن التاسع عشر و حتى تاريخه، و الأمم المتحدة من خلال جهاز مجلس الأمن تصدر قرارات غير قابلة للتنفيذ،كون حق الفيتو للدول الخمس يُعَكِر الحماية،

الأمم المتحدة إنتهى دورها و هي فاشلة في تحقيق السلام وسط الشعوب و الإتنيات دون اللجوء للعنف ، و العلامة صمتها و سكوتها و تغاضيها عن إزاحت شعب و تدمير و إحتلال دول بالشرق و هي متعامية عن إستبدال و تشويه التاريخ القديم،لاسيما أن الكنيسة المارونية هي من الكنائس و الشعوب القديمة و يعود تاريخها لأقدم العهود ،فيعود تاريخ بيت مارون الى بدايات القرن الخامس الميلادي.



قال الرب يسوع رئيس السلام أبني كنيستي و أبواب الجحيم لن تقوى عليها ، فسلام العالم مبني على معطيّات أرضية مادية مؤقتة أما سلام المسيح المعطى من فوق فيدخل في أنطولوجيّة جسد الكنيسة، و الكنيسة المارونية اليوم وجودها إنتشاري في كلّ أقطار الدنيا،و لم يعد محصوراً في بقعة جغرافية محددة بل مساحة المارونية اللبنانية هي روحية، المارونية في نشأتها سبّاقة في عيش شرعة حقوق الانسان و سبّاقة في حق الدفاع المشروع، و التاريخ يشهد لذلك، الموارنة لم ينكسروا مازالوا حاضرين بالرغم من خسارة بعض المعارك ،هذا لا ينفي قوتها و صمودها بوجه التيارات السفليّة،

مؤسسات كثيرة إضمحلت و إمبراطوريات إندثرت و بقيت المارونية منارة الشرق الأدنى،

لذلك ؛ فإني أرفع صلاتي بقوة الروح القدس و باسم الرب القدوس يسوع المسيح الى العزّة الإلهية لإنهاء منظمة الأمم المتحدة لفشلها في حفظ أمن الشعوب و الإتنيات التي تباد ببطء من المنظمات السريّة الشريرة الملتحفة باسماء دوّل و منطوية في أحزاب محلية و عالمية.

ففي سنة ١٩٧٥ لم يتحرك مجلس الأمن و لا الهيئة العامة في الأمم المتحدة بعد المجازر التي افتعلتها أيادي سود بحق الشعب المسيحي في لبنان، و قد لُزِمَ لبنان إلى دول فاشية و أنظمة نازيّة و أحزاب لينينيّة و شموليّة و لم تبقَ منظمة إرهابية عالمية إلا و قد إفتتحت لها فرعاً في بلاد الأرز، و تحت رقابة الدول الثابتة عضويتها في مجلس الأمن، إما أنهم متفقون على مشروع الإبادة و إما يتعامون لتقطيع مصالحهم على حساب تاريخ شعب عمره البيئي الإجتماعي فاق تلك الدول الخمس في الحضارة و الثبات ،

فكما أن الشعب العبراني له جذور كيّانية في الشرق وفقاً للعهد القديم ،هكذا هو مصدر كيّانية الشعب الماروني (الكلمة) المتجسد يسوع المسيح "يهوى العهد الجديد" و "الأرض" المقدسة لبنان، فالإرتباط العضوي بالجذور التاريخية المجتمعية المثبّتة بالمجامع المسكونية،هي كفيلة (بتحويل الجبل سهلاً) و منظمة الأمم المتحدة تذوب بنفخة من السيّد الرّب القدير الجبّار في القتال،رب الجنود اسمه،

لقد حان الوقت لتقاعدها.



فعند تهميش الحضور الكنسي و حضور رجال الله في الشأن العام و عدم الإصغاء لإرشادات الروح القدس تتحول الدول الكبرى إلى وحوش كاسرة، تنهش مقتنيات و أملاك السكان الأصليين فتستبدلهم بمرتزقة ،

و حذر سليمان الحكيم بقوله أن فوق العالي عالي و الأعلى منهما الله، و إن الله يبطل مؤامرة الأشرار أما وصاياه و حفظه للفقير فإلى الأبد ،

فنحن أقوياء، فانهزموا أيها الأمَمُ و اندثروا لأن الله معنا،

ليكن معلوماً للجميع لربما تقدرون على قتل الجسد إنما الروح فباقيّة لتشهد في القيامة بصراخها من تحت مذبح الرب في السماء طالبة من الرّب الإنتقام من اللذين سفكوا دماء الشهداء،

و سفر الرؤيا في العهد الجديد يُعزينا بسقوط برج بابل و المدينة الزانية عند إكتمال شرِّها ، سنعاين بأم العيّن سقوط إيزابل الشريرة و كل الذين سكروا من خمر زناها في بحيرة النار و الكبريت ،

المجد للرب يسوع المسيح القدوس و الشكر للروح القدس المُرسل لنا أباء قديسين من أبينا مارون إلى المؤسس يوحنا مارون ، طالبين من الآب السماوي مد ذراع يمينه مطأطئاً سمواته لينقذ شعبه و رعيته و ميراثه الأبدي ،

هللويا



0 comments
bottom of page