top of page

أيها الموارنة تمّـردوا على الأمــر الواقـــع

ree

مارونايت نيوز - لبنان - أيُّها الموارنة، القادة عندنا، للأسف، مثل بقع الزيت على ثوبٍ أبيض. مُخادِعُون، مغتابون، لهم ألسنة شنيعة، وجوههم بشعة، وأياديهم سوداء. على طول امتداد فترات المسؤولية، يُسبِّبون لنا المشاكل والصعاب، والمُضحك والساخــر أنهم يُندِّدون بالوقائع التي هي نِتاج أفعالهم، ويُشيّعون التضليل بين الموارنة المقيمين والمنتشرين، ويدّعـون العفّة في السياسة… يُنصِّبون أنفسهم "زعماء" على الطائفة، يترصّدون الشرور، ويجالسون الشّرْ، وإذا التقينا بهم في مجلسٍ ما، يتسابقون إلى أفعال التضليل والمحبّة القاتلة. هم هناك، في جُهنّم السياسة، وربما يلازمونها من أجلِ القضاء على ما تبقّى من الكيان الماروني.

أيُّها الموارنة، دخلوا إلى مراكز القرار والمجالس والبلدات، نعم، إلى كل بيت، أو حتى إلى كل قضاء، سواء أكان بِكرًا أو مختلطًا، بألسنة نارية شيطانية، وأيادٍ سوداء، وعقول خطيرة، وعيون جاحظة نحو الشر… دخلوا إلى مخادعنا، وأمعنوا في الفساد السياسي والخُلُقي والوطني والاستراتيجي، بقصد تعريتنا من كل حضور. مسؤولون غصبًا عنّا، بثياب السطو والعار، تهوى رؤية شعبها ذليلاً، ضعيفًا، مُشتّتًا. زعماء يلبسون ثوب العار، ثوب العمالة، ثوب التذلُّف، كاشفين عن غدرهم وعمالتهم وكيّديتهم، يستبدلون الكرامات بثوب الحقد الأسود اللمّاع.

أيُّها الموارنة، يخترعون منظومات سياسية رخيصة، مُصطنعة، مشغولة على وقائع الذل، بثوب المحافظة على وجودنا، ولكن المضمون هو إفراغ وطننا من حضورنا المُشرّف الحُـر. وإلاّ، كيف نُفسِّر ما نحن عليه من واقع مرير؟ العمالة والإرتهان عندهم سواء بسواء، فلا الكرامة تعطلهم، ولا الوطنية، ولا المارونية تمنعهم عمّا يُريدون فعله من سوء. أتعبوا شعبهم الماروني، ولم يتعبوا من الكذب والرياء والتضليل. لا يشبعون من هدر قدراتنا ومراكزنا في الجمهورية (جمهورية 1920). أفعالهم الشنيعة، قطرها متحرِّك نحو الشر، وشعاعها يتجاوز الكرامات والحضور الحُـر، ليكون السبب في اضمحلال الوجود الحضاري الحر في لبنان الـ10452 كلم².

ree

أيُّها الموارنة، هؤلاء القادة (زمنيون وبعض الروحيين) دأبهم اللف والدوران، يسلبون حقوقنا من أجل بقائهم في مراكزهم. ليسوا صادقين، لا على المنابر، ولا في المجالس، ولا في دور العبادة. يكذبون ليل نهار، يجعلون من الحبّة قبّة، يضحكون ويسخرون منّا، يوّدعون الحق ويستقبلون الباطل، ويدّعـون العفّة. لكنهم ليسوا واحدًا، بل مجموعات منسجمة ومتوافقة على جلدنا، وخسارتنا مواقعنا في الدولة، وحضورنا المميز في العالم. لا شموع لديهم لإنارة طريقنا، بل عقول سوداء تُربكُ أفكارنا وتُبدِّدُ الشمل، قلوب سوداء كأثوابهم السود. تقليديّون، يمشون بوحي الشر، وإنْ استمرّوا على هذا المنوال، ستُصبح أرضنا ومارونيتنا بدون جذور.

ree

أيُّها الموارنة، "زعماء، أقطاب" على ما أسماهم أحدهم، سطحيّون، أجروديّ الفكر، لا يُخصبّون الزمان والمكان. سخفاء، عصبيّون، مهزوزون، مبتورو الفكر، عُميان، أقزام، فالتو الحركة… يُسلّطون خلافاتهم على المسرح السياسي اللبناني، ويزيدونها خبثًا وخطورة وحقدًا: "هذا وطني، وهذا عميل، وهذا غير موالٍ لنا!" زعماء باطـل، أصحاب عقول جاهلة، وتقهقُر حاقــد. ضلّلـوا الناس، وغيّروا أفكارهم، ولم يُغيِّروا أسلوبهم السافل. أوسمة ركّبوها تركيبًا على صدور العملاء والمنتفعين. تصرفاتهم أعتَتْ حضورنا، أفسدتْ واقعنا، زيّفتْ حقائقنا. أقاموا عدلاً مزيفًا، وتشاطروا في قول الحقيقة، فإذا بهم حقيقة مغتصبة مُهانة. فكان العدل ظُلمًا، والظلم عدلاً. شرّعوا (علمانيين ورجال دين) ما شاء لهم أن يُشرّعوا، وقسّموا الموارنة طبيعةً وثقافةً فيما بينهم، متظاهرين أنهم مختلفون شكلاً وجوهرًا.

ree

أيُّها الموارنة، منظومتهم السياسية مرآة جرباء، آفة سياسية خنقت الحضور الماروني الفاعل في لبنان وعالم الانتشار. عملوا على مصادرة العقول المارونية الحرّة، منهم من أبعدوهم عن مراكز القرار تحت حجج واهية، ومنهم من حجبوا عنهم أي مركز: "هيدا بيشارع وبيوقف بوجّنا…" المصادرة هي فعليًا للإخضاع والإذلال. جوّعونا، ساهموا في سرقة جنى أعمارنا.

يستقبلون السارقين في مراكزهم، عرفوا كيف يستغلّون جوعنا، حيث الرغيف سيف قاطع. ونسأل هؤلاء السادة المُسمّين "زعماء": هل رغيف الخبز الذي أطعم الجياع في ذاك الزمن، هو اليوم للإذلال والإخضاع؟! لا جواب، ولا نريد جوابًا، لأننا نعلم علم اليقين أن الإجابة هي الكذب والافتراء من الوجوه الصفراء التي تحكمنا دينيًا ودنيويًا.

أيُّها الموارنة، تمرّدوا على الأمر الواقع، في زمن تساوى فيه العميل والسارق الذي جوّعنا وسرقنا وهجّرنا وأفقدنا حضورنا. نحن في زمن رسب فيه "زعماء الأمر الواقع" في امتحان الأخلاق والوطنية. مسؤولون رقصوا على قبورنا. ظنّ هؤلاء أن حضورهم واستمراريتهم في "محافل الكذب والرياء، والتصدّق، والعمالة، وبيوت الدعارة السياسية" تعني أن مسيرتهم مستمرة. خلدوا إلى النوم، ولكن أحلامهم ستُصبح كوابيس. نعم، كوابيس، لأنها ستكون بمثابة أكفانهم في مجاور القبور.

أيُّها الموارنة، كفانا ساسة أمر واقع، ذئاب كاسرة يُفتّشون عن فرائس في كل مكان من أقضيتنا. ليت هؤلاء أشباه الرجال يتوقفون عن التلاعب بمصيرنا. ولكي يتوقفوا، علينا أن نتمرد عليهم ونُخضعهم. من لديه القدرة، فليُبادر، واضعًا كل إمكاناته معنا للتمرّد.

د. بسام ضو

الصورة: jon-tyson-L-VCcrREaT8-unsplash


Comentarios

Obtuvo 0 de 5 estrellas.
Aún no hay calificaciones

Agrega una calificación
bottom of page