top of page

كنيستي أينه يسوع؟ أينهم الرسل البواسل؟


لِمْ أحفادهم أصوات مخنوقة، شخصياتهم متخفِّية،

مواقفهم رمادية والحقّ في ناموسهم باطل.

لم يعرف تاريخنا أحباراً لا طعم لهم لا لون لا رائحة، شطَّارٌ في التهرُّب من التِبعات وعند الشهادة انكفاء، في حين أنَّ الوضع يحتاج إلى صراخ مُدَوِّي، إلى طلَّة آسِرة، إلى زأرة كاسرة وإلى مصارحة مع الذات إلى مصالحة مع الإنجيل.

للأسف هذا الصّنف المُمَيَّز الممتاز هو فقيد، وفي فقده تلوح أشباح الهزيمة ويبدأ هول الإنكسار.


والسؤال كيف تَنظُر كنيستي إلى أغنامِها وإلى مجد تاريخها وإلى رجالات الفكر والمواهب والعلم والمواقف عندها؟

مع الأسف نقول إنَّ مرض العصر في الغيرة والحسد، والخلل في ميزان القِيَم والشِّيَم.

كم من الفُهَماء والفُقَهاء والنَّوابِغ والثَقَّيفين في صَفِّنا مُبعَدون مهمَّشون مَجهولون مَتروكون، كأنَّ لا راعٍ عادل عليهم ولا عين مسؤول أمين.

مخزياتٌ واكبنا أحداثها، فيها من التَّحامُل والتَّجَنِّي ما لا يقبله وجدان ولا يرضى عنه ضمير.

والأبشع من ذلك لم نسمع اعتراض أحدٍ من رَتْلِهم ولا احتجاج قائد.

والله لَم نَشهَد في الشرائح الأخرى ما نَشهَده في قَومِنا.

كُلُّنا أبناءُ بيت مارون، والأبناء من حيث المبدأ يُدافِعون عن بعضهم في السرَّاء والضرّاء مهما تباينت الآراء.

لست أدري لماذا في كنيستنا خرسان لا يَتَكلَّمون، لهم عيون ولا يبصرون وأذان ولا يسمعون.

فوضى وهزال وهراء، فَأُمَراء الكنيسة لا يُجَلِّلهم همٌّ ولا يُكَلِّلُهم غمّ يغار على إخوته في المسيح يسوع...

إنهم نائمون في غيبوبياتهم في مغارة الكهف عند أفلاطون، فالقطيع في وادٍ وهم في وادٍ.

هذا هو العار!



مستويات الرُّجولة فقيرة هابِطة، والأنكى ما من جريءٍ يدافع عن بريء.

يا خيبَة الأمل من هذا الانحدار المُخجِل المُخزي.

يوم نفى المتصرفُ المطرانَ عبدالله البستاني إلى عكا، وكان يومذاك الخوري الياس الحويك "البطريرك فيما بعد"، ساهرا الليل على ضوء اللقشة، فاستفاق البطريرك بولس مسعد لتناول كأس ماء ليشرب، ورأى الخوري الباس صاحيا فبادره بالسوآل: ما زلت صاحيا يا أبونا الياس، فأجابه على الفور، كيف تريد أمين سرّ البطريركية أن ينام وأمير من أمراء الكنيسة منفي؟

فربن البطريرك على كتفه وقال: نَم غدا سنعالج المسألة. وفعلا في اليوم التالي بدأت البرقيات تُرسل إلى الفاتيكان، إلى فرنسا إلى بريطانيا إلى روسيا وإلى النمسا.

وإذ بالطران عبدالله بعد ثلاثة أشهر يعود كالفاتحين وينبدّل المتصرف.

أينكم يا سادة من قضية سيادة المطران الياس نصار وقضية حضرة المونسنيور منصور لبكي.

لماذا هذا الصمتٌ مُربِكٌ وكأنه بِمَنزلة خيانة للمعلم الأكبر سيدنا يسوع المسيح.

ولا واحد يا رب!؟

أين الأُخُوَّة، أين الكهنوت، أين المحبَّة، أين الغفران أين الشَّهامة، أين الانتفاضة ضد هذا الوضع الشاذ؟

إنهضوا يا جدودنا لِتَرَوا بأنفسكم مآسينا والخذلان.

عِوض أن نكرِّم ونقدِّر أصحاب المواهب والكاريسما، نعمل على إلغائهم واستبعادهم وإهمالهم وكأنهم أجانب غرباء.

كيف يا سادة تقدِّمون قرابينكم على المذابح وأنتم في هذا الوضع؟

صلاتهما وحدهما مقبولة أمام الله، المطران الياس نصار والمونسنيور منصور لبكي...

أمَّا السادة أصحاب التِّيجان، تنقصهم شجاعة الرسل وصدق المحبة الأخوية.

أمَا قرأتم الإنجيل وكيف تعيشون تعاليمه؟



ألا تخافون العقاب العسير وصراخ يسوع فيكم يوم الحساب:

أيُّها الحَيَّات أولاد الأفاعي إلى أين الهرب من دينونة الله ومن نار جهنم؟

بسلوكٍ كهذا معيب، ألستم تدقُّون المسامير في يدي يسوع الدَّيّان؟

إنه يُحَدِّق إليكم هازئا بكم لاعناً تصرفاتكم متبرِّما من حيادكم وساخرا من خيانتكم للشهادة والحق؟

لو كنتم مطارحهم أيرتضون هم هذا السكوت والانعزال؟

إنكم عُجَّز ضعفاء تستوجبون أقسى عقاب من السماء على هذه السلوكيات المِعوجَّة.

أنتم قياساً لعطايا لهم صغار. هم خالدون وأنتم زائلون.



أنفضوا غبار خمولكم

أيقظوا ذِمَمكم من سباتٍ عميق كرمى للكنيسة وللرسالة الموكولة إليكم، كونوا بواسِل لا جُبَناء تستحقون أن يلفظكم التاريخ والله يوم الدِّين.

عوض تكريمهم وإحاطة بما يختزنون من فضائل وشمائل ومعارف وتآليف وثقافة تتجاوزكم، أراكم لامبالين، وعلى هذا السكوت ستحاسبون.

تجلسون على كراسيكم ضاربين الكشح عن الفرائض والمتطلبات.

أقيموا الأرض وأقعدوها معترضين على تدابير مجحفة وقرارات ظالمة. أطلبوا الإنصاف للمظلومين واسمحوا لهم أقله بالدفاع عن نفوسهم.

أين الغيرة على الأُخُوَّة وعلى الكهنوت وعلى تعاليم المسيح؟

أتموا المشورات واعدلوا ليستريح لكم ضمير ويُغتفر إهمال.

أترككم إلى عناية المشيئة القادرة تُسائلِكم...

الأب الدكتور سيمون عساف


هل توافق ما كتبه الأب الدكتور سيمون عساف؟

  • نعم

  • كلا


bottom of page