الهوية المارونية في الاغتراب: تحديات الشباب ودور مارونايت نيوز في صون الثقافة
- Alfred Baroud الفرد بارود
- Jun 2
- 2 min read

مارونايت نيوز - في زمنٍ تتقلّص فيه المسافات، لا تزال المسافة بين الجذور والانتماء تكبر في وجدان العديد من شبابنا الموارنة في الاغتراب. هؤلاء الشباب، وإن وُلدوا في بلادٍ بعيدة، يحملون في وجدانهم اسمًا كبيرًا اسمه "ماروني"، ولكن كثيرين منهم يجهلون معناه الحقيقي. وهنا تكمن التحديات.
إنّ التحدي الأكبر الذي يواجه جيلنا الجديد في الانتشار الماروني لا يتمثّل فقط في الحفاظ على اللغة أو الممارسات الدينية، بل في فهم عميق لمعنى أن يكون الإنسان مارونيًا في قلبه وعقله، لا فقط في نسبه. فنحن لسنا طائفةً منغلقة، بل شعبٌ له رسالة، وإيمانٌ متجذر في الحرية، وهويةٌ تتغذّى من تاريخٍ طويل من المقاومة والمعرفة والصلاة.
لكن هذا الإيمان، وهذه الحرية، وهذا التاريخ... قد تضمحلّ إن لم يجد الشباب من يروي لهم حكاياته، ويجعلهم شركاء في مسيرته. من هنا، ينبع دور "مارونايت نيوز": ليست مجرّد منصة إعلامية، بل جسرٌ بين الماضي والمستقبل، بين الجبل والاغتراب، بين الأب والابن، بين اللغة الأمّ واللغات التي نعيش بها اليوم.
في كلّ مقال، تسعى "مارونايت نيوز" إلى أن تزرع في نفوس القرّاء شعورًا بالفخر، وفضولًا للمعرفة، وشوقًا لاكتشاف الذات. ولأنّ الجيل الجديد قد لا يتقن دائمًا العربية، توفّر المنصة مقالاتها بلغاتٍ متعددة، لتصل الرسالة إلى كل شابٍ وشابة، أينما كانوا، بلغتهم، وبأسلوبهم، وبوسائلهم.
أما الأهل، فدورهم جوهريّ وأساسي. فهم الجسر الأول بين الجيلين، والمربّون الأوائل على الهوية. فحين يقرأ الأهل "مارونايت نيوز"، وحين يشاركون أبناءهم مضمونها، لا ينقلون لهم فقط معلومات، بل ينقلون لهم حبًّا وهويةً وتاريخًا، في قالبٍ حديثٍ وحيّ.
الهوية لا تُورَّث بورقة، بل تُبنى بتجربة ووعي. وما بين الغربة والانتماء، تقف "مارونايت نيوز" شاهدًا وفاعلًا، لا لتبكي على أطلال مارونيتنا، بل لتضيء شمعةً في قلب كلّ شاب، كي يعرف من هو، ومن أين أتى، وإلى أين يجب أن يمضي.
الفرد بارود
الصورة: sigmund-EgwhIBec0Ck-unsplash
Comments