سوروس في لبنان: دعم مدني أم نفوذ سياسي؟
- مارونايت نيوز
- 4 days ago
- 2 min read

مارونايت نيوز - لبنان - تحقيق - يُعتبر الملياردير الأميركي – المجري الأصل جورج سوروس من أبرز الشخصيات المؤثرة في العالم عبر مؤسسته Open Society Foundations (OSF)، التي تعمل في أكثر من 120 دولة لدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان والإعلام المستقل. في لبنان، بدأ نشاط المؤسسة مطلع الألفية، وترك بصمة واضحة في مجالات متعددة، لكنه أثار أيضاً جدلاً واسعاً بين من يعتبره دعماً مدنياً مشروعاً ومن يراه مدخلاً لنفوذ سياسي خارجي.
حضور مدني واسعبحسب الموقع الرسمي لـOSF، قدمت المؤسسة دعماً لجمعيات لبنانية تعمل في مجالات القانون والإعلام والثقافة وحقوق الإنسان، منها: Legal Agenda في إصلاح القضاء، Daraj وMegaphone في الإعلام المستقل، Basmeh & Zeitooneh في دعم اللاجئين، وArab Fund for Arts and Culture في الفن والثقافة (Open Society Foundations). عام 2016، خصصت المؤسسة 25 مليون دولار لتدريب نحو ألف معاون قانوني لمساعدة اللاجئين السوريين في لبنان والأردن (Open Society Foundations).
الإعلام المستقل تحت الناروسائل إعلام دولية، بينها Financial Times، أشارت إلى أن منصات إعلامية مدعومة جزئياً من OSF، مثل Daraj وMegaphone، تعرضت لهجمات إعلامية وحملات اتهام بالسعي لـ"زعزعة الاقتصاد" أو "تنفيذ أجندات خارجية" في سياق تغطيتها لملفات إصلاح القطاع المصرفي اللبناني (Financial Times). هذه المنصات ردت بدعاوى قضائية ضد وسائل إعلام، معتبرة أن ما تتعرض له هو "حملة تشهير سياسية" تهدف لإسكات الأصوات الناقدة.
اتهامات وروابط سياسيةفي عام 2024، تداولت بعض وسائل الإعلام اتهامات بوجود علاقة بين النائب إبراهيم منيمه ونجل سوروس، Alexander Soros، وهي اتهامات نفى النائب صحتها بالكامل، معتبراً أنها أخبار ملفقة تستهدف سمعته وتحرف النقاش عن القضايا الوطنية الجوهرية (L’Orient-Le Jour).
بين المساعدات ونظرية النفوذمقالات نقدية، منها ما نشرته Al Mayadeen نقلاً عن مصادر فرنسية، تحدثت عن "سلطة ناعمة" تمارسها OSF في لبنان، مدعية أن المؤسسة ضخت ملايين الدولارات لدعم جمعيات محلية خلال احتجاجات 2019، بينها Legal Agenda، Kulluna Irada، Daraj، Megaphone، Basmeh & Zeitooneh، The Public Source، وHelem، وأن قيمة التمويل تجاوزت 3.6 مليون دولار خلال أشهر قليلة (Al Mayadeen English). هذه المعلومات تبقى محل جدل، بين من يراها دعماً حقيقياً للحراك المدني، ومن يقرأها كجزء من خطة نفوذ طويلة المدى.
خلاصة متوازنةوجود سوروس ومؤسسته في لبنان حقيقة مؤكدة من خلال التمويلات المعلنة والمشاريع المنفذة. هذه الأنشطة تحمل طابعاً مدنياً وإنسانياً وثقافياً واضحاً، لكنها أيضاً تثير أسئلة مشروعة حول حدود تأثيرها، خاصة في بلد يعاني من أزمة سياسية واقتصادية عميقة وصراع مستمر على القرار الوطني. الفارق بين الدعم الإيجابي والتدخل الممنهج قد يكون ضيقاً، والحكم في النهاية متروك للرأي العام، شرط توفر الشفافية الكاملة في تمويل الجمعيات ومسارات عملها.
مارونايت نيوز
Comments