top of page

هل ستقف الدولة اللبنانية صامتة أمام تحدّي "طلائع طوفان الأقصى"؟



مارونايت نيوز - لبنان - يواجه لبنان اليوم، وعلى وقع الأزمات السياسية والاقتصادية الخانقة، تحديًا جديدًا يتجلى في إعلان حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تأسيس "طلائع طوفان الأقصى" انطلاقاً من الأراضي اللبنانية. يُثير هذا الإعلان مخاوف جدية لدى اللبنانيين الذين ما زالوا يحملون في ذاكرتهم وواقعهم الأليم آثار التدخلات الفلسطينية منذ العام 1968، والتي كان لها تأثيرات دموية أرخت بظلالها على مسار الدولة والمجتمع. في ظل هذه الأجواء المتوترة، يطرح السؤال نفسه بإلحاح: هل ستُعيد الأحداث نفسها ويصبح لبنان مجددًا ساحة لصراعات لا ناقة له فيها ولا جمل؟ الأمر الذي يُعتبر تجاوزًا صارخًا للسيادة اللبنانية وانتهاكًا للدستور الذي ينص على أن أي تسليح وتنظيم عسكري يجب أن يكون تحت إمرة الدولة اللبنانية. لبنان اليوم، بحكومته الموقتة ومؤسساته الدستورية، مطالب بموقف حاسم تجاه هذا الإعلان الذي يُمكن أن يُعيد إلى الأذهان سيناريو الحرب الأهلية المؤلمة. الرئيس نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري مدعوان لإظهار قيادة قوية واضحة تُبرز الرفض القاطع لأي أشكال الميليشيات المسلحة غير الشرعية. كما يُمثل هذا الإعلان تحديًا مباشرًا للقوى الأمنية اللبنانية والقضاء والنيابة العامة، التي يجب أن تتحرك بسرعة لضمان الاستقرار والأمن وتوقيف أي متورطين في هذه المحاولة لزعزعة السلم الأهلي. إن واجب الجيش اللبناني، الذي يُعتبر الضامن للسلامة الوطنية، هو التحرك السريع والحاسم لقطع دابر هذه المحاولات التي قد تُشعل فتيل أزمة جديدة. لبنان، العضو في جامعة الدول العربية، يُؤيد القضية الفلسطينية وحقوق شعبها في إقامة دولتهم، لكن ليس على حساب استقراره وسلامة شعبه. في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ لبنان، لا يمكن التساهل مع أي تصرفات تُعرض الوطن للخطر وتُثقل كاهل مواطنيه بأعباء جديدة. على الدولة اللبنانية أن تُثبت جديتها وسلطتها وأن تُحافظ على كرامة اللبنانيين بكل ما أوتيت من قوة.



bottom of page