top of page

نشاط البطريرك الراعي الخميس 23 تشرين الثاني 2023



إستقبل غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الخميس 23 تشرين الثاني 2023، في الصرح البطريركي في بكركي، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب على رأس وفد ضم المفتي الشيخ حسن عبد الله، الشيخ الدكتور محمد حجازي، المستشار الدكتور غازي قانصوه والمستشار الاعلامي واصف عواضة، بحضور اعضاء منتدى التفكير الوطني وكان تشديد على اهمية تعزيز مفهوم العيش المشترك في لبنان واحترام التعددية فيه لما فيه خير اللبنانيين جميعا. استهل اللقاء بكلمة لأمين عام المنتدى جورج عرب جاء فيها:" لقد قامت الهيئة الإدارية لمنتدى التفكير الوطني، قبل شهرين تقريباً، بزيارة سماحة العلّامة الشيخ علي الخطيب. وكان تعارف وحوار في الهمّ الوطني الأول: همّ التضامن والتعاون والتكامل في سبيل تعميم المشترك من قيمنا الدينية والانسانية والوطنية مواجهةً لاستباحة متمادية لها ولموروثنا الثقافي المشترك. إنّه همّ المحافظة على كرامة كل لبناني، وهمّ حماية عائلاتنا الصغرى والكبرى، همّ حماية شبيبتنا، وهمّ الرسوخ في أرض لبنان، همّ العيش معاً بعدالة ومساواة، وهمّ الوحدة الوطنية ضامنة خيرنا المشترك ومستقبلنا المشترك الواحد. وسمعنا من سماحة الشيخ الخطيب خطاباً رؤيوياً وطنياً صادقاً يقارب هذه الهموم بروح الانفتاح وقبول الآخر المختلف ومحبته. وفيما كان الشيخ الخطيب يتحدث ناهلاً من معين قرآنه الكريم، ناثراً أنواراً سماوية تهدي المؤمنين بالكلمة، وتقودهم على طريق الحق والحقيقة، كنت أنا أستعيد كلمة السيد المسيح في الانجيل المقدس " ان تثبتوا أنتم في كلمتي تكونوا حقاً تلاميذي، وتعرفوا الحق والحقُ يحرركم ". وكان أيضاً أن تداولنا في إحياء محطة الجنوب في سياق محطات المنتدى المناطقية، فرحب الشيخ الخطيب مؤكداً " قلوبنا وبيوتنا ومراكزنا مفتوحة لكل لقاء وتواصل يمتّن الجسور ويهدم الجدران". وأفصح عن رغبة لديه بأن يحيي المنتدى لقاء في بيئة مسيحية يشارك هو فيه ، لأن لديه، كما قال، خطاباً " أريد أن أطلقه في تلك البيئة" . وتابع عرب:" لقد تعثر اللقاء بسبب ما استجد في فلسطين المحتلة. إلى ان كان يوم أمس حين تلقينا اتصالاً حول رغبة الشيخ الخطيب في زيارة بكركي ولقاء أبينا البطريرك الكردينال الراعي .لقد اختصرتم يا سماحة العلّامة كل البيئة المسيحية، التي رغبتم في إطلاق خطابكم منها، حين شئتم زيارة رأس هذه البيئة وأبيها، غبطة البطريرك. لقد جئتم الى النبع الذي نستقي منه القيم الكبرى للقاء الانساني الكبير، نستقي منه الحصانة الكبرى للبنان الكبير، نستقي منه الاحتضان الكبير الشامل للبنانيين، نستقي منه الضمانة الكبرى لعيشنا معاً وللبنان الرسالة، نستقي منه الالتزام الكامل بمشروع دولة القانون والمؤسسات والعدالة والمساواة، وبسيادة لبنان وبحقوقه في ثرواته الطبيعية وسواها، نستقي منه الأمانة لدور المسيحيين في النهضة العربية، ولتحصيلهم مع المسلمين تجربة حضارية فريدة تقوم على المعيّة في هذا الشرق، وعلى حماية تراث مشرقي مشترك مطبوع بقيم المسيحية والاسلام معاً . لقد جئتم يا سماحة العلّامة الى رأس البيئة المسيحية، المؤتمن على شهادة المسيحيين لقيمهم، بحياتهم المعيوشة، في مجتمع ليس كله مسيحياً." واضاف عرب:" ان المدخل للمحافظة على مفهوم المعيّة الحضاري يكون باشاعة الثقة المتبادلة الملازمة لكل لقاء وحوار . وهذه تبنى باكتشاف الآخر وبمعرفته وبمصارحته وبتفهم هواجسه ومخاوفه وبمحبته. ان العلاقات المسيحية الاسلامية، بالرغم من العثرات، عرفت عناصر ايجابية مثمرة أسست لحضارة اللقاء الانساني الاسلامي المسيحي، اي المعيّة، ولبنان النموذج الأمثل لها. والعثرات هي سياسية بابعاد داخلية واقليمية ودولية، ولا علاقة لها بالدين كون المسيحية والاسلامية يلتقيان على الجوهر الديني لجهتي العقيدة والأخلاق. إن مسؤولية اللبنانيين تقتضي قيامهم بحوار علمي صادق يولّد التجديد في التفاهمات التاريخية التي قامت بينهم. وهذا التجديد هو تجديد لدورين جوهريين واحد للمسيحيين وآخر للمسلمين. أما دور المسيحيين فهو أن يكونوا رسل السلام الدائم، رسل الاسلام تجاه الغرب، اسلام الانفتاح والتلاقي والقيم السمحاء البعيدة عن كل تطرف وأصولية، إسلام الشراكة الانسانية الحضارية مع المسيحية. ودور المسلمين التمسّك بالوجود المسيحي وبالحضور وبالدور، بعيداً عن منطق العدد والتذويب وصولاً الى أحادية الأرض والأنظمة والتراث. ولكم نسترجع اليوم، بفرح وأمل، مقاربة الإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين لمفهوم المعيّة الوطنية والعيش المشترك خارج مفاهيم التبعيّة والعدد." وختم عرب:" بهذه الروحية ننظر الى لقاء اليوم، نجتمع حول علمين مشرقيين من اعلام الحوار والتلاقي والوحدة، غبطة ابينا البطريرك الكردينال الراعي وسماحة العلّامة الشيخ الخطيب، نصغي الى كلماتهم، نستهدي بها الدرب القويم، درب الحق والحقيقة، درب كلمة المسيحية والاسلام المشتركة، في القرآن الكريم " الحق من ربك فلا تكونن من الممترين" ، وفي الانجيل المقدس " تعرفوا الحق والحقُ يحرركم " .

والقى الشيخ علي الخطيب كلمة وصف فيها اللقاء بانه "اكثر من ضروري في هذه الظروف الصعبة التي تمر على لبنان وما يحصل في فلسطين المحتلة وانعكاساته على وطننا لبنان"، مشددا على "ضرورة الوحدة الوطنية لانها هي الاساس وهي التي تحافظ على الوطن وسيادته." ورأى الخطيب أنه "من الضروري ان يكون اللبنانيون في موقف واحد امام العالم ويجب الا تنعكس الانقسامات السياسية على الوحدة الوطنية"، مشيرا الى اننا "كمرجعيات روحية لسنا حياديين على ما يجري من اعتداءات على سيادة لبنان، لذلك على اللبنانيين ان يكونوا شعبا واحدا وان يكون لهم موقف واحد وان نضع الخلافات السياسية جانبا وان يكون لهم موقف واحد وان نضع الخلافات السياسية جانبا وان نؤجل الخلافات السياسية وألا ينعكس ذلك على المواطنين". وشدد الخطيب على" ان الشعب يجب ان يكون له موقف واحد وموحد"، وقال:" نحن حرصاء على وحدة اللبنانيين وان يبقى لبنان وطنًا واحدًا لجميع ابنائه وان نقف جميعا في وجه الاخطار في موقف يحفظ سيادة وكرامة لبنان وشعبه".

من جهته رحب البطريرك الراعي بالوفد معتبرا أن "الحرب على غزة تجعلنا ندرك ان الهدف هو اطفاء القضية الفلسطينية واطفاء مطالبة الفلسطينيين بحقوقهم في دولة خاصة بهم وهذا ما ندافع عنه دائما، ولكن هذه القضية لا تموت، لأن الحق والخير يعلوان فوق كل شيئ،" وقال غبطته:" نحن امام ماساة كبيرة من تاريخ البشرية ونصلي الى الله لكي يضع حدا لهذه الحرب. لبنان في حزن على مايجري ولا سيما مع سقوط الصحافيين الذين يقومون بواجبهم، الى جانب الشهداء الذين يسقطون على ارض الجنوب. زيارتكم عزيزة على قلبنا لاننا نتشارك فيها همومنا تجاه ما يجري على ارض غزة وهذه الحرب علمتنا ان العالم لا تعنيه حياة الإنسان. لقد فقدت البشرية كل كرامتها وانسانيتها وهذا ضد تعاليمنا السماوية. كل شخص يسقط انما هو مخلوق على صورة الله في تعاليمنا وان الله وحده هو سيد الحياة والموت. الإنسان فقد قيمته في هذا العصر. ونصلي معكم ليضع الله حدا لهذا الشر الجاري." وقدم البطريرك الراعي التعازي بالشهداء الذين سقطوا وآخرهم "المجموعة ومن بينها نجل عزيزنا النائب محمد رعد، معكم نقدم له التعازي، ونحن سنتصل بالنائب رعد لتعزيته بنجله ولتكن دماء الشهداء من اجل لبنان حفاظا على البلد ليظل ارض التلاقي والوحدة والعيش المشترك بكل ما للوطن من قيم." وطالب البطريرك الراعي بضرورة "عقد قمة روحية في أسرع وقت لنوحد موقفنا الذي يعطي ثقة لشعبنا الفاقد ثقته بالجميع. وصورة هذا اللقاء ضروري لاراحة الشعب اللبناني ولاتخاذ موقف واحد وكلمة واحدة لم نختلف يوما عليها وعلى قولها في كل تاريخ القمم." وختم غبطته": الجميع خاسرون في الحرب، الجميع خاسر، وهي لم تحل يوما اي مسألة وإله السلام يريد السلام لكي يعيش الناس بفرح وسعادة وطمأنينة وأمان". ورد الشيخ الخطيب على كلام الراعي في موضوع القمة الروحية قائلا:" الشهداء هم شهداء لبنان وهذه القمة جيدة وسيكون لي لقاءات مع مختلف المرجعيات الروحية للتوصل الى تعيين موعد لها قريبا ومن الآن ادعو غبطتكم لإستضافة هذه القمة في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى."

بعد اللقاء تحدث العلامة علي الخطيب امام الوسائل الإعلامية وقال:" لقد كان لقاء مثمرا وضروريا لا سيما في هذه الأيام التي تمر بها المنطقة بأوضاع خطيرة جدا. وما يحصل في فلسطين وغزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، له تداعيات على البلد. نحن نتمنى ان تتحول الهدنة التي بلغنا انها ستكون الى وقف للعدوان ولابادة الشعب الفلسطيني وللمجازر التي ترتكب بحق الأطفال والنساء وكل مظاهر الحياة في غزة." وتابع الخطيب:" لقد كان من الضروري اللقاء اليوم حيث العدو الإسرائيلي ما زال ممتنعا عن الرجوع عن الأراضي اللبنانية المرسمة وفق اتفاق الهدنة ونحن لا نحتاج الى ترسيم جديد بل الى خروج العدو من ارضنا وان يلتزم بالقرار 1701 واليوم سقط الكثير من الشهداء ونحن نطالب بوقف الإعتداءات على جنوب لبنان وان تقوم الأمم المتحدة بتطبيق بنود هذا الإتفاق والتي من جملتها الأنسحاب من مزارع شبعا. لقد بحثنا مع غبطته في موضوع انتظام المؤسسات الدستورية في هذا الظرف وندعو الى انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت لأنه رأس الدولة، واقامة حكومة اصيلة نسبة للوضع الخطير في الجنوب الذي ان توسع مع موضوع النازحين سيشكل تداعيات كبيرة. على المعنيين التواصل مع بعضهم بما يؤدي الى وحدة لبنان. على السياسيين الا يعكسوا مصالحهم الخاصة وخصوماتهم السياسية على جمهور الناس. الظرف استثنائي ويجب العمل بما يتناغم معه." واضاف الخطيب:" نحن بعد التشاور مع قياداتنا في ما يتعلق بالقمة الروحية سألنا غبطته استضافته في مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في الحازمية حيث ستعقد قريبا." وفي رده على سؤال عن موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون اجاب الخطيب:" الجيش هو رمز من رموز وحدة الوطن ولا يجوز ان تكون هذه المؤسسة في موقع تجاذب بين السياسيين. كل ما يجري ينعكس سلبا على هذه المؤسسة وينبغي الخروج من المصالح الخاصة والإتفاق على هذا الموضوع واخراج اللبنانيين من مشكلة جديدة. نحن مع الحل الذي يبقي على هذه المؤسسة متماسكة ويدفع الأخطار عن لبنان. انا لست قانوني ولكننا نحث السياسيين والمسؤولين على الوصول الى حل سريع في هذا المجال." وختم الخطيب:" نحن مؤسسات روحية ولسنا قيادات لمؤسسات رسمية سياسية مسؤولة عن هذا الموضوع. هناك مجلس وزراء ومجلس نيابي وهما معنيان بالحل وليس نحن. يجب الإسراع في الوصول الى حلول لكل المسائل ويجب ان نتخلص من مصالحنا الشخصية ونقدم المصلحة الوطنية على المصالح الخاصة." ومن زوار الصرح البطريركي الدكتور وليد خوري، كما القنصل رومانوس رعد على رأس وفد من منظمة حقوق الإنسان في لبنان.

0 comments
bottom of page