top of page

الظل المنسي: مأساة الموارنة في ظل الحرب العالمية الأولى


صورة من أرشيف مجاعة جبل لبنان

في الوقت الذي يعترف فيه العالم بالإبادة الجماعية الأرمنية، يظل جزء مهم من التاريخ مغيبًا عن الأنظار؛ معاناة الموارنة في لبنان خلال الحرب العالمية الأولى. هذه المأساة التي تركت جروحًا عميقة في الذاكرة الجماعية للموارنة، تستحق الاعتراف والتذكير.


الموارنة هم واحدة من أقدم الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط. على مر القرون، واجهوا التهميش والعنف، لكنهم وجدوا ملاذًا في منطقة جبل لبنان وبنوا علاقات قوية مع فرنسا. ومع ذلك، فإن الحرب العالمية الأولى تمثل أحد أكثر الفترات تحديًا في تاريخهم.


خلال الحرب، أثارت السلطات العثمانية الشكوك حول ولاء الموارنة وعلاقتهم بفرنسا. جمال باشا، الحاكم العسكري للشام الكبرى، فرض حصارًا شديدًا على جبل لبنان، مما أدى إلى مجاعة مدمرة. تم قطع جميع خطوط الإمداد، وتفاقم الوضع بسبب هجوم الجراد ونقص الخدمات الاجتماعية.


تسبب الحصار في موت ما يقرب من ثلث سكان بيروت وجبل لبنان، أي حوالي 175,000 لبناني، بسبب المجاعة والأمراض. ورغم الظروف القاسية، حاولت الكنيسة المارونية تقديم المساعدة قدر المستطاع، ورحبت بالناجين الأرمن من الإبادة الجماعية.


على الرغم من الاعتراف الأمريكي الأخير بالإبادة الجماعية الأرمنية، لا يزال يتعين على المجتمع الدولي الاعتراف بمعاناة الموارنة خلال الحرب العالمية الأولى. يجب أن تُستخدم هذه الاعترافات كوسيلة للمصالحة ولتجنب تكرار مثل هذه الفظائع في المستقبل.


تظل مأساة الموارنة خلال الحرب العالمية الأولى جزءًا مهمًا من التاريخ يجب ألا يُنسى. يجب على المجتمع الدولي الاعتراف بهذه الأحداث والتعلم منها لضمان عدم تكرار الأخطاء الماضية.


المصدر: روبرت رابيل - موقع Fikra Forum

bottom of page