الفهم عطية من الله: قراءة آبائية في قول بولس لتيموثاوس
- مارونايت نيوز

- Sep 10
- 1 min read

مارونايت نيوز - يضع الرسول بولس أمام تيموثاوس قاعدة أساسية في الحياة الروحية: «افْهَمْ مَا أَقُولُ. فَلْيُعْطِكَ الرَّبُّ فَهْمًا فِي كُلِّ شَيْءٍ» (2 تيم 2: 7). ليست مجرد وصية عابرة، بل موقف يجمع بين مسؤولية العقل البشري وعمل النعمة الإلهية.
القديس يوحنا الذهبي الفم شدّد أن دور المعلم هو أن يزرع الكلمة، لكن الله وحده قادر أن ينير القلب. لذلك، على تيموثاوس أن يتأمل بما يسمع، منتظراً الإضاءة التي تأتي من فوق. أمّا القديس جيروم فاعتبر أن بولس جمع بين الاجتهاد الشخصي ونعمة الله، مؤكداً أن الإنسان مدعو للتفكير والعمل، لكن الإدراك العميق يبقى عطية مجانية من الرب.
القديس أغسطينوس رأى أن «الفهم في كل شيء» لا يعني الإحاطة بأسرار العالم، بل القدرة على تمييز إرادة الله وتطبيق الإنجيل في الحياة اليومية. فالفهم المسيحي عنده هو استنارة قلبية، تُعاش في الطاعة والتواضع أمام الله.
هكذا يتفق الآباء على أن الإيمان ليس مجرد ترداد كلمات أو تحليل منطقي، بل مسيرة فيها العقل ينفتح، والنعمة تكشف، والقلب يتجاوب. فالفهم الحقيقي هو عطية تجعل المؤمن يرى في كل حدث فرصة لعيش كلمة الله بعمق وحرية.













Comments