top of page

يومها...



حجم الدمار والوجع والدم والدموع التي ذرفت، يعادلوا نزيف شعبي خلال ٤٥ سنة.

يومها، لم نبكي وحدنا، إنما بكى العالم كله معنا وبقيَ، رغم ذلك، متفرجاً علينا فيما نحن نموت.

يومها، هدرت بجاحة منظومة الاجرام فينا، وَلَوَنَ دَمُ محبي بيروت بَرُها وبحرها بالأحمر الداكن تماماً مثلما لَوَنَ دم ادونيس نهر بيبلوس يوم مقتله، فَجَفَ الدمعُ من عيون اللبنانيين في العالم، وخنقت الغصة الحناجر.

يومها، أيقنا ان لا سقف للظلم في وطننا.

يومها، ادركنا كم هيَ رخيصة ارواحنا وجنى عمرنا في حساباتهم.

يومها، هُشِمَ العهر قضاؤنا، على أعين العالم الحر.

يومها، سكب إجرام سفاحي هذا الوطن بطشه علينا فَخُطِفَ الفرح من عيون شبابنا.

يومها... هُمْ، وبكامل إدراكهم وإهمالهم، قتلوا باقي احلامنا، فَفَجروا بيروت ونحروا اهلنا وأحبابنا وفلذات اكبادنا، فتدفقت دماؤنا انهاراً على دروب عاصمة عمرها اكثر من ٦٠٠٠ سنة حضارة.

جورج يونس

0 comments
bottom of page