top of page

السياسة الحكيمة التي تستند إلى القوانين مطلب عربي دولي شعبي

ree

مارونايت نيوز - إنّ العلم السياسي يعتبر أنّ أُسُس السياسة الحكيمة في أيّ مجتمع يحترم خصوصياته تفرض إدارة الشؤون السياسية العامة بنوع من الحكمة والعقلانية وصدق الرؤية والنزاهة. ويفترض هذا العلم أيضًا الأخذ بعين الاعتبار مصالح الدولة بكل أجهزتها الرسمية، سواء أكانت مدنية أو عسكرية، ومصالح الأفراد المقيمين والمهاجرين، كما السعي الدؤوب لتحقيق الصالح العام.

من حيث المنطق الدستوري – القانوني، يُفترض بهذه السياسة الحكيمة تشريع القوانين وتطبيق المواثيق والأعراف الدولية الضامنة للعدالة والمساواة، ومن دون أدنى شك، إلزامية توفير الخدمات الأساسيّة للمواطنين المقيمين وللمغتربين، وتعزيز التنمية بكل اختصاصاتها: الاجتماعية، التربوية، الاقتصادية، الاستشفائية. كما يوصي علم السياسة بتطبيق سياسة شفّافة ومساءلة قضائية لا تستثني أحدًا.

مفهوم الحكمة السياسية لا ينبع من التسلّط على رقاب الشعب، ولا من بيع المواقف، ولا من التقوقع والالتزامات الخطيرة التي تودي بمستقبل الدولة ومؤسساتها وشعبها. المسؤولية، وفق وجهة نظرنا ومن خلال ممارستنا للشأن العام المستندة إلى دراسات موضوعية وثقناها كمركز أبحاث PEAC، تتطلّب الحكمة السياسية في تسيير شؤون الحكم، وخاصة في أوقات الأزمات التي تعصف بالدولة.

إننا، مرحليًا، في الجمهورية اللبنانية، أحوج إلى مسؤولين أصحاب ضمير حيّ، يترجمون الكلام إلى أفعال، وفقًا للآلية الدستورية وممارسة سياسة شفّافة، موضوعية، علمية، لا تتصادم مع متطلبات الغرباء والعملاء والمستفيدين.

أعددنا دراسة سياسية متشعّبة في مركزنا البحثي، تميّزت بالعقلانية والحكمة في كافة بنودها، وفي المواقف التي من الواجب، لا بل من المُلزِم اتخاذها في هذا الظرف المصيري. إننا نُشدّد على النهج السياسي العقلاني في مقاربة المواضيع المطروحة، منها: السيادة التامة والناجزة، السلاح غير الشرعي الذي يتناقض مع قانون الدفاع الوطني ووثيقة الوفاق الوطني، الإصلاحات البنيوية المطلوبة محليًا، عربيًا، دوليًا.

دراساتنا تنسجم مع متطلبات الوضع المحلي – الإقليمي – الدولي المستجد، وتنسجم مع ما تنصّ عليه القرارات الدولية والأنظمة الإقليمية العربية والأنظمة الدولية، كون الجمهورية اللبنانية عضوًا في جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة، وفي وضع آلية سياسية موضوعية دستورية قانونية في تعاطيها السياسي الدبلوماسي مع المواضيع المطروحة على جدول البحث في الجمهورية اللبنانية، سواء أكان في الداخل اللبناني أو على مستوى الدول الفاعلة على المسرح السياسي الدولي، ولا سيّما الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن.

إننا، المركز الدولي للأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية PEAC، ومن خلال تواصلنا مع الأنظمة العربية والنظام العالمي وكل مهتمّ بالأزمة اللبنانية، سبّاقون في تطبيق النظم والقوانين المرعية الإجراء في مجال بحثنا الأكاديمي – التنظيمي. ولم نقبل الانسياق نحو اللامنطق، ونجد هذا المثال في طريقة مقاربتنا للمواضيع المطروحة، والتي لا نقبل بتجزئتها أو بتحويرها أو بما يُعرف بـ "تدوير الزوايا".

إنّ مركزنا البحثي لا ولن يُحيد عن انتهاج سياسة الحكمة، والتعقّل، والتأني في تقييم الأحداث والتحقّق من تفاصيلها، وبالتالي التصرّف إزاءها بحكمة وعقلانية. وبذلك، يكون مركزنا الأوّل في تحقيق معادلة سياسية صحيحة في آلية التعاطي مع الواقع اللبناني، في تطبيق ما ورد في خطاب القسم والبيان الوزاري. والتطبيق الموضوعي المُلزِم، المُرتكز على الدستور والشرائع، هو النموذج للنجاح والانسجام والتعقّل.

في هذا الخصوص، إننا كمركز PEAC، يمكننا القول دون أدنى تردّد، بأنّ دراساتنا ومواقفنا والآليات السياسية التي نطرحها، وفي طريقة تعاملنا مع المواقف في قلب النظام السياسي، تُجسّد النموذج السياسي الحكيم، والمستند إلى القانون، والذي لا يقبل أي تشويه أو تزلّف أو عمالة.

على ساسة الأمر الواقع أن يتيقّنوا: "مواقفنا جميعها تصدر عن خبرة ودراية سياسية كاملة بخفايا السياسة المحلية – الإقليمية – الدولية، وحتمًا، مواقفنا ودراساتنا ستعطي نتائج عظيمة ومهمة على الصعيد الوطني الداخلي، وعلى صعيد العلاقات الإقليمية – الدولية".

حرصنا، كمركز أبحاث PEAC، ممارسة سياسية بالحكمة، والجدية، والثبات في الرؤى والرؤية. ومن هذا المنطلق، نحرص أشدّ الحرص على وضع مصلحة الجمهورية والشعب نُصب أعيننا، وعلى رأس سلّم الأولويات، لنكفل لوطننا ولشعبنا كل سُبل الطمأنينة، والاستقرار، والعيش الكريم.

إنّ مكانتنا الداخلية – الإقليمية – الدولية تؤهّلنا كمركز أبحاث لأن نتبوّأ دورًا مميزًا، رياديًا، في المنظومة السياسية الوطنية، التي تسعى لإعادة السلطة إلى مكانتها بين الأمم، حيث لا تبقى عبئًا على أحد. إنّ الثوابت السياسية التي ننهجها، كمركز أبحاث، تعتمد مبدأ السلام الذي يجب تفعيله في إطار القانون الدولي، وعلى ضوء احترام المبادئ والأعراف التي يقوم عليها.

إننا، كمركز أبحاث، نسعى لطرح التزام سياسي بخط واضح، وبرنامج ومنهجية علمية تحمل مصداقية التجربة والخبرة، خبرتي العلم والنضال والتغيير الجذري. فالجمهورية لا تتقدّم من دون وجود رجال أشدّاء، أصحاب مواقف نبيلة في الممارسة، لا يتلوّنون، ولا يساومون، ولا يسايرون، ولا يُبدّلون، ولا يتبدّلون. إنّ رجال قرار يطبّقون القانون ويحلّون المشاكل القائمة المتراكمة، هو مفتاح الحل.

والحل هو في أيدي الشرفاء، وسيكون من خلال إعادة النظر في التركيبة السياسية القائمة، عن طريق انتهاج سياسة حكيمة، تحت عنوان: "تعديل حكومي"… في أقرب فرصة متاحة، وللبحث صلة.

د. بسام ضو

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page