top of page

الله يعزك يا كويت



هِيَ كلمات على لسان كل مواطن لبناني شريف ومستقل، أُثْلِجَ قلبه عند سماع رسالة المواطن الكويتي للبنان ولشعبه المنهوب.

رسالتك، يا حبيب هذا الوطن، وشهادتك لذوق واخلاقية واحترافية شعبه بعكس سلوكيات قادته، ذكرتني بإيام ثورة ١٧ تشرين، يومها ونحن بقلب الحدث، والأرض تنبض بغضب الناس، تفاجأنا ببضعة مواطنين كويتيين، ممن كانوا بزيارة لبنان، وهم يمرون على خيمتنا تحديداً بسبب وجودها في وسط ساحة الشهداء، ليشدوا على ايدينا وليقولوا لنا: "لا تتوقفوا فقلوبنا في الكويت معكم وعيوننا مشخصة نحوكم ونحو رقي ثورتكم السلمية، التي اضحت امل التغيير ليس فقط لوطنكم إنما لكل الدول العربية، فأنتم في عقولنا وقلوبنا مثال للرقي والحضارة في كل شيء، فحتى ثورتكم التي اردتموها مرادفة للفرح والابتكار والريادة واللا عنف، تعكس مدى رهافة ثقافتكم وشوقكم للحياة والنظام والقانون والمحاسبة والشفافية".

صدقت يا طويل العمر حين وصفتهم بالطبقة المرعبة. فالدماء التي روت اساسات اهراءات القمح المشيدة بتبرع كويتي سنة ١٩٦٩ في مرفأ بيروت، وأرواح الضحايا التي عانقت طرقات عاصمتنا يوم ٤ آب ٢٠٢٠، هم دليل آخر فاقع على بجاحة منظومة لا تفقه الا بقتل شعبها وتهجيره وسرقة جنى عمره!

ساعاتهم تتكلم، قصورهم تتبجح، افراحهم تحتقر معاناتنا، وقاحتهم في الإعلام تختصر فكرهم الديكتاتوري، سياراتهم تستهزأ بأقصى معاني الترف، بذاتهم تحاكي الف ليلة وليلة، شبكة مصالحهم العنكبوتية المترابطة تلخص سجل فسادهم وفكرهم المافيوزي، سيطرتهم على المصارف وسرقتهم لإيداعاتنا وإيداعاتكم تؤرخ لتحالفهم مع الشيطان، شركاتهم المموهة والوهمية توسم فحشهم...

نعم، يا صديق لبنان، البلد "خربان" بسببهم. هم لا يشبعوا ابداً، إذ إنهم لم يكتفوا فقط بالعمالة والمتاجرة والفساد وسرقة الهبات والمساعدات وقتل الارواح، بل إمتدت أيديهم على بيوتنا فدمروها. وعلى املاكنا فصادروها، وعلى صحتنا فهشموها، وعلى اموالنا فنهبوها.

فرص العمل للبنانيين، أموال الاتوستراد العربي، صندوق التنمية الكويتية، والشحنات الطبية منذ عشرات السنين هي الشاهدة على مدى صدقكم في محبة بلدنا، وعلى صدقيتهم للنهوض بهذا البلد مقابل تضخم ثرواتهم!!!

نحن والله نعلم، يا غالي، عند كل محطة، مدى محبة الكويت وشعبها لوطن الارز وشعبه المبدع. نجاح مغتربينا في دياركم هو الشاهد على كبر تقديركم لإحترافيتنا. روعة ملاقات شبيبة الهلال الأحمر الكويتي من قبل اللبنانيين خلال النكبات هي رسالة محبتنا الدائمة لكم. رسائل مواطنيكم تجاه معاناتنا عند كل مفترق هي حافزنا لتقديركم... والى أن يأتي يوم نعود لنراكم جميعكم بيننا، شركاء الفرح والنجاح وإعمار لبنان، على يد نخبة مثقفة لا تمتهن الدجل والبطر والفساد نهجٌ فاقع لبناء الأوطان، نقول لكم الى اللقاء.

حفظ الله لبنان والكويت.

جورج يونس

1 comment
bottom of page