من يحمي السلاح ومنظومته؟
- Alfred Baroud الفرد بارود

- 6 days ago
- 2 min read
من يحمي السلاح ومنظومته؟
السرية المصرفية… الجدار المُحكم للفساد
بقلم الفرد بارود (Alfred Baroud)

مارونايت نيوز - لا يُمكن لأيّ لبناني يملك قليلًا من الوعي أن يتجاهل الحقيقة:السرية المصرفية هي الحصن الأول الذي يحمي السلاح غير الشرعي، وهي الجدار الذي تتخفّى خلفه المنظومة التي دمّرت لبنان ونهبت شعبه.
هذه المنظومة التي تطلق على نفسها اليوم—عبر أبواقها—اسم “الدولة العميقة”، ليست دولة ولا عمقًا. الدولة العميقة في العالم تُبنى على نفوذ مفكّرين، علماء، مراكز أبحاث، مؤسسات متجذّرة. أما هنا، فالعمق هو حفرة فساد حفرتها عصابة اخترقت الدولة، واحتمت خلف السلاح، ورفعته كـ قميص عثمان كلّما اقترب الضوء من فضائحها.
والأدهى: الذين سرقوا ودائع الناس هم أنفسهم من يطرحون اليوم “خططًا” لدفن الملف عبر إعادة جزء هزيل من الحقوق! أيّ منطق أعوج هذا؟ أيّ جريمة تتزيّن بثوب “الحلّ”؟
من نهب الودائع لا يمكن أن يكون هو نفسه صاحب الحل.
والمعادلة واضحة وضوح الشمس:كلّ نائب لا يصوّت على الإلغاء التام للسرية المصرفية هو شريك كامل بالفساد. وكلّ سياسي لا يعمل بلا تردّد على إسقاط هذه السرية هو فاسد بحدّ ذاته، مهما رفع من شعارات، ومهما ألقى من خطابات.
فالسرية المصرفية لا تحمي الاقتصاد، بل تحمي:من سرق، ومن هرب أمواله، ومن بنى ثروات على حساب اللبنانيين، ومن تاجر باسم الله عبر رجال الدين والمؤسسات الدينية، ومن تاجر بالسلطة، وبالأعمار، وبالهبات، وبحقوق الناس.وتحمي أيضًا المهرّبين، وتجار السلاح، وتجار المخدرات، وناهبي المال العام، وملطّفي الوجوه الذين يتزيّنون بلباس الأوادم ليخفوا قذارة أفعالهم، وأصحاب الجمعيات “غير الربحية” والتهرب الضريبي.
والأخطر من كلّ هذا: من يطالب بنزع السلاح ولا يطالب في الوقت نفسه بإلغاء السرية المصرفية يعمل—عن قصد أو جهل—على إبقاء السلاح في مكانه. لأنّ السلاح ليس سوى الستار، أمّا الفساد فهو المسرح الحقيقي. وحتى لو نُزع السلاح، ستبتكر المنظومة “راجحًا” جديدًا تلوذ به، لتحوّل الأنظار من جديد عن سرقاتها.
وهنا يبقى السؤال الذي يجب أن يطرحه كلّ لبناني على نفسه: ماذا استفدتَ أنت أيها المواطن اللبناني من السرية المصرفية؟ هل حمت أموالك؟ هل صانت ودائعك؟ هل كشفت من نهبك؟ أم كانت الغطاء الذي سمح لمن سرقوك بأن يهربوا أموالهم بينما تُركت وحيدًا أمام المصارف؟
لهذا، لا حلول وسط، ولا ترقيع، ولا تسويات: الإلغاء الكامل للسرية المصرفية هو المفتاح الوحيد لفكّ القبضة عن لبنان. بدونه، ستبقى البلاد رهينة المنظومة ذاتها، مهما تبدّلت الشعارات وتغيّرت الوجوه.
الفرد بارود













Comments