top of page

لا تبكوا كالنساء على مُلكٍ لم تُدافعــوا عنه




أيُّها اللبنانيّون الشرفاء ، " لا تبكوا على مُلكٍ لم تُدافعوا عنهُ كالرجال " ، هذا القول يُنسبُ لعائشة أم الأمير المعروف بأبي عبدالله الصغير ، آخر ملوك الأندلس الذي أجهش بالبكاء بعدَ تسليم غرناطة للملك فرناندو ، لينتهي بذلك الحكم الإسلامي في الأندلس نهائيًا سنة 1492 ، فقالت له أمهُ تلك المقولة التاريخية .



أيُّها اللبنانيّون الشرفاء ، جمهوريتكم إنهارت كل مؤسساتها وأدعياء المحافظة عليها كُثُرْ ولكنهم لا يحملون ذرّة ضمير ، وأحلام شبابنا مذبوحة قرابين على مذابح التجيير للغرباء . الفشل في الجمهورية حاليًا "ضارب طنابو" ، خراب الجمهورية على أيدي من توالوا على السلطة هــو واحـد من أبرز الأمور التي ينبغي الإقرار بها ، والأدلّة لا تُحصى ، والتفريط بالجمهورية وسيادتها لا يُحّـدْ ، وهــو على ما  نراه تنوّع في منظومة سياسية فاشلة مرتهنة عميلة وفشل ثقافي قـلّ نظيره .

أيُّها اللبنانيّون الشرفاء، في الأدبيات السياسية التي تربينا عليها نعتبر أنّ الدول تنشأ والأوطان تُبنى والشعوب تختار ممثليها وفقًا للأطر الديمقراطية وعملاً بما ورد في مقدمة الدستور الفقرة - د -  "الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يُمارسها عبر المؤسسات الدستورية" إنّ ما يحصل في لبنان هو نقيض الدستور والقوانين وشرعة حقوق الإنسان ، وإنْ لم يتُّم تدارك الأخطار المحدقة بنا ، فلا الدول العربية ولا الدول الغربية ستهتم بنا وبمصير وطننا .



أيُّها اللبنانيّون الشرفاء ، واقعنا ميأوس منه وبصفتنا باحثين في الشؤون السياسية وناشطين في الشأن العام نغتنم هذه الفرصة في بداية العام 2024 لنحذر من إنهيار جميع مؤسسات الجمهورية ، وإنها ستشهد حالة تفكك شبه مطلق وسط إنقسام سياسي حاد تسبّب في عدم الإتفاق إلى اليوم على إسم رئيس للجمهورية يتشارك مع رئيس للحكومة في إعادة الجمهورية إلى مكانتها المرموقة بين الأمم .

أيُّها اللبنانيّون الشرفاء ، إعلموا جيِّدًا أنه لم تعُـد الجمهورية قادرة حتى على تحصيل ضرائبها وسط إضراب موظفي القطاع العام وهذا الأمر يشُّلْ عمل العديد من المؤسسات ، إضافة إلى ملفات فساد وإتهامات بالتسييس والتشّفي بين المكوّنات السياسية ، وفي ظل هذا الواقع بتنا جميعًا عاجـزين عن القيام بأبسط المعاملات كتسجيل سيارة أو عقار، أو الحصول على حقوقنا المشروعة من مصارف الجمهورية  ...

أيُّها اللبنانيّون الشرفاء ، مبررات التشاؤم بخصوص الأوضاع السياسية – الأمنية – الإقتصادية – المالية – الإجتماعية باتت ظاهرة وهذا يعني أنّ الجمهورية قد تنهار قريبًا ، وهذا الوضع القائم بقدر ما يحمل في طيّاته من مخاطر جمّة ، بقدر ما فيه من فرص لإعادة البناء على أُسُسْ سليمة .



أيُّها اللبنانيّون الشرفاء ، لا مجـد لشعب في دولة منهارة ، ولا مجــد لأي لبناني إلاّ في جمهورية قوّية ، الجمهورية المنهارة تقتل فرص الحياة ، فما بالكم بفرص المجــد ، حافظـــوا على الجمهورية وإمنحــوها أفعالكم العظيمة يمنحكُمْ المجــد العزّة والكرامة أينما تكونون وإلاّ سيصّح ما قالته السيّدة عائشة في ذاك الزمان .          

   بسام ن ضو

0 comments
bottom of page