سافِهيناه… طلع ماروني!
- مجد الشدياق
- May 15
- 1 min read

مارونايت نيوز - في القرن السابع عشر، لم تكن باريس، ولا روما، ولا فيينا جاهزة لما ستقدّمه لها جبال لبنان. فبينما كانت الجامعات تبحث عن مترجمين، ومكتبات الكنيسة تغرق بالمخطوطات الشرقية، دخل المشهد وجهٌ جديد من الشرق: الماروني.
تكرّرت العبارة في صالونات النخبة الأوروبية:"Il est savant comme un Maronite" – "إنه عالم كالماروني".ليست مجاملة عابرة، بل توصيف دقيق لما مثّله الرهبان الموارنة من جسر حضاري بين الشرق والغرب، ومعبر لغوي فريد بين السريانية والعربية واللاتينية والفرنسية.
من كلية مارونية روما التي أسّسها البابا غريغوريوس الثالث عشر عام 1584، انطلق عشرات الطلاب الموارنة إلى قلب أوروبا حاملين ثقافة تمتد من أنطاكيا إلى نهر الكلب. تعلّموا اللاهوت، الفلسفة، واللغات، وكانوا من أوائل من فُوّضوا لفهرسة وترجمة المخطوطات الشرقية في مكتبات الفاتيكان وفرنسا.
الصدمة الثقافية كانت متبادلة:الغرب اكتشف أنّ الماروني لا يكتفي بالصلاة، بل يقرأ، يترجم، ويكتب.والشرق وجد في نفسه قوة معرفية تعبر الحدود، لا تشبه أحدًا.
ولأن الموارنة جمعوا بين إيمان عميق وفكر حرّ، باتوا مرجعًا في الفهم اللاهوتي المقارن، وفي الدفاع عن هويتهم ككنيسة شرقية مستقلة، متجذّرة في الحرية.
اليوم، قد نضحك من العبارة، أو نراها مجرد حنين... لكن السؤال الحقيقي هو:هل لا زال الماروني "عالمًا"؟ أم أصبح مجرد ذكرى من زمن النهضة؟
بقلم مجد الشدياق
الصورة: peter-herrmann-aT88kga0g_M-unsplash
Comments