التجديف على الروح القدس
- مارونايت نيوز
- Oct 3
- 2 min read


لوقا 12:10)«وَكُلُّ مَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ، وَأَمَّا مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلاَ يُغْفَرُ لَهُ.»
النصوص الموازية في الأناجيل الثلاثة
متى 12:32: «وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ. وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ، فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لاَ فِي هَذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي.»
مرقس 3:29: «وَلكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى الأَبَدِ، بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً.»
المقابلات في العهد القديم
إشعياء 63:10: «وَهُمْ تَمَرَّدُوا وَأَحْزَنُوا رُوحَ قُدْسِهِ، فَتَحَوَّلَ لَهُمْ عَدُوًّا وَهُوَ حَارَبَهُمْ.»
عدد 15:30-31: «وَأَمَّا النَّفْسُ الَّتِي تَعْمَلُ بِيَدٍ رَفِيعَةٍ... فَالرَّبَّ هُوَ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ. فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا.»
مزمور 95:8-11 (تمرد الشعب في البرية ورفضهم لصوت الروح): «لاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ... أَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي أَنَّهُمْ لاَ يَدْخُلُونَ رَاحَتِي.»
شرح الآباء
القديس أغسطينوس (Augustinus, De Sermone Domini, II, 83): التجديف على الروح القدس هو الإصرار على رفض التوبة حتى ساعة الموت، لأن الروح هو الذي يدعو للتوبة.
القديس يوحنا الذهبي الفم (Ioannes Chrysostomos, Homiliae in Matthaeum 41): الذين نسبوا أعمال المسيح للشيطان، بعدما ظهرت أنها من الروح القدس، هم الذين سقطوا في هذه الخطيئة.
القديس كيرلس الإسكندري (Cyrillus Alexandrinus, Commentarii in Lucam, 12): من يجدّف بجهل قد يُغفر له، أما من يعرف الحق ويعاند الروح فهو يحكم على نفسه بالهلاك.
القديس باسيليوس الكبير (Basilius Magnus, De Spiritu Sancto, 10): التجديف هو إطفاء الروح القدس في الداخل، أي رفض عمله المستمر.
القديس إيريناوس (Irenaeus, Adversus Haereses, V, 6): يشرح أن الروح القدس هو عربون الحياة، ومن يرفضه يرفض الحياة الأبدية.
أوريجانوس (Origenes, Homiliae in Lucam): يوضح أن الغفران مفتوح لكل خطيئة ما دامت التوبة موجودة، أما من يقاوم الروح فهو يغلق الباب على نفسه.
القديس غريغوريوس النيصصي (Gregorius Nyssenus, Contra Eunomium): يعتبر أن التجديف هو إنكار الحقائق الإلهية بعد أن تتجلى بوضوح للإنسان.
تفسير الكنائس
الكنيسة الكاثوليكية: تعتبر أن التجديف على الروح هو رفض التوبة وقساوة القلب حتى النهاية. التعليم الكاثوليكي (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية §1864) يوضح أن الخطيئة غير المغفورة هي عدم الرغبة في الغفران.
الكنيسة الأرثوذكسية: تشدد على أن الخطيئة ليست لفظية بل موقف روحي من العناد، ورفض عمل النعمة.
الكنيسة الإنجيلية (البروتستانتية): ترى أن الخطيئة غير المغفورة هي رفض الخلاص بالمسيح، أي رفض شهادة الروح القدس في القلب.
الكنيسة المارونية: في تفاسيرها الروحية والليتورجية (مثل العظات المارونية التقليدية والمصادر الطقسية)، تركز على أن التجديف على الروح هو "رفض دائم لنعمة الروح القدس" الذي يمنح التوبة والغفران. أي أنّ الإنسان يحكم على نفسه لأنه يطفئ النعمة التي تحيي قلبه. في الطقس الماروني، خصوصاً في الصلوات على الروح القدس (مثل "يا روح الله القدوس")، هناك تأكيد على أن الروح هو مصدر الحياة والقداسة، ومن يرفضه يبقى في الظلمة.
الخلاصة الروحية
هذه الآية لا تهدف إلى إخافتنا بقدر ما تدعونا إلى الانفتاح على الروح القدس. فكل خطيئة يمكن أن تُغفر، شرط أن يتجاوب الإنسان مع الروح ويدخل في مسار التوبة. أما الخطيئة غير المغفورة فهي عناد القلب وإغلاقه أمام النعمة، أي رفض دائم للمحبة الإلهية.الرسالة واضحة: باب الغفران مفتوح، ولكن لا تغلقه بنفسك!
Comments