top of page

صلاة المسلمين تدخل أسوار الفاتيكان...

ree


بين من يصفها ببادرة انفتاحٍ حضاري، ومن يراها انحرافًا عن الرسالة الإنجيلية، تبقى غرفة الصلاة الإسلامية داخل الفاتيكان حدثًا يهزّ التوازن الدقيق بين الحوار والإيمان، ويطرح سؤالًا لاهبًا: هل ما زال الفاتيكان حارسًا للكلمة، أم أصبح بوابة لكلّ العقائد؟

مارونايت نيوز - في سابقةٍ غير مألوفة، نشرت صحيفة The Catholic Herald بتاريخ 12 تشرين الأول 2025 تقريراً يؤكّد أن مكتبة الفاتيكان الرسولية خصّصت غرفة صلاة صغيرة للعلماء المسلمين الذين يزورونها للبحث والدراسة. وبحسب ما نقلت الصحيفة عن نائب رئيس المكتبة جياكومو كاردينالي، فقد "طلب بعض العلماء المسلمين مكاناً هادئاً مزوّداً بسجادة للصلاة، وقد وُفّر لهم ذلك داخل المبنى".

موقع Brussels Signal أشار في تقريره بتاريخ 15 تشرين الأول إلى أنّ القرار تمّ «بهدوءٍ تام ومن دون إعلان رسمي من الكرسي الرسولي»، ما أثار موجة انتقادات بين المحافظين الكاثوليك الذين رأوا فيه تراجعاً عن رمزية الفاتيكان كحارس لكلمة الله في قلب العالم المسيحي.أما موقع ZENIT فقد أوضح في 10 تشرين الأول أنّ الهدف المعلن هو "تشجيع الحوار الديني والانفتاح الثقافي"، إلا أن بعض الأصوات داخل الكنيسة حذّرت من أن هذه الخطوة "قد تتحوّل رمزياً إلى اعتراف ضمني بعباداتٍ أخرى داخل أقدس فضاءات الكنيسة".

وتشير المعطيات إلى أنّ الغرفة تقع داخل مبنى مكتبة الفاتيكان، وهي مخصّصة فقط للباحثين المسلمين المسجَّلين، وليست مفتوحة للعموم. غير أنّ غياب أيّ اعتراض علني من البابا فرنسيس أو أيّ بيان رسمي من الفاتيكان، جعل من المسألة إشارة قبول صامتة بنظر مراقبين كنسيين، وموضوع جدلٍ واسع في الأوساط اللاهوتية والإعلامية.


أسئلة للقارئ:

هل تغيّرت رسالة الفاتيكان من نشر كلمة الرب إلى تسهيل عقائد أخرى؟

هل هناك فرق بين إنشاء مصلى رسمي وفتح مكان صغير للصلاة؟

وهل قبول البابا الصامت يُعدّ اعترافًا أم تساهلاً؟

هل ستتوقّف هذه المبادرة عند المسلمين أم ستشمل جميع الأديان التي ترسل باحثين إلى الفاتيكان؟

هل يتحوّل الفاتيكان بهدوءٍ وصمتٍ إلى معبدٍ للأمم، تُرفع فيه الصلوات لمختلف الآلهة، بغضّ النظر عن عدد المصلّين وهوية الإله الذي يُعبَد؟

الصورة: michal-kostrzynski-pPW7xe6v4eE-unsplash

المراجع:


Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page