الكتب القديمة سكّرناها": الكلمة التي قتلت أبطال لبنان

مارونايت نيوز - بتشرين الأول ٢٠١٨، كانت آخر مرة التقيت فيه حد #سرايا_جونيه، قبل كم يوم من وفاته. يومها شفت الدمعة بعِيونه، ورجع خبرني كيف اتدهورت أموره، وكيف تخلّى الكل عنه بعد ما خلصت الحرب، وبعد ما كتار زبطو أوضاعهم على ضهر تضحيات كتار متله، من بعد ما كان بسنين الحرب جزء من #المقاومة_اللبنانية، ومقاتل ملتزم بقضية وجودنا لآخر نفس.

يومها، عزّت الدني عليّي مرة جديدة، وأنا الأكثر دراية بتضحيات هالشباب، وبمعاناتهم بعد ما تم التخلي عنهم، لأنهم صارو يشكّلو عبء ع حزبهم، بحسب منطق القيادات "الوفية"، وهيدا أكيد بينطبق على كل الأحزاب.

طلعت القصة بالنسبة للقيادات إنو كل مرحلة إلها رجالها، وبس نبطل عايزينهم، شو ما كان موقعهم أو سبب انضمامهم للحزب، منتخلّص منهم متل ما الإنسان بيتخلّص من أي شي بطّل عايزه أو خلص دوره، ومنقلّهم: "#الكتب_القديمة_سكّرناها".

هيدول الشباب، مش بشر عاديين!

هيدول الشباب هني رموز نضال بوج كل متطاول ع وجودنا وقضيتنا.

هيدول الشباب أبطال وقفو بوجه العواصف، وخاوَو روس الجبال وتلال التلج وزمهرير الرياح بأيام البرد، بالوقت اللي كانو أهلنا نايمين بدفا بيوتن، بس لأنو في بواسل سهرانة ع حمايتنا.

كتار من هول الشباب ماتو بحسرة ذكريات بطولاتن، وبنكبات الفقر اللي اجتاحتن بعد ما خلصت الحرب، وبعد ما تعمشق زعما الميليشيات بكراسي السلطة، وبعظمة مجد فاضي وصلولهم بسبب نضال هالشباب.

يا رفيقي، اللي ذكرى رحيلك اليوم، واللي انتهت أيامك وإنت عم تفتّش ع لقمة عيش مغمّسة بالقهر، وعَ حدا يطلعك بسيارتو ع بيتك المسكون بالحرمان والعتمة، متل ما قلتلي يوم اللي التقينا لآخر مرة، وعَ شي فلس أرملة يحمي كرامتك... أنا لآخر يوم من عمري ما رح انسى آخر لقاء بيناتنا، ولا رح انسى نقمتك وحرقتك على أرباب العهر، ولا نهدات الحسرة على أيام كان أمثالك أبطال الساحات الوحيدين، ولا رح انسى دموعي وأنا عم احضر مسرحية #خيال_صحرا للمبدع #جورج_خباز، بعد ما دعاني عليها أحد المقاومين وأصرّ عليّي إحضرها.

ليلتها عرفت إنو في كتار متلي، ولو ساكنهم الصمت، بيعرفو قصة هالشباب، وبيعرفو حرقة النكران، وبيعرفو كمان إنو الله كبير، وإنو ولا شجرة وصلت عند ربها.

الله يرحمك يا رفيقي

جورج يونس