"لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد" (لوقا 12: 4-5)
- مارونايت نيوز
- Sep 29
- 2 min read


4 وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ يَا أَحِبَّائِي: لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ، وَبَعْدَ ذلِكَ لَيْسَ لَهُمْ مَا يَفْعَلُونَ أَكْثَرَ. 5 بَلْ أُرِيكُمْ مِمَّنْ تَخَافُونَ: خَافُوا مِنَ الَّذِي بَعْدَمَا يَقْتُلُ، لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يُلْقِيَ فِي جَهَنَّمَ. نَعَمْ، أَقُولُ لَكُمْ: مِنْ هذَا خَافُوا!
مارونايت نيوز - حين قال الرب يسوع لتلاميذه: «لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر، بل أريكم ممن تخافون: خافوا من الذي بعدما يقتل، له سلطان أن يلقي في جهنم. نعم، أقول لكم: من هذا خافوا!»، فتح بابًا لتفسير عميق عند الآباء.
القديس كيرلس الكبير علّق مباشرة على نص لوقا، معتبرًا أنّ المسيح شجّع تلاميذه أمام الاضطهاد: «الموت الجسدي لا ينهي الحياة الحقيقية، بل ينقل النفس إلى عدم الموت. أما الله، فهو الديّان الذي بيده السلطان أن يرسل إلى الجحيم» (Commentarius in Lucam، PG 72, col. 693-696).
أمّا القديس يوحنا الذهبي الفم، فشرح النص الموازي في متى 10:28، قائلاً: «الذين يقتلون الجسد لا يملكون شيئًا بعد ذلك، أما الله فله السلطان على النفس والجسد معًا. لذلك الخوف من الله هو حرية، والخوف من البشر هو عبودية» (Homilia in Matthaeum، عظة 4، PG 57, col. 59-60).
القديس أغسطينوس شدّد في عظاته على أنّ «موت الجسد لا يفصل الإنسان عن الله، أما موت النفس بالخطيئة فهو الهلاك الأبدي. فخير للإنسان أن يفقد حياته الزمنية من أن يفقد الحياة الأبدية» (Enarrationes in Psalmos 34:13، PL 36, col. 325-326؛ De Civitate Dei XIII, 3، PL 41, col. 375).
القديس باسيليوس الكبير رأى أن الخوف من الله «ليس خوف العبيد من العقاب، بل خوف البنين الذين يكرّمون أباهم. من يتّقي الله لا يخشى الموت، لأن الجسد قد يُقتل، لكن النفس محفوظة في الحياة الأبدية» (Homiliae in Psalmos، على مز 33:11، PG 29, col. 349-352).
القديس أوريجانوس، في شرحه لمتى الموازي، اعتبر أن «الجسد وإن قُتل يُعاد بناؤه في القيامة، أما النفس إذا هلكت بالخطيئة تبقى في عذاب أبدي. لذلك الخوف الحقيقي هو أن نُدان من الله، لا أن نُظلم من البشر» (Commentarium in Matthaeum X، PG 13, col. 892-894).
وأخيرًا، أشار المؤرخ أوسابيوس القيصري إلى شجاعة الشهداء الذين جسّدوا هذا التعليم: «دخلوا إلى الاستشهاد بوجوه مضيئة، لأنهم أدركوا أن القاتل لا يملك على النفس شيئًا، بل الله وحده يقرر المصير الأبدي» (Historia Ecclesiastica V, 1، PG 20, col. 419-421).
Comments