top of page

من هو العبد الأمين الحكيم؟ قراءة شاملة في رسالة المسيح عن الأمانة والسهر

ree
ree
«فَمَنْ هُوَ الْعَبْدُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُمُ الطَّعَامَ فِي حِينِهِ؟» (متى 24:45)

الآيات المقابلة في العهد الجديد:

لوقا 12:42 «فَقَالَ الرَّبُّ: فَمَنْ هُوَ الْوَكِيلُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خُدَّامِهِ لِيُعْطِيَهُمُ العَلَفَ فِي حِينِهِ؟»

1 كورنثوس 4:2 «ثُمَّ يُطْلَبُ فِي الْوُكَلاَءِ أَنْ يُوجَدَ الإِنْسَانُ أَمِينًا.»

رؤيا 2:10 «كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ.»

الآيات المقابلة في العهد القديم:

تكوين 41:39-40 «فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: بَعْدَ مَا أَعْلَمَكَ اللهُ كُلَّ هذَا، لَيْسَ فَهِيمٌ وَحَكِيمٌ مِثْلُكَ. أَنْتَ تَكُونُ عَلَى بَيْتِي، وَعَلَى فَمِكَ يُقَبِّلُ جَمِيعُ شَعْبِي.»

أمثال 14:35 «رِضَى الْمَلِكِ فِي الْعَبْدِ الْفَطِنِ، وَسَخَطُهُ يَكُونُ عَلَى الْمُخْزِي.»

دانيال 6:4 «وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَجِدُوا عِلَّةً وَاحِدَةً أَوْ خَطَأً، لأَنَّهُ كَانَ أَمِينًا وَلَمْ يُوجَدْ فِيهِ خَطَأٌ وَلاَ ذَنْبٌ.»


تفسير آباء الكنيسة:

القديس يوحنا الذهبي الفم يرى أن الرب هنا يوجّه الحديث إلى كل خادم أو مسؤول عن الآخرين، سواء في الكنيسة أو في الحياة اليومية. “العبد الأمين” هو الذي لا يتراخى في خدمة من أوكل إليه الله العناية بهم، بل يعطي “الطعام في حينه” أي التعليم والإرشاد بحسب حاجة كل نفس. ويضيف أن الأمانة لا تُقاس بالنتائج بل بالنية والاستمرارية في العمل الصالح.

القديس أغسطينوس يشرح أن السيد هو المسيح، والعبد الأمين هو من يسهر على بيت الرب أي الكنيسة، فيوزّع الغذاء الروحي من كلمة الله دون تمييز. ويؤكد أن الحكمة الحقيقية هي معرفة أن العبد ليس سيدًا بل وكيل، وكل ما يملكه أمانة بيده.

القديس كيرلس الكبير يرى أن “الطعام في حينه” هو تعليم الحق في الوقت المناسب، لا تملّقًا للناس ولا خضوعًا للعالم، بل تغذية النفوس بكلمة الله حتى لا تجوع للبرّ.

تفسير الكنائس:

الكنيسة الكاثوليكية تعتبر هذه الآية دعوة للكهنة والرعاة أن يكونوا وكلاء أمناء في توزيع الأسرار والتعليم، وأيضًا لكل مؤمن في مسؤوليته العائلية أو الاجتماعية. الأمانة هنا هي الاستعداد الدائم لعودة السيد، أي المجيء الثاني للمسيح.

الكنيسة الأرثوذكسية تركز على بعد السهر الروحي، فالمسيحي الحق هو من يعيش كل يوم وكأن الرب آتٍ الآن، لا يتهاون في مسؤوليته تجاه الآخرين، ويعيش المحبة كغذاء يقدّمه “في حينه”.

الكنيسة البروتستانتية تفسّر النص كصورة للقيادة الخادمة، حيث كل مؤمن مدعوّ لأن يكون “راعياً” ضمن نطاقه، ويستخدم مواهبه لخدمة الآخرين لا لتمجيد ذاته.

تفسير الأكاديميين:

من منظور النقد الكتابي الحديث، تُعدّ هذه الآية جزءًا من خطاب الإسكاتولوجيا في إنجيل متى (فصول 24–25). الغاية هي التحذير من التراخي الروحي في انتظار عودة المسيح. العبارة “العبد الأمين الحكيم” تعبّر بلغة الأمثال اليهودية عن النموذج المثالي للمسؤول الموثوق به. أما “الطعام في حينه” فهي استعارة مأخوذة من الإدارة المنزلية في المجتمع اليهودي القديم، حيث كان العبد المسؤول يوزّع المؤونة حسب المواسم. بالتالي، المعنى الرمزي هو: على المؤمن أن يوزّع مواهب النعمة بحكمة في الزمن المناسب، لأن الإهمال يؤدي إلى الدينونة.

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page