top of page

الفرادة المارونية



هوّية متميّزة أثبتت عبر العصور والدهور فرادتها في الدعوة و العقيدة و الجهاد الروحي،بوجه الجحافل المُدَبدِبة على البسيطة،

فالمارونية يا سادة تخطت أفهوم القومية كونها إلتحفت السماء،و رسمت قواعد إطار الدفاع المشروع عن كينونتها، في محاربةِ الطغاة بجيش دفاع قوامه عشرات الآلاف، شرعيّتُه في سيفِهِ المُحِق لتوطيد الأمان الإنساني في جبل لبنان لتتميم رسالة الخلاص البشري من صورة آدم الأول الساقط، لإكتساب و لبس آدم الثاني و الأخير يسوع المسيح وفقاً للمجمع الخلقيدوني،بحسب دعوة الله لأبينا مارون الإنطاكي.

ألف و أربعماية سنة و الموارنة يقاومون متشبثون بالأرض التي إفترشوها،بالمقابل مؤسسات شرقية عديدة سقطت،أما الحضارة المارونية فاستدامت مختومة بميرون المسيح حسب المشورات الإنجيلية.

هنا نحتَ الموارنة الصخر بمؤسسات حضارية، كما حفروا في طيّات تاريخ الشرق الأدنى ملاحم تشهد لها الطبيعة اللبنانية ببصماتهم المُغَمَّسة بزيت الإبتهاج على ضوء فَيَّاتِ الأرز الساكب أريج بخورهِ في مذابحِ بطاركة قنّوبين.

فكما أن البحر يلفظ القذارات من باطنهِ هكذا هي طبيعة الكيّانية المارونية تأبى الشواذ فتدحضه، لا بل تقاومه بشراسة،و هذا سرّ ديمومتها،فلا تتلقَ إيحاءات سوسيولوجية مستحدثة مخالفة للطبيعة و للعهد الوثيق ما بينها و بين عريسها السماوي الرب يسوع المسيح،

المارونية يا سادة أمّة كنسيّة إنطاكية(ملء الثقافة) و كل بائلٍ بحائط ماروني هو مقاوم بحسب دعوته و موهبته دفاعاً عن كرامة الجنس البشري،

و رفض مطلق للمنطوق الذميّ و مقاومة شرسة لمناهج أو وثائق تتنافى مع قُدسيّة بطاركتنا و أبائنا الأطهار،

ميزة المارونية التجدُد الدائم في بلوَّرة العقيدة بإسلوبٍ معاصرٍ للعصر على ضوء إختبارات رجالاتها في تاريخها المبارك و المجيد،

فالخوف و الإحباط و القنوط لا مكان لهُ في الوجدانِ الماروني اللبناني الأصيل،

فينطبق على رجالاتها قول الوحي المقدس:"وجُوهَهُم كالأسود و أرجلهم كأسهم النار"، فالمجد الإلهي سِرٌّ مُقدس و علامته الحسيّة أرز الرّب اللبناني المُطَرّز على بطرشيل أبائنا البطاركة من أُودعوا مجد لبنان،عروس البنيّان الإنسان الشرقي،

ربي يسوع المسيح أنت دعوّت أبينا مارون كدعوتك لإبراهيم و وعدته بشعب مبارك، أمّة مقدسة تخرج من صلب "بيت مارون"و أرسلت المؤسس يوحنا مارون، باني مداميك الشريعة الدستورية بألواحٍ لحميّة متطابقة مع قوة قيامتك من الموت،

ها نحن الموارنة نجدد ثقتنا بمن قاد أجدادنا في مسيرتهم نحو الملكوت الإلهي،

لك المجد إلى الأبد،آمين.

الخوري شارل كساب

جبل لبنان ٦ ١ ٢٠٢٤

0 comments
bottom of page