top of page

الاعتراف بالمسيح أمام الناس: وعد السماء وميزان الدينونة

ree
ree
«وَأَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَنِ اعْتَرَفَ بِي قُدَّامَ النَّاسِ، يَعْتَرِفُ بِهِ ابْنُ الإِنْسَانِ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ. وَمَنْ أَنْكَرَنِي قُدَّامَ النَّاسِ، يُنْكَرُ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ» (لوقا 12: 8-9).

العهد القديم

  • «إِنِّي أُكْرِمُ الَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي، وَالَّذِينَ يَحْتَقِرُونَنِي يُصْغَرُونَ» (1 صموئيل 2: 30).

  • «أَتَكَلَّمُ بِشَهَادَاتِكَ قُدَّامَ مُلُوكٍ وَلاَ أَخْزَى» (مزمور 119: 46).

  • «فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ» (أمثال 3: 6).


تفسير الآباء

كيرلس الإسكندري (Cyril of Alexandria): يشرح أنّ الاعتراف العلني بالمسيح هو ثمرة الإيمان الحي، وأن المسيح يعد بأن يجازي المؤمنين باعترافه بهم أمام الملائكة. فالاعتراف هنا ليس مجرد كلمة، بل إعلان ثابت عن العلاقة الشخصية بالمسيح مهما كانت الظروف.المرجع: Cyril of Alexandria, Commentary on Luke.

أغسطينوس (Augustine): يؤكد أنّ من يخجل من المسيح في هذا العالم، يخجل منه المسيح في يوم الدينونة. ويقول إن الاعتراف ليس لفظياً فقط بل هو ثبات في الإيمان وسط التجارب، لأن من يتراجع تحت الضغط يُعتبر كمن أنكر.المرجع: Augustine, Sermons on the New Testament.

يوحنا الذهبي الفم (John Chrysostom): يرى أنّ الاعتراف بالمسيح لا ينحصر في الكلمات بل يشمل الأفعال. فالذي يعيش حياة بعيدة عن الإنجيل، حتى لو أعلن إيمانه بلسانه، يكون عملياً قد أنكر المسيح. لذلك يشدد على مطابقة السلوك مع الاعتراف.المرجع: John Chrysostom, Homilies on Matthew (مقارنة مع لوقا).

باسيليوس الكبير (Basil the Great): يربط الاعتراف بجهاد يومي قد يصل إلى الاستشهاد. فيقول إن الشهادة للمسيح قد تجلب اضطهادات وآلام، لكنها السبيل للمجد الأبدي، حيث المسيح يعترف بالمؤمنين أمام الملائكة.المرجع: Basil the Great, Letters.

إيريناوس (Irenaeus): يعتبر أنّ الشهادة للمسيح أمام العالم امتداد لشهادة الرسل. فالكنيسة مدعوة أن تكون صوت المسيح العلني، وكل مؤمن هو مدعو أن يعترف بالرب أمام الناس بلسانه وأعماله معاً.المرجع: Irenaeus, Against Heresies.


التفسير الإِصْلاحيّ

جون كالفن (John Calvin): يعلّق بأنّ المسيح هنا يربط بين الاعتراف العلني به وبين نوال الحياة الأبدية. فالخجل من إعلان الإيمان هو شكل من أشكال الإنكار، ولا يقتصر الأمر على أزمنة الاضطهاد بل يمتد إلى الحياة اليومية. فكل من يعيش الإنجيل عملياً يثبت اعترافه بالمسيح، بينما من ينكره في العلن أو في السلوك ينكر نفسه عن ملكوت الله.المرجع: John Calvin, Commentary on Luke.

الخلاصة الروحية

النص دعوة للشجاعة الروحية: الاعتراف العلني إشارة إلى الولاء والإيمان، والإنكار حرمان من الشركة السماوية. أمام الناس علينا أن نعلن إيماننا بالقول والعمل، وأمام الملائكة يعترف بنا المسيح في يوم المجد.

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page