top of page

بكركي وثقافة الحوار في مواجهة منطق الحرب




بكركي، هذا الاسم الذي يُشعر كل لبناني بالفخر والاعتزاز، لم يكن يومًا مجرد مكان، بل كان دائمًا موقفًا، رمزًا للحوار والسلام. منذ العام 1975، وبكركي تقف شامخة كحصن منيع يدافع عن لبنان وسيادته، وتسعى جاهدة لتكون صوتًا للعقل والحكمة في مواجهة الأزمات.

للأسف، يبدو أن مفهوم الحوار قد أصبح مشوهًا في نظر البعض، حيث يعتقدون أن الحوار يعني فقط التصديق على أجندتهم دون نقاش. وأي اختلاف في الرأي يُعتبر خيانة وطنية. هذا النهج يتجاهل حقيقة أن الحوار الحقيقي يتطلب الاستماع للآخر والتفاعل مع أفكاره.



في الفيديو الذي أثار جدلًا كبيرًا، شاهدنا الشيخ ينسحب من الحوار الذي دعا إليه غبطة البطريرك بشارة الراعي في جبيل، وذلك بعد أن ألقى كلمة تعبر عن رفض الحرب وتؤكد على أهمية الحوار. الشيخ، بمنطقه، حاول قلب الأمور لصالح الحرب، متجاهلاً الدمار الذي قد يلحق بلبنان نتيجة لذلك.

إن موقف الشيخ يعكس ثقافة الرأي الواحد وثقافة الاستقواء، وهي ثقافة لا تتفق مع روح الحوار والتعددية التي تدعو إليها بكركي. لقد تناسى أن المقاومة داخل لبنان ضد الاحتلالات مختلفة تمامًا عن الحروب التي تُخاض خارج حدود الوطن.

بكركي الأمس واليوم وغدًا ستبقى شعلة تنير درب لبنان نحو السلام والاستقرار. وستظل داعية للحوار البنّاء الذي يجمع ولا يفرق، والذي يعزز الوحدة الوطنية ويحافظ على سيادة البلاد.



bottom of page